خطاب "حالة الاتحاد".. مراجعة أخيرة وبايدن يراهن على الاقتصاد

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى الصحافيين في البيت الأبيض واشنطن. 6 فبراير 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى الصحافيين في البيت الأبيض واشنطن. 6 فبراير 2023 - REUTERS
واشنطن-أ ف ب

يعوّل الرئيس الأميركي جو بايدن على تفاؤله لتحفيز الأميركيين في خطاب "حالة الاتحاد" الذي يلقيه الثلاثاء، من خلال عرض الجهود والنتائج التي يحققها في مجال تعزيز الاقتصاد، وتمهيد الأرضية الملائمة لخوض الانتخابات الرئاسية مجدداً، العام المقبل. 

وبعدما أمضى العامين الماضيين في إدارة الخروج من تبعات جائحة كورونا، وإنهاء عقدين من الحرب في أفغانستان، والرد على الغزو الروسي لأوكرانيا، والتوتر السياسي الحاد في واشنطن، يجد بايدن نفسه مخوّلاً الاحتفاء بالكثير مما حقّقه.

وسيلقي بايدن (80 عاماً) خطابه في مبنى الكابيتول أمام حضور يشمل أعضاء الكونجرس بمجلسيه والغالبية العظمى من المسؤولين الكبار في الإدارة، إضافة الى جمهور عريض عبر شاشات التلفزيون، مدعوماً بأنباء عن استعادة اقتصاد البلاد عافيته من تبعات الجائحة، وتراجع البطالة إلى مستويات هي الأدنى منذ عقود.

إلا أنه لن يكون بمقدور هذا التفاؤل أن يكون السمة الوحيدة للخطاب السنوي، إذ يأتي هذا العام بعد أيام من توتر مع الصين، إثر قيام سلاح الجو الأميركي بأمر مباشر من بايدن، بإسقاط منطاد صيني حلّق فوق الأراضي الأميركية، قالت واشنطن إنه مخصص لـ "التجسس"، ما دفع وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إرجاء زيارة كانت مقررة إلى بكين، إلى موعد غير محدد.

ويأتي الخطاب بعدما أظهر استطلاعان للرأي أجريا في الآونة الأخيرة، أن أكثر من نصف الناخبين يرفضون ترشح بايدن لولاية رئاسية ثانية في 2024.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار إن بايدن "رئيس شديد التفاؤل"، مؤكدة أنه على الرغم من أن كتابة الخطاب بدأت قبل أسابيع، إلا أنه تعديلات متواصلة عليه ستستمر "حتى اللحظة الأخيرة".

وأمضى بايدن عطلة نهاية الأسبوع في منتجع كامب ديفيد الرئاسي محاطاً بكبار مستشاريه وكاتبي الخطابات الرئاسية لتدقيق الكلمة.

"لحظة مهمة"

وسيقف بايدن على المنبر وفي جعبته بعض المؤشرات الجيدة الكفيلة بإضفاء صبغة إيجابية على خطابه، فنسبة التضخم التي بدت قبل أشهر أنها قد تتحول إلى تهديد وجودي لإدارة بايدن، آخدة في التراجع، ومئات المليارات من أموال دافعي الضرائب الأميركيين باتت تضخّ في برامج أقرت في الولاية الرئاسية الحالية، مخصصة لتحفيز التصنيع التكنولوجي وإصلاح البنى التحتية.

وأظهرت أرقام رسمية نشرت، الجمعة، أن نسبة البطالة انخفضت الى أدنى مستوى لها منذ 50 عاماً، ما دفع بايدن إلى إبداء سعادته لأن "حال الاتحاد وحال الاقتصاد قويان".

وعلى الرغم من أن بايدن لم يؤكد رسمياً بعد ترشحه لولاية ثانية، إلا أنه من المتوقع أن يوفّر له خطاب حالة الاتحاد دفعة قوية في هذا الاتجاه، لا سيما وأنه يعتزم أن يتبعه بجولتين أقرب ما تكونان إلى الحملات الانتخابية، بزيارته ولايتي ويسكونسن وفلوريدا، الأربعاء والخميس.

وعلى الرغم من الإيجابيات التي سيحملها بايدن معه إلى مبنى الكونجرس، إلا أنه من المتوقع أن يجد تحت قبته بعض الصعوبات التي قد تعقّد العامين الباقيين من ولايته.

فعندما يبدأ الرئيس الأميركي خطابه، سيكون نصف أعضاء الكونجرس الجالسين في القاعة، وأبرزهم رئيس مجلس النواب كيفن ماكارثي الذي يجلس خلفه مباشرة، من الجمهوريين المصمّمين على استخدام غالبيتهم الطفيفة والمستجدة في المجلس لعرقلة سياساته.

"أزمة حادة"

ومن الآن، ترتسم معالم أزمة حادة بين الإدارة الديمقراطية لبايدن والجمهوريين الرافضين رفع السقف الائتماني للبلاد، والذي عادة ما يكون خطوة إجرائية روتينية.

وتحذّر إدارة بايدن من أن تعنّت الجمهوريين قد تكون له تداعيات دولية كبرى، ويدفع الولايات المتحدة للتخلف عن سداد ديونها.

ويمكن للتوتر وحالة عدم اليقين، إضافة إلى الشكوك المحيطة بمستقبل بايدن، أكبر الرؤساء سنّاً في تاريخ البلاد، أن تكون من العوامل التي تعكس بعض التشاؤم في استطلاعات الرأي، اذ أظهر واحد أجرته أخيراً شبكة "آي بي سي" التلفزيونية وصحيفة "واشنطن بوست"، أن 58% من الديمقراطيين والمستقلين ذوي التوجه الديمقراطي، يرون أن على الحزب تقديم مرشح آخر إلى الانتخابات الرئاسية في 2024.

ورداً على سؤال بشأن عدم الرضا الذي تعكسه الاستطلاعات، أقرت المتحدثة جان بيار بأن العديد من الناخبين لا يزالوا قلقين من عدم الاستقرار الاقتصادي، قائلة: "هذه فترة معقدة جداً"، مشددة على أن خطاب حالة الاتحاد سيكون "لحظة مهمة".

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات