بحث المبعوث الأممي إلى ليبيا، الأحد، مع رئيس الحكومة المقالة من البرلمان عبد الحميد الدبيبة سبل إنهاء الجمود السياسي، فيما استنكرت الحكومة المكلَّفة من البرلمان تصريحات المبعوث الأممي عن "جاهزية" حكومة الدبيبة لضمان أمن الانتخابات.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، الأحد، إنه بحث مع الدبيبة "سبل إنهاء الجمود السياسي وإعداد البلاد لانتخابات وطنية شاملة هذا العام".
وأضاف باتيلي على تويتر أنه ناقش أيضاً مع الدبيبة "مسؤولية جميع الأطراف في تهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات بدءاً من اعتماد إطار دستوري متين".
وأشار المبعوث إلى أنه شدَّد خلال الاجتماع على ضرورة اعتماد "أفضل معايير الشفافية لضمان التوزيع العادل للثروة الليبية".
وكان المكتب الإعلامي لحكومة الدبيبة ذكر في وقت سابق، الأحد، أنَّ الدبيبة التقى باتيلي وناقش معه المقترحات الخاصة بإجراء الانتخابات.
وقال المكتب الإعلامي إن الجانبين أكدا على ضرورة إصدار القاعدة الدستورية "ليتم التركيز بشكل مهني على باقي الخطوات التنفيذية للوصول للانتخابات".
أمن الانتخابات
في المقابل أبدت وزارة الداخلية في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، الأحد، استغرابها تجاه ما نشرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن جاهزية وزارة الداخلية في حكومة الدبيبة لضمان أمن الانتخابات.
ونقل بيان للحكومة المكلفة برئاسة فتحي باشاغا عن وزارة الداخلية القول إن "نفوذ ومجال تحرك حكومة الدبيبة منتهية الولاية لا يتجاوز العاصمة طرابلس وبعض المناطق المجاورة لها".
وأضافت: "الترويج لهذه الأخبار والسماح بنشرها وتداولها يفقد المصداقية ويخالف واقع المشهد الليبي، وما هو إلا تضليل واضح وينبغي أن لا ينطلي" على البعثة الأممية.
وأكدت الوزارة أنه يجب على البعثة الأممية "احترام" قرار مجلس الأمن بشأن إنشائها، وتحديد مهامها بممارسة الوساطة.
وكان رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي قال، السبت، إنه التقى وزير الداخلية المكلف في حكومة الدبيبة عماد الطرابلسي بهدف "الاطلاع على الوضع الأمني، والتحسن في الآونة الأخيرة، خاصة في طرابلس".
وأضاف باتيلي عبر حسابه على تويتر، أن اللقاء مع الطرابلسي تطرق إلى الأوضاع السياسية والاجتماعية الراهنة، و"مدى جاهزية الوزارة لضمان أمن وسلامة الانتخابات في المستقبل المنظور".
ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت من اتفاق سياسي قبل نحو عامين (أقالها البرلمان) يرأسها عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عيَّنها البرلمان في فبراير الماضي 2022، وتتخذ من سرت (وسط) مقراً مؤقتاً.
وبعد وقف إطلاق النار في ليبيا في عام 2020، وافقت الأطراف المتحاربة على إجراء انتخابات في 24 ديسمبر 2021، وشكّلت حكومة وحدة وطنية جديدة، كان من المفترض أن تعيد توحيد المؤسسات الوطنية المنقسمة، لكن العملية الانتخابية انهارت وسط خلافات بشأن القواعد.