استخدم الرئيس الأميركي جو بايدن خطابه السنوي "حالة الاتحاد"، الأربعاء، لمحاولة إقناع الأميركيين بجدول أعماله الاقتصادي، داعياً إلى تجديد الشراكة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلا أن دعواته للوحدة تخللتها اعتراضات صاخبة من المشرعين الجمهوريين.
وتحول جزء من الخطاب إلى لحظة غير عادية وسط استهجان العديد من الجمهوريين لما ورد في كلام بايدن، حين قال إن بعضهم يسعى إلى تقليص برنامج الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي.
وقالت وكالة "بلومبرغ" إن رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي "هز رأسه في صمت"، معرباً عن رفضه لتصريحات بايدن، بينما وقفت عضوة مجلس النواب الجمهورية المتشددة مارجوري تايلور جرين وصرخت قائلة لبايدن: "كاذب".
وقال بايدن إنه "مستعد" لعرض الطروح الجمهورية التي تلقاها في هذا الشأن، قبل أن يستغل الفرصة والاستهجان الجمهوري ليقول: "إذن الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية خارج نطاق الطلبات الجمهورية بخفض الإنفاق"، في محاولة لضمان تعهد جمهوري بعدم المساس بتلك الاستحقاقات.
وتخلل خطاب الرئيس الأميركي نقاطاً أخرى أثارت غضب الجمهوريين، الذين طالبوه بـ"تأمين الحدود".
وعندما أشار بايدن إلى الارتفاع الحاد في حالات الوفاة الناجمة عن تعاطي مخدر "الفينتانيل" في الولايات المتحدة، صرخ الجمهوري آندي أوجليس، قائلاً: "هذا خطأك".
وقوبل التعليق الأخير باستهجان شديد، حتى من المشرعين الجمهوريين وعلى رأسهم كيفين مكارثي، الذي هز رأسه رافضاً، مطالباً الجمهوريين بالتوقف عن المقاطعة.
"حرب يسارية"
الرد الجمهوري على خطاب حالة الاتحاد، ألقته حاكمة ولاية أركنساس سارة هاكابي ساندرز، عقب انتهاء خطاب بايدن، في تقليد متبع يقوم به الحزب الذي لا يسيطر على البيت الأبيض.
وقالت ساندرز، وهي متحدثة سابقة باسم البيت الأبيض في إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، إن الأميركيين يتعرضون للهجوم في "حرب ثقافية يسارية".
وأضافت: "الخط الفاصل في أميركا لم يعد بين اليمينيين واليساريين"، قائلة إنها "لا تصدق" الكثير من أي شيء قدمه الرئيس جو بايدن في خطابه، وفقاً لما أوردته "بلومبرغ".
ودعت ساندرز (40 عاماً) إلى جيل جديد من القيادة الجمهورية لمحاربة ما وصفته بـ "غوغائية الواعين الذين اختطفوا تماماً إدارة الرئيس جو بايدن".
وقالت ساندرز إن "بايدن والديمقراطيون خذلونا. إنهم يعرفون ذلك. حان وقت التغيير"، وفقاً لما نقلته "وول ستريت جورنال".
كما اتهمت إدارة بايدن بـ"مضاعفة السلوك الجنوني، إذ رفعت الإنفاق وفشلت في وقف تدفق المخدرات عبر الحدود الجنوبية".
وتطرقت إلى الصين قائلة إن بايدن "رفض الوقوف في وجه الصين"، في إشارة إلى حادثة "منطاد التجسس الصيني" الذي حلق لأيام في المجال الجوي الأميركي، والذي يتهم الجمهوريون بايدن بالتأخر في الرد عليه.
وتابعت: "الرئيس بايدن غير راغب في الدفاع عن حدودنا والدفاع عن أجوائنا والدفاع عن شعبنا. لا يليق به العمل بصفته قائداً للبلاد".
وزادت ساندرز: "لا نخطئ، لن يتنازل الجمهوريون عن هذه المعركة، سنقود بشجاعة ونفعل الصواب، وليس ما هو صواب سياسياً".
وختمت حديثها قائلة: "حان وقت التغيير، نريد جيلاً جديداً من القادة الجمهوريين، لا ليكونوا راعين للوضع الراهن، بل ليكونوا صناعاً للتغيير".
"أقل أماناً"
بدورها، انتقدت السيناتور الجمهورية جوني إرنست الرئيس الأميركي بسبب "إذكاء نيران الانقسامات" بشأن القضايا التي تقسم البلاد.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عنها قولها: "كانت هناك الكثير من الأشياء التي ذكرها والتي لم تكن صحيحة أو دقيقة"، وأشارت إلى تعليقات الرئيس حول قانون الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.
وأضافت: "أعتقد أن غالبية الأميركيين سيوافقون: في عهد الرئيس بايدن، أصبحت حالة اتحادنا أكثر كلفة وأقل أماناً".
ووصفت الخطاب بأنه "مخيب للآمال"، كما أعربت عن استيائها من تصريحات بايدن بشأن الأزمة الحدودية مع المكسيك ومنطاد الصين.
وكان ترمب قدم تمنياته لخطاب بايدن عبر مجموعة من المنشورات عبر منصة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي الخاصة به.
وقال: "نحن حقاً أمة في حالة انحدار، ولهذا السبب أريد أن يقوم جو بايدن بعمل جيد الليلة"، لكن بعد الخطاب، نشر مؤيدي ترمب شريط مقطع فيديو ينتقد ما قالوا إنها "إخفاقات بايدن" في التعامل مع قضايا بينها معدلات الجريمة المرتفعة، وارتفاع تكاليف السلع الغذائية والوقود.
وطرح بعض الجمهوريين أفكاراً لإصلاحات مثل رفع سن التقاعد للضمان الاجتماعي، لكن مكارثي، قال مراراً إن التغييرات "ليست مطروحة على الطاولة أثناء مفاوضات رفع سقف الدين"، إذ تدعو بعض الخطط الجمهورية لتعزيز الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي دون زيادات ضريبية، ما يعني الاعتماد على خفض النفقات لتلبية الاحتياجات المالية.
اقرأ أيضاً: