الجيش الأميركي يحذّر: الصين تمتلك قاذفات صاروخية تفوق مخزوننا

صاروخ Minuteman III في أنبوب الإطلاق بقاعدة فاندنبرج الجوية الأميركية. 25 فبراير 2015 - REUTERS
صاروخ Minuteman III في أنبوب الإطلاق بقاعدة فاندنبرج الجوية الأميركية. 25 فبراير 2015 - REUTERS
دبي-الشرق

أخطر الجيش الأميركي الكونجرس، الشهر الماضي، بأن الصين لديها في الوقت الحالي قاذفات صواريخ أرضية عابرة للقارات أكثر مما تملكه الولايات المتحدة في مخزونها الدفاعي، ما أجج الجدل حول الكيفية التي يجب أن ترد بها واشنطن على بكين.

وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير، أن قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية التي تشرف على القوات النووية، الجنرال أنتوني كوتون خاطب لجنتي القوات المسلحة بمجلسي الشيوخ والنواب، في 26 يناير الماضي، بحقيقة أن "عدد قاذفات الصواريخ الأرضية الثابتة والمتحركة في الصين يتجاوز عدد قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في البلاد".

ويأتي الإخطار بموجب تشريع أقره الكونجرس، العام الماضي، مع تصاعد حالة عدم اليقين بشأن الخطط النووية الصينية، إذ يجب على القيادة الاستراتيجية إخطار المشرّعين بما إذا كان لدى بكين صوامع صواريخ باليستية عابرة للقارات أو عدد أكبر من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أكثر من الولايات المتحدة.

وبالفعل قُدمت إخطارات بعضها سري إلى الكونجرس، لكن النسخة غير السرية التي جاءت في رسالة كوتون هذه، لم تذكر كيف سيستخدم الجيش الصين هذه المخازن أو مدى السرعة التي قد تملأها بكين بالصواريخ.

طموحات صينية

يأتي الإخطار في وقت تواجه الولايات المتحدة التحدي المتمثل في ردع القوى النووية الكبيرة لروسيا، وكذلك الترسانة النووية الصينية المتنامية.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن إخطارات القيادة "لا تشمل الصواريخ التي تُطلق من الغواصات والقاذفات بعيدة المدى"، حيث تمتلك الولايات المتحدة ميزة محددة.

ولكن مسؤولين وخبراء أميركيين خارج الحكومة قالوا إن واشنطن، التي تعمل على تحديث جميع ترساناتها النووية البرية والبحرية والجوية، تمتلك قوة نووية أكبر بكثير من الصين.

كما أخطرت القيادة الاستراتيجية الكونجرس بأن الولايات المتحدة لديها صواريخ عابرة للقارات تعتمد على الأرض، وتمتلك عدداً من الرؤوس الحربية النووية المثبتة على تلك الصواريخ أكثر من الصين.

ومع ذلك، أشار المشرّعون الجمهوريون إلى أن قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تعد مؤشراً على حجم طموحات الصين بعيدة المدى، وحضوا الولايات المتحدة على تعظيم قواتها النووية لمواجهة روسيا والصين.

التكافؤ مع أميركا

قال النائب الجمهوري مايك روجرز الذي يرأس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: "تقترب الصين بسرعة من التكافؤ مع الولايات المتحدة. لا يمكن أن نسمح بذلك، حان الوقت لتعديل وضع قوتنا وزيادة القدرات لمواجهة هذا التهديد".

وأضاف روجرز أن القيود المفروضة على الصواريخ بعيدة المدى، التي وضعتها معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا والمعروفة باسم "نيو ستارت"، تمنع الولايات المتحدة من بناء ترسانتها لردع روسيا والصين، مشيراً إلى أن الصين ليست طرفاً في المعاهدة.

من جانبها، قالت روز جوتيمولر من جامعة ستانفورد: "من مصلحتنا الوطنية إبقاء الروس تحت حدود ستارت الجديدة. نحن بحاجة إلى استكمال تحديثنا النووي وفقاً للخطة، وليس تكديس المتطلبات الجديدة".

ورأى مؤيدو الحد من التسلح أنه بدلاً من محاولة تجاوز القوات النووية الصينية والروسية، ستكسب الولايات المتحدة المزيد من خلال محاولة الحفاظ على حدود المعاهدة مع روسيا ومحاولة جذب بكين إلى مناقشة الحد من الأسلحة النووية.

وأقرت إدارة بايدن بأن التحديات التي يفرضها الخصوم المسلحون نووياً "معقدة"، إذ تسعى واشنطن إلى التعامل معهم باستخدام مزيج من ترتيبات الحد من التسلح والقوات النووية المطورة.

قوتان نوويتان

وقال هانز كريستنسن من اتحاد العلماء الأميركيين، إن صور الأقمار الصناعية التجارية "لا تظهر أي مؤشر على أن الجيش الصيني يتدرب على ملء المخازن الجديدة بصواريخ باليستية عابرة للقارات أو إجراء تدريبات عليها".

وأضاف في تصريحات للصحيفة: "إنهم يبنون عدداً كبيراً من المخازن، ولكننا لا نعرف عدد الصواريخ أو الرؤوس الحربية التي سيضعونها فيها".

ومع ذلك، فإن الافتراض السائد بين معظم المسؤولين الأميركيين هو أن جميع المخازن ستمتلئ بصواريخ عابرة للقارات ذات رؤوس نووية خلال العقد المقبل.

وأثار الحشد النووي الصيني مخاوف من أنها قد تستخدم التهديد بالتصعيد النووي لثني واشنطن عن الاندفاع لمساعدة تايوان أثناء الأزمة، إذ امتنعت الولايات المتحدة عن تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى أو إرسال قوات أميركية إلى البلاد، لأنها "تريد تجنب الصدام المباشر مع روسيا المسلحة نووياً".

وقالت إدارة بايدن، الأسبوع الماضي، إن موسكو "تنتهك" الاتفاق برفضها السماح بعمليات تفتيش ميدانية، فيما رد مسؤولون روس بأن موسكو "لا تزال ملتزمة بحدود الرؤوس الحربية والصواريخ والقاذفات النووية".

وكان البنتاجون قد قال في وثيقة سياسية عُرفت باسم "مراجعة الوضع النووي"، العام الماضي، إنه "بحلول الثلاثينيات من القرن الحالي، ستواجه الولايات المتحدة، لأول مرة في تاريخها، قوتين نوويتين رئيسيتين كمنافسين استراتيجيين وخصوم محتملين".

الصين التي رفضت محادثات الحد من التسلح مع الولايات المتحدة، في طريقها لنشر نحو 1500 رأس نووي بحلول عام 2035، ارتفاعاً من مخزونها التشغيلي المقدّر بأكثر من 400 في عام 2021، وفقاً لتقرير نشرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، العام الماضي.

كما أن نمو القوات النووية الصينية يزيد من خطر تحوّل أي صراع تقليدي محتمل بين بكين وواشنطن إلى نزاع نووي، رغم أن "البنتاجون" قال إن المواجهة العسكرية بشأن تايوان "لا تبدو وشيكة".

وتشغل الصين أسطولاً من قاذفات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ولديها نحو 20 صاروخاً تعمل بالوقود السائل، في حين يقول البنتاجون إن بكين "تقوم ببناء 3 مخازن للصواريخ الباليستية العابرة للقارات وتهدف إلى استيعاب ما لا يقل عن 300 صاروخ حديث يعمل بالوقود الصلب"، بحسب "وول ستريت جورنال".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات