خطاب بايدن يجدد التوتر بين الولايات المتحدة والصين

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاب "حالة الاتحاد" أمام الكونجرس، واشنطن - 7 فبراير 2023 - Getty Images via AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاب "حالة الاتحاد" أمام الكونجرس، واشنطن - 7 فبراير 2023 - Getty Images via AFP
دبي-الشرق

قالت الصين، الأربعاء، إنها "ستدافع بحزم" عن مصالحها، داعية الولايات المتحدة إلى العمل على ترميم العلاقات بينهما، وذلك بعدما وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن انتقادات إلى بكين خلال خطابه السنوي عن "حالة الاتحاد" أمام الكونجرس، فيما طالب دبلوماسي صيني واشنطن بإعادة حطام المنطاد الذي أسقطته.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج في مؤتمر صحافي: "سندافع بحزم عن سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية"، داعية الولايات المتحدة إلى "العمل مع الصين لدفع العلاقات الصينية الأميركية إلى مسار التنمية الصحية والمستقرة"، وفقاً لـ"فرانس برس".

وقال بايدن في خطابه أمام الكونجرس إنه "إذا هددت الصين سيادتنا فسنرد لحماية أنفسنا، وقد فعلنا"، وشدد على أن الولايات المتحدة لن تسمح للصين بترهيبها لكنه شدد في الوقت ذاته على أن واشنطن لا تسعى إلى نزاع مع بكين.

وأكد أن الولايات المتحدة الآن "في أقوى وضع منذ عقود، لمنافسة الصين أو أي دولة أخرى"، وأضاف: "لم يكن أبداً رهاناً جيداً أن تراهن ضد أميركا".

"إعادة المنطاد"

وفي أول تصريح رسمي صيني من نوعه، قال دبلوماسي صيني بارز إن الولايات المتحدة يجب أن تعيد حطام المنطاد الذي أسقطته، لأنه ملكية للدولة الصينية، حسبما ذكرت "بلومبرغ".

وقال السفير الصيني لدى فرنسا لو شاي في مقابلة مع قناة "LCI" الإخبارية الاثنين: "إذا التقطت شيئاً من على الأرض، يجب أن تعيده إلى مالكه".

وأسقطت الولايات المتحدة، السبت، المنطاد الصيني الذي رصدته في أجوائها، وقالت إنه منطاد تجسس، بعدما اكتشفت تحليقه فوق مواقع عسكرية حساسة تضم صوامع صواريخ باليستية عابرة للقارات في ولاية مونتانا بوسط البلاد، وانتظرت واشنطن حتى خروجه إلى المياه الإقليمية لإسقاطه.

لكن بكين تصر على أن المنطاد "مدني"، وكان يستخدم لأغراض بحثية متعلقة بالأرصاد، وانحرف عن مساره بسبب "قوة قاهرة".

وقال السفير الصيني لدى فرنسا: "إذا لم يكن الأميركيون يريدون إعادة الحطام، فهذا قرارهم"، ولكنه قال إن هذا يظهر "عدم أمانتهم".

"نحتفظ بحق الرد"

وتعد تصريحات السفير الصيني، أول تصريح صيني رسمي بشأن رغبة بكين استعادة الحطام الذي أسقطته مقاتلة أميركية أمام سواحل ساوث كارولاينا. وتعمل البحرية الأميركية على استعادة الحطام لنقلها إلى مختبرات مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وكانت الخارجية الصينية قالت إن بكين تحتفظ بحقها في الرد على إسقاط المنطاد، من دون أن توضح ما الذي يعنيه الرد الصيني.

ولدى سؤالها خلال مؤتمر صحافي اعتيادي بشأن ما إذا كانت الصين تريد استعادة الحطام، ردت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينج بالقول إن "المنطاد لا يعود للولايات المتحدة، ولكنه صيني".

حادثة سابقة

ووقعت الولايات المتحدة والصين في موقف مشابه من قبل، ولكن الأمور كانت معكوسة. إذ سلمت الصين في عام 2001 الولايات المتحدة فاتورة بقيمة مليون دولار، مقابل إعادة طائرة تجسس أميركية هبطت اضطرارياً في محافظة هينان، ولتغطية نفقات إقامة طاقم الطائرة.

وقالت الولايات المتحدة في وقت لاحق إنها دفعت 34 ألفاً و567 دولاراً.

"توقيت سيء"

وأدى الجدل حول حادثة المنطاد، إلى تأجيل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين، والتي كانت مقررة بين 5 و6 فبراير، كان ينتظر أن يجري خلالها سلسلة من المقابلات مع القيادة الصينية بمن فيهم الرئيس شي جين بينج.

وقال السفير لو إن توقيت الزيارة "كان سيئاً على أي حال".

ولفت السفير في المقابلة إلى أن الأميركيين "قاموا أخيراً بأمور كثيرة ضد الصين"، مشيراً إلى توسيع الولايات المتحدة حضورها العسكري في قواعد الفلبين.

وأضاف: "حتى لو كان السيد بلينكن ذهب إلى الصين، هذا لم يكن ليلعب أي دور إيجابي".

ولدى سؤاله عما إذا كانت الصين قدمت مساعدة لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، قال السفير إن بلاده لم تقدم أسلحة لروسيا، ومن ثم فهي "لم تفعل أي شيء ضد حل سلمي للأزمة".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الشركات الصينية باعت لروسيا قطع غيار استخدمت في المجهود الحربي الروسي، قال السفير: "ولكن الأجزاء ليست أسلحة، أليس كذلك؟".

رفض مكالمة أميركية 

ورفضت الصين طلباً أميركياً لإجراء اتصال آمن بين وزير الدفاع لويد أوستن ونظيره وي فنغه في اليوم الذي أسقطت فيه طائرة مقاتلة أميركية المنطاد الصيني، حسبما أعلنه مسؤول أميركي الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الوزارة الأميركية بات رايدر في بيان: "يوم السبت الرابع من فبراير، فور اتخاذ إجراء لإسقاط منطاد جمهورية الصين الشعبية، قدمت وزارة الدفاع طلباً لإجراء مكالمة آمنة بين وزير الدفاع أوستن ووزير الدفاع الوطني لجمهورية الصين الشعبية وي فنغي". وأضاف رايدر: "لسوء الحظ، رفضت جمهورية الصين الشعبية طلبنا"، وفقاً لـ"فرانس برس".

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات