كوريا الشمالية تؤكد إطلاقها صاروخاً باليستياً بـ"أمر مفاجئ" من كيم

زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بجوار الصاروخ الباليستي العابر للقارات هواسونج -15 في بيونج يانج- 30 نوفمبر 2017 - REUTERS
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بجوار الصاروخ الباليستي العابر للقارات هواسونج -15 في بيونج يانج- 30 نوفمبر 2017 - REUTERS
دبي-الشرقوكالات

أكدت كوريا الشمالية، الأحد، إطلاقها صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز "هواسونج- 15" Hwasong-15، السبت، مشيرة إلى أن التدريبات تم تنظيمها "فجأة ومن دون إشعار سابق"، بموجب "أمر طارئ وقعه الرئيس كيم جونج أون"، معتبرة أن التدريب يستهدف "تحويل قدرتها النووية إلى هجوم لا يقاوم".

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن التجربة "هى الأولى منذ 7 أسابيع"، مشيرة إلى أن الصاروخ الذي أطلق من مطار بيونج يانج الدولي، "ارتقى إلى أقصى ارتفاع يبلغ 5 آلاف و768.5 كيلو متراً وقطع مسافة 989 كيلومتراً لمدة 4 آلاف و15 ثانية قبل أن يصيب بدقة المنطقة المحددة مسبقاً في المياه المفتوحة لبحر كوريا الشرقي" الذي يسمى أيضاً بحر اليابان.

وقالت الوكالة إنه تم تنظيم التدريبات "فجأة" ومن دون إشعار سابق بموجب أمر طارئ للاستعداد لقتال يتضمن إطلاق نار، صادر من رئيس اللجنة العسكرية المركزية لـ"حزب العمال الكوري"، فجر السبت، وووقعه شخصياً الرئيس كيم جونج أون، في الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، في حين "تم الإطلاق الفعلي في تمام الساعة 5:20 مساءً"، بحسب وسائل إعلام يابانية رسمية.

وأضافت الوكالة الكورية أن الإطلاق هدفه "إعادة تأكيد موثوقية نظام الأسلحة والتحقق منها، وتأكيد التأهب القتالي للقوة النووية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وإثبات الثقة والضمان للتشغيل الصحيح، والقدرة القتالية لمكونات الردع النووي للدولة".

وتابعت أن "التدريبات تأتي في الوضع الحالي الذي أصبحت فيه التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية خطيرة إلى حد لا يمكن التغاضي عنه".

وأضافت الوكالة أن العملية "دليل فعلي على الجهود المستمرة التي تبذلها القوة النووية الاستراتيجية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، لتحويل قدرتها على شن هجوم نووي مضاد قاتل على القوات المعادية إلى هجوم لا يقاوم".

تدريبات يابانية أميركية

وذكرت شبكة "فوجي" الإخبارية في اليابان إنه "من المرجح أن تجري طوكيو وواشنطن تدريبات جوية عسكرية مشتركة، بعد ظهر الأحد، رداً على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابر للقارات في اليوم السابق".

وقالت الشبكة نقلاً عن مصادر متعددة لم تذكرها، إن من المتوقع أن تشارك مقاتلات يابانية وقاذفات أميركية في التدريبات بجميع أنحاء اليابان، مع اعتماد التوقيت على الطقس.

وهددت كوريا الشمالية، الجمعة، برد قوي "غير مسبوق" على مناورات مقررة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وصفتها بأنها "استعدادات للحرب"، إذ كان مقرراً إجراء البلدين تدريبات مشتركة في الأيام المقبلة بهدف تحسين استجابتهما في حالة وقوع هجوم نووي كوري شمالي.

"لا تهديد وشيك"

من جهتها، أعلنت الحكومة اليابانية، السبت، أن الصاروخ حلق لمدة 66 دقيقة ويمكن أن تصل مسافته إلى 14 ألف كيلومتر، ما يعني أنه قادر على ضرب أي مكان في البر الرئيس للولايات المتحدة.

وفي وقت سابق السبت، أعلنت القيادة الأميركية في منطقة الإندو-باسيفيك (منطقة المحيطين الهندي والهادئ) أنها على علم بالصاروخ الباليستي وأنها تتشاور بشكل وثيق مع كوريا الجنوبية واليابان وحلفاء آخرين، وفقاً لوكالة "رويترز".

وقالت القيادة إن الولايات المتحدة تدين عملية الإطلاق، لكن تقييمها يقوم على أنه "لا تهديد وشيك للجنود الأميركيين أو الأراضي الأميركية أو الحلفاء".

بدوره، حضّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، دول العالم على تكثيف تنفيذ العقوبات على كوريا الشمالية، رداً على قيامها بإطلاق صاروخ باليستي. وذلك، في تصريحات أدلى بها (بلينكن) على هامش "مؤتمر ميونيخ للأمن" وكان يقف إلى جواره وزير خارجية كوريا الجنوبية ونظيره الياباني.

وأضاف بلينكن: "يجب على الدول التي لها نفوذ على كوريا الشمالية أن تستخدم ذلك لمحاولة إقناعها بالتراجع عن المسار الذي انتهجته على مدى العامين الماضيين".

محادثات كورية جنوبية - يابانية

والتقى وزيرا الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي والكوري الجنوبي بارك جين، السبت، وأكدا ضرورة استمرار الاتصالات بين البلدين للعودة إلى "العلاقات السليمة".

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية اليابانية، إن وزيري الخارجية أجريا "مناقشة صريحة" بشأن مشاكل العمل في زمن الحرب، وهي قضية أدت إلى تدهور العلاقات بعد أن أمرت محكمة كورية جنوبية بمصادرة أصول شركات يابانية متهمة بعدم تعويض بعض عمالها في الحقبة الاستعمارية.

وتقول طوكيو إنه تمت تسوية قضية التعويضات بموجب معاهدة 1965 لتطبيع العلاقات الدبلوماسية وتقديم مساعدات اقتصادية لكوريا الجنوبية وحذرت من تداعيات خطيرة إذا تم تنفيذ أوامر المحكمة.

وقالت صحيفة "سانكي" في أواخر يناير الماضي، إن اليابان تدرس تخفيف القيود المفروضة على شحن المواد عالية التقنية والتي فرضتها في عام 2019 على كوريا الجنوبية، بسبب نزاع بشأن العمل القسري للعمال الكوريين في زمن الحرب، وذلك في وقت يجري فيه البلدان سلسلة من المحادثات بهدف حل النزاع.

إدانات واسعة

ودان وزراء خارجية دول مجموعة السبع، السبت، "بأقوى العبارات" إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي بعيد المدى في البحر قبالة الساحل الغربي لليابان، وقالوا إن "الأمر يتطلب رداً موحداً من المجتمع الدولي".

وأضاف وزراء الخارجية في بيان، عقب اجتماعهم على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ بألمانيا: "هذا الإجراء يعد انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ويهدد السلم والأمن الإقليميين والدوليين".

وأضاف الوزراء أن "السلوك المتهور لكوريا الشمالية يتطلب رداً موحداً من المجتمع الدولي بما يشمل اتخاذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المزيد من الإجراءات الهامة".

وأطلقت كوريا الشمالية، المسلحة نووياً، عدداً لم يسبق له مثيل من الصواريخ العام الماضي من بينها صواريخ باليستية عابرة للقارات يمكن أن تضرب أي موقع في الولايات المتحدة، كما استأنفت الاستعدادات لإجراء أول تجربة نووية لها منذ عام 2017.

وقال الجيش الكوري الجنوبي إن الصاروخ بعيد المدى الأخير، أطلق من منطقة سونان بالقرب من بيونجيانج. ويوجد في سونان مطار بيونجيانج الدولي الذي أجرت فيه كوريا الشمالية معظم تجاربها الأخيرة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات