خلال الأزمات.. خط الاتصال الساخن بين واشنطن وبكين "خارج الخدمة"

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارة رسمية في وزارة الدفاع في سول، كوريا الجنوبية. 31 يناير 2023 - REUTERS
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارة رسمية في وزارة الدفاع في سول، كوريا الجنوبية. 31 يناير 2023 - REUTERS
دبي- الشرق

بعد ساعات من إسقاط منطاد صيني عملاق بواسطة مقاتلة من طراز "F - 22" بعد مروره فوق الولايات المتحدة، اتصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بنظيره الصيني على خط الاتصال الخاص بالأزمات، لإجراء محادثة سريعة على مستوى القادة تهدف إلى توضيح الأمور وتهدئة التوترات، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الأميركية "أسوشيتد برس"، الجمعة.

ولكن المحاولة التي قام بها أوستن السبت الماضي لم تنجح، إذ رفض وزير الدفاع الصيني وي فينج الرد على الاتصال، وفقاً للبنتاجون.

وأوضحت وزارة الدفاع الصينية أنها رفضت الرد على اتصال أوستن بعد إسقاط المنطاد لأن الولايات المتحدة لم "تخلق المناخ المناسب" للحوار المتبادل. وقال متحدث باسم الوزارة في بيان أُصدر في وقت متأخر من الخميس، إن التصرف الأميركي "يمثل انتهاكاً خطيراً للقواعد الدولية، ويشكل سابقة ضارة". 

وقالت "أسوشيتد برس" إن الاتصال بالنظراء الصينيين عن طريق الهاتف أو الفيديو  في أوقات الأزمات التي تشعل التوترات بين الولايات المتحدة والصين، كان "تجربة محبطة" بالنسبة للقادة الأميركيين منذ عقود. 

اختلاف جوهري

ويرى الأميركيون إن عدم وجود قنوات اتصال موثوقة في أوقات الأزمات أسهم في الماضي في إدخال الولايات المتحدة في الحرب الباردة من دون مواجهة نووية، وفي الوقت الحالي يثير المخاطر في العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تتنامى القوة العسكري لبكين وتتصاعد توتراتها مع واشنطن. 

ويشعر الأميركيون بالقلق من أن تؤدي حالات سوء الفهم، أو التقارير الكاذبة، أو حوادث الاصطدام العرضية، إلى تحويل المواجهات الطفيفة إلى أعمال عدائية أكبر. 

وقالت بوني جلاسر مديرة قسم دراسات منطقة المحيطين الهندي والهادئ في مركز "جيرمان مارشال فاند" البحثي في واشنطن للوكالة، إن الأمر لا يتعلق بأي نقص تقني في معدات الاتصال، مُوضحة أن القضية تتمثل في الاختلاف الجوهري في الطريقة التي تنظر بها الصين والولايات المتحدة إلى قيمة وهدف الخطوط الساخنة بين الجيشين.

وقالت "أسوشيتد برس" إن إيمان القادة الأميركيين بالخطوط الساخنة بين واشنطن وبكين باعتبارها وسيلة لنزع فتيل الاشتباكات مع الجيش الصيني، يتعارض مع موقف مختلف تماماً داخل النظام السياسي الصيني، والذي يعتمد على المشاورات التداولية البطيئة بين القادة السياسيين، ولا يسمح بإجراء محادثات فردية وفورية مع قادة الدول المنافسة. 

وأضافت الوكالة أن القادة الصينيين يشككون في المفهوم العام للولايات المتحدة عن الخطوط الساخنة، ويرون أنها وسيلة تستخدمها الولايات المتحدة لتجنب تداعيات استفزازاتها. 

ووصف إيلي راتنر مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن في المحيطين الهندي والهادئ صعوبة الاتصالات مع الصين في الأزمات العسكرية بأنها "أمر خطير للغاية"، وذلك عندما سأله عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي جيف ميركلي عن الرفض الصيني الأخير لإنشاء خط ساخن بين بكين وواشنطن، في جلسة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الخميس. 

"المواجهة.. مسألة وقت"

وقال راتنر إن القادة الأميركيين يواصلون جهودهم لفتح المزيد من قنوات الاتصال مع نظرائهم الصينيين. وأضاف: "للأسف، حتى الآن، جيش التحرير الشعبي الصيني لا يرد على الاتصالات". واتهم راتنر الصين باستخدام قنوات الاتصال الحيوية فقط للتعبير عن شعور بكين بالاستياء أو الارتياح تجاه الولايات المتحدة. 

وقال مسؤولون أميركيون وخبراء في الشؤون الصينية، إن معارضة الصين للخطوط الساخنة العسكرية وتصاعد التوترات بين البلدين، تضفي مزيداً من الإلحاح على الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار دبلوماسييه ومستشاريه الأمنيين لإنشاء قنوات اتصال مع الرئيس الصيني شي جين بينج وغيره من كبار المسؤولين السياسيين الصينيين، لاستخدامها في حالات عدم الرد على الخطوط الساخنة العسكرية. 

وقالت "أسوشيتد برس" إن الجيشين الأميركي والصيني يستعدان لمواجهة محتملة بشأن تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وتطالب الصين بالسيادة عليها، مُضيفة أن المواجهة تبدو "مجرد مسألة وقت" وقد تحدث نتيجة لأحداث مُتوقعة، مثل الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي إلى تايوان، أو أحداث غير متوقعة، مثل حادث الاصطدام الذي وقع في عام 2001 بين مقاتلة صينية وطائرة استطلاع تابعة للبحرية الأميركية من طراز "إي بي-3" فوق بحر الصين الجنوبي. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات