نيجيريا.. هجوم على مركز اقتراع قبل أيام من إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة

جانب من صناديق الاقتراع في أحد مراكز الانتخابات الرئاسية بمدينة كانو في نيجيريا- 26 فبراير 2023 - AFP
جانب من صناديق الاقتراع في أحد مراكز الانتخابات الرئاسية بمدينة كانو في نيجيريا- 26 فبراير 2023 - AFP
لاجوس (نيجيريا)-أ ف برويترز

اقتحم 15 رجلاً تظاهروا بأنهم مسؤولي انتخابات مركزاً لتجميع الأصوات في حي أليموشو بمدينة لاجوس في نيجيريا، واعتدوا على مندوبي حزب العمال بالأسلحة البيضاء والهراوات، ما اضطر الجنود إلى التدخل، حسبما أظهر مقطع مصور حصلت عليه "رويترز".

وقال يعقوب سليمان سكرتير الحزب بالمنطقة بعد أن تمكن الجنود من صد الهجوم: "وصل عدد من المجرمين وأخرجوا الخناجر وبدأوا في الاعتداء بالضرب على كل فرد من مندوبي حزب العمال".

منافسة شديدة

ومن المتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية التي أجريت، السبت، الأشد تنافساً في تاريخ البلاد، إذ يواجه مرشحان من حزبين تناوبا على السلطة منذ نهاية الحكم العسكري عام 1999 تحدياً قوياً بشكل غير عادي من مرشح حزب صغير يحظى بشعبية بين الناخبين الشبان.

وبدأت بعض الولايات إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت بالتزامن مع انتخابات الرئاسة، ومن المتوقع إعلان النتائج النهائية من جميع الولايات الـ36 بالإضافة إلى العاصمة الاتحادية أبوجا في غضون 5 أيام من التصويت.

وليس من المتوقع الإعلان عن اسم الفائز بانتخابات الرئاسة قبل عدة أيام.

فرز الأصوات في حماية الشباب

وتتواصل عمليات فرز الأصوات، الأحد، وتشير النتائج حتى الآن إلى تعادل المرشحين الثلاثة الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية، وسط آمال كبيرة لدى الشباب الذي أمضى العديد منهم الليلة في الانتظار من أجل "حماية" أصواتهم.

ودُعي إلى الاقتراع أكثر من 87 مليون ناخب ليختاروا من بين 18 مرشحاً، رئيساً تتمثل مهمته الشاقة في سنوات ولايته الـ4 بإصلاح أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، تعاني من اقتصاد منهار وأعمال عنف تشنها مجموعات مسلحة، فضلاً عن فقر منتشر بين السكان.

وعلى الرغم من بعض الحوادث الأمنية والمشكلات اللوجستية، أجريت الانتخابات بهدوء، لكن النقل الإلكتروني للنتائج ونشرها لكل مكتب على حدة تأخر كثيراً، ما يثير مخاوف من تلاعب في الأصوات بعد عمليات اقتراع ماضية شابتها اتهامات بالتزوير. 

وليل الأحد، كانت حشود من الناخبين في بعض المكاتب بلاجوس (جنوب غرب) تصور عمليات فرز الأصوات بشكل مباشر بهواتفها الذكية، مع إعلانها بصوت عالٍ مع الموظفين الانتخابيين في جو احتفالي. 

وسجلت تجمعات مماثلة في الطرف الآخر من البلاد في كانو (شمال).

في بورت هاركور (جنوب شرق) بقي ناخبون في مواقعهم بعد انتهاء عمليات فرز الأصوات للمطالبة بإتلاف أوراق الاقتراع غير المستخدمة.

هل تجرى جولة ثانية؟

وفي وضع غير مسبوق منذ عودة الديمقراطية في 1999، قد تشهد نيجيريا انتخابات رئاسية من جولتين إذا كان لبيتر أوبي (61 عاماً) الذي نجح في فرض نفسه كمنافس جدي لمرشحي الحزبين الرئيسيين المهيمنين تقليدياً على السياسة في نيجيريا، تأثير على الاقتراع.

والحاكم السابق لولاية أنامبرا (جنوب شرق)، مسيحي مدعوم من الحزب العمالي الصغير ويحظى بشعبية كبيرة بين الشباب، ويتنافس مع اثنين من السياسيين المخضرمين في السلطة هما بولا تينوبو (70 عاماً) وعتيق أبو بكر (76 عاماً).

ويمثل تينوبو "مؤتمر كل التقدميين" حزب الرئيس محمد بخاري الذي يترك  الرئاسة بموجب الدستور بعد ولايتين واجه فيهما انتقادات حادة، وحاكم لاجوس السابق الذي يعتبر من أقوى السياسيين نفوذاً في البلاد، وهو مسلم ينتمي إلى اثنية اليوروبا، وقال قبل الاقتراع: "هذه المرة جاء دوري" لمغادرة السلطة.

أما عتيق أبو بكر الذي شغل في الماضي منصب نائب الرئيس وينتمي إلى "حزب الشعوب الديمقراطي" المعارض الذي حكم البلاد من 1999 إلى 2015، فقد ترشح للرئاسة للمرة السادسة. ويأمل الرجل المسلم المتحدر من الشمال في الحصول على عدد كبير من الأصوات في المنطقة.

ولكي ينتخب من الجولة الأولى، ينبغي أن يحصل المرشح على أغلبية الأصوات إلى جانب 25% من الأصوات على الأقل في ثلثي ولايات الاتحاد البالغ عددها 36 بالإضافة إلى إقليم العاصمة الاتحادية أبوجا.

وما لم تتحقق هذه الشروط، يتم تنظيم جولة ثانية خلال 21 يوماً.

ولدى مفوضية الانتخابات 14 يوماً لإعلان النتائج لكن يمكن أن تعرف في الأيام المقبلة، أو حتى الساعات المقبلة.

نقل النتائج إلكترونياً

ويفترض أن ترسل البيانات التي تجمع في نحو 176 ألف مركز اقتراع إلى العاصمة أبوجا بسرعة أكبر بفضل النقل الإلكتروني الذي تم اختباره للمرة الأولى على المستوى الوطني. 

لكن صباح الأحد، وعلى بوابة المفوضية لم تنشر أي نتائج للانتخابات الرئاسية. وقالت مجموعة المراقبة "ياجا أفريكا" إنها "قلقة جداً" من التأخير. 

وفي مركز لفرز الأصوات ببورت هاركور كان أكثر من 300 موظف منهكين، السبت، يحاولون دون جدوى تحميل النتائج على الأجهزة.

لكن في مواجهة بطء شبكة الإنترنت لم يكن أي منهم نجح في تحقيق ذلك عند الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي (جرينتش+1).

حوادث عنف وترهيب

بشكل عام أجريت الانتخابات بسلام بحسب عدد من المراقبين على الرغم من اعتراف مفوضية الانتخابات بأن حوادث أمنية "عطلت التصويت" في أماكن عدة بما في ذلك لاجوس وجنوب شرق البلاد. 

وقالت شركة التحليل "إس بي إم انتليجنس" إنها تمكنت من توثيق "أعمال ترهيب وعنف" في 13 ولاية على الأقل، خلال نهار السبت. 

وفي مواجهة المصاعب اليومية الهائلة التي تفاقمت بسبب النقص الأخير في المواد الأساسية، يدعو عدد كبير من النيجيريين إلى "التغيير" معبرين بذلك عن سأمهم من عقود من حكم سيء ونخبة مسنة معروفة بتورطها في الفساد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات