جوجل: روسيا كثفت هجماتها السيبرانية على أوكرانيا بنسبة 250% منذ الغزو

صور لأشخاص يجلسون أمام حواسيب وهواتف ذكية أمام علم روسي - 15 فبراير 2022 - REUTERS
صور لأشخاص يجلسون أمام حواسيب وهواتف ذكية أمام علم روسي - 15 فبراير 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

أغرق قراصنة "تدعمهم روسيا"، أهدافاً أوكرانية بهجمات رقمية شبه مستمرة خلال العام الماضي، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وفقاً لتقرير لشركة جوجل.

واتهمت الشركة الأميركية موسكو بشن حملات معلوماتية للحفاظ على دعم الحرب في الداخل الروسي، وتفتيت الدعم الدولي لكييف.

وفي تقرير نشرته الشركة الخميس، قبيل "مؤتمر ميونيخ للأمن" والذي يعقد في ألمانيا بين 17 إلى 19 فبراير، قالت "مجموعة تحليل التهديدات TAG" التابعة لجوجل، إن قراصنة "مدعومين من الدولة الروسية" زادوا محاولاتهم لاختراق أهداف أوكرانية بنسبة 250% العام الماضي مقارنة بنسب عام 2020.

وجاء التقرير بعنوان "ضباب الحرب: كيف حول النزاع في أوكرانيا مشهد التهديدات السيبرانية"، واستخدمت الشركة عام 2020 كمقياس، لأن عام 2021 الذي سبق الغزو شهد أيضاً ارتفاعاً في وتيرة الهجمات على الأهداف الأوكرانية، قبيل الحرب.

وقالت جوجل إن وزارات الدفاع والخارجية الأوكرانية، وهيئة الخدمات الوطنية كانت في مقدمة قائمة الأهداف التي استهدفها المهاجمون المدعومين من روسيا.

وألقت الولايات المتحدة وبريطانيا اللوم على روسيا في الهجمات السيبرانية على شبكة أقمار اصطناعية ما تسبب في انقطاع الاتصالات في أجزاء من أوكرانيا قبل الحرب، وفق "بلومبرغ".

وقال مسؤولون أوكرانيون إن الأنشطة السيبرانية الخبيثة شكلت "أحد جوانب الحرب الهجينة التي تسعى إلى زعزعة أوكرانيا".

blog.google
 رسم بياني من مجموعة جوجل لتحليل التهديدات السيبرانية يوضح ارتفاع وتثيرة حملات التصيد الاحتيالي ضد أوكرانيا من مجموعات قالت جوجل إنها مدعومة من روسيا - 16 فبراير 2023 blog.google

 استهداف الناتو

وزاد القراصنة أيضاً من تركيزهم على دول أعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو) وخاصة بولندا وألمانيا، ودول البلطيق، وفق تقرير جوجل.

وقالت جوجل إنها تتوقع أن ترفع موسكو من وتيرة الهجمات السيبرانية ليس فقط على أوكرانيا وحدها، ولكن ضد الشركاء في حلف الناتو.

وشهدت دول "الناتو" زيادة قدرها 300% في حملات الاحتيال السيبراني "Phishing"، العام الماضي مقارنة بعام 2020، وفقاً للتقرير.

وذكرت جوجل أن مجموعة "Pushcha" للقرصنة والتي تأسست في بيلاروس، الدولة الحليفة لروسيا، استهدفت بولندا، وليتوانيا في 2022، فيما استهدفت مجموعة "Coldriver" الروسية، الجيوش الأوروبية، وفق "بلومبرغ".

وقال الباحثون في مجموعة جوجل لتحليل التهديدات السيرانية في تقريرهم إنه "من الواضح أن الهجمات السيبرانية ستواصل لعب دور أساسي في مستقبل النزاعات المسلحة، كمكمل لأشكال الحرب التقليدية".

وأوضح التقرير أن الهجمات التي استهدفت البنية التحتية في أوكرانيا، لم تنشأ من روسيا وحدها.

وأشار إلى مجموعة "Curious George" والتي تقول مجموعة الباحثين إنها مرتبطة بالجيش الصيني، وذكر أن المجموعة شهدت تغييراً في نشاطها من التركيز على روسيا ومنغوليا إلى المنظمات الحكومية الأوكرانية.

محاولات واضحة وخفية

وقالت جوجل في التقرير إن موسكو استخدمت كامل أدواتها من وسائل الإعلام الحكومية والمدعومة من الدولة بشكل واضح، إلى المنصات والحسبابات الخفية، لمحاولة تشكيل صورة الرأي العام عن الحرب.

وأوضحت أن هذه العملية كان لها 3 أهداف، وهي تقويض الحكومة الأوكرانية، وتفتيت الدعم الدولي لأوكرانيا، والحفاظ على الدعم الداخلي في روسيا للحرب.

وذكرت أنها رصدت ارتفاعاً في الأنشطة السيبرانية بالتزامن مع الأحداث الرئيسية في الحرب، مثل الحشد العسكري، والغزو، وتعبئة الجنود في روسيا.

وقالت المجموعة التابعة لجوجل إنها عملت على مواجهة تلك النشاطات، كلما كانت تلك النشاطات تنتهك سياساتها ولعرقلة الحملات الروسية الخفية.

ولكنها قالت إنها لا تزال تواجه محاولات حثيثة للالتفاف على محاولاتها وسياساتها.

وبينت أنها عرقلت 1950 محاولة لحملات التضليل المعلوماتي الروسية على منصاتها منذ 2022. وقالت إن العمليات المعلوماتية التي عرقلتها على منصاتها كانت تركز بشكل أساسي على محاولة الحفاظ على الدعم الداخلي للحرب، وكان 90% منها باللغة الروسية.

رسم بياني لحملات المعلومات الروسية التي عرقلتها شركة جوجل على منصاتها منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا - 6 فبراير 2023 - blog.google/
رسم بياني لحملات المعلومات الروسية التي عرقلتها شركة جوجل على منصاتها منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا - 6 فبراير 2023 - blog.google/

 هجوم على قطاعات حيوية

وفي مطلع يناير الماضي، قال مسؤول بوكالة الأمن القومي الأميركية، إن روسيا لجأت إلى الهجمات السيبرانية على قطاعات حيوية في أوكرانيا، بعد فشلها ميدانياً في ساحة المعركة، وذلك بهدف "ترهيب" المدنيين، وتغيير مسار الغزو.

وأضاف روب جويس مسؤول الأمن السيبراني في الوكالة لمجلة "بوليتيكو"، أن روسيا "اعتمدت على الضربات الصاروخية، أكثر من اعتمادها على الأسلحة السيبرانية لتحقيق أهدافها في أوكرانيا، إلا أن الهجوم على البنية التحتية في قطاعات الطاقة والنقل وغيرهما، يُظهر أن تلك الهجمات لا تزال جزءاً أساسياً من استراتيجية موسكو الشاملة لكسر إرادة الأوكرانيين".  

وتابع: "كلما طال أمد هذه الحرب، ستتفاقم صعوبتها على الشعب الأوكراني، وسيتفاقم ضعفهم أمام الهجمات السيبرانية المدمرة على البنية التحتية الحيوية. ما أخشاه هو أن يزداد تطلع الروس إلى تضخيم ما يفعلونه من خلال التأثير في هذا الفضاء".   

وأعرب مسؤول الأمن السيبراني عن مخاوفه من أن تصبح موسكو أكثر "وقاحة" في هجماتها السيبرانية ضد المدنيين، حال لم يمضِ سيناريو الحرب لصالحها، معرباً عن "قلقه" من "يأس الروس واستخدامهم مختلف الوسائل المتاحة".  

اقرأ أيضاً:

تصنيفات