المرشحون المحتملون للرئاسة الأميركية.. من يواجه بايدن في 2024؟

مبنى البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن- 21 يوليو 2022 - REUTERS
مبنى البيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن- 21 يوليو 2022 - REUTERS
رشا جدة

مع اقتراب انطلاق الحملات الانتخابية تمهيداً للرئاسيات الأميركية في عام 2024، تثار الأسئلة عن الأسماء المرشحة لخوض السباق إلى البيت الأبيض، وسط أجواء غير مسبوقة من الاستقطاب تخيم على المشهد السياسي في الولايات المتحدة.

وحتى الآن لم يعلن الترشح رسمياً للسباق نحو البيت الأبيض، سوى 3 جمهوريين، هم الرئيس السابق دونالد ترمب، وسفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هايلي، ورجل الأعمال والمؤلف فيفيك راماسوامي، إضافة إلى ديمقراطية واحدة هي السياسية "التقدمية" ماريان ويليامسون.

وستكون الانتخابات المقبلة، المقررة في نوفمبر 2024، هي الأولى التي تُجرى بعد إعادة توزيع أصوات الهيئة الانتخابية في أعقاب تقسيم الدوائر الانتخابية عام 2020.

نستعرض هنا قائمة بأبرز الأسماء المحتملة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، سواءً أولئك الذين صرحوا علناً، أو الذين ألمحوا فقط إلى إمكانية دخول السباق، مفضلين عدم البوح بخططهم المستقبلية في الوقت الحالي.

دونالد ترمب

أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب اعتزامه خوضه انتخابات الرئاسة للمرة الثالثة، في 15 نوفمبر الماضي، من شرفة منزله في منتجع "مار إيه لاجو" في بالم بيتش بولاية فلوريدا.

وجاء إعلان ترمب الذي يعد الأول رسمياً، بعد أسبوع واحد فقط، من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأميركي لعام 2022، ورغم إلقاء اللوم عليه في الأداء الباهت للمرشحين الجمهوريين المدعومين من قبله في سباقات مجلس الشيوخ الرئيسية وانتخابات مجلس النواب التنافسية.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال إعلانه الترشح للرئاسة في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، في منزله بمارا إيه لاجو في بالم بيتش بفلوريدا، 15 نوفمبر 2022 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال إعلانه الترشح للرئاسة في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، في منزله بمار إيه لاجو في بالم بيتش بفلوريدا- 15 نوفمبر 2022 - REUTERS

وبدأ ترمب حملته الانتخابية، الشهر الماضي، في ولايتين رئيسيتين للتصويت المبكر، نيوهامبشير وساوث كارولينا.

وركز في خطابيه على الجريمة والهجرة والتعليم، وأعلن قدرته على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة فقط، مستهدفاً أداء الرئيس  جو بايدن وإدارته.

ويأتي ترشح ترمب (76 عاماً) للرئاسة وسط تحديات وأزمات كبرى تحيط به، بدءاً من دوره المزعوم في تأجيج هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول، مروراً بقضية الوثائق السرية، وانتهاءً بالتحقيقات في محاولاته المزعومة لإلغاء نتائج انتخابات 2020.

ويبدو أنَّ هذه الأزمات أثرت فعلياً على معدلات قبوله بين الناخبين، فبينما يريد 31٪ من الناخبين ترشح الرئيس السابق، يفضل 61٪ مرشحاً جمهورياً آخر مواصلة السياسات التي اتبعها ترمب، وفقاً لاستطلاع رأي لـ"يو إس إيه توداي/ جامعة سوفولك".

وعلى الرغم من أنَّ ترمب لا يزال يتمتع بنفوذ غير عادي على قاعدة الحزب الجمهوري، إلا أنَّ دعم الجمهوريين له انخفض من يوليو الماضي حين أراد نحو 60٪ من الجمهوريين أن يترشح مرة أخرى، إلى 56٪ في أكتوبر، وصولاً إلى 47٪ في ديسمبر الماضي.

رون ديسانتيس

لم يعلن حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس بعد عزمه الترشح للرئاسة، ومع ذلك يعد أحد أقوى المرشحين المحتملين الذين يشكلون تهديداً قوياً للرئيس السابق دونالد ترمب.

وفي الوقت الذي يتهرَّب فيه ديسانتيس من الأسئلة بشأن نواياه في عام 2024، يخرج ترمب لمهاجمته صراحة واصفاً قراره، غير المعلن حتى الآن، بخوض انتخابات الرئاسة الأميركية بـ"الخيانة الكبيرة"، موجهاً تهديدات بالإفصاح عن معلومات ضارَّة عنه.

ويتبنى ديسانتس (45 عاماً)، الآراء السياسية نفسها المحافظة التي يتبنَّاها الرئيس السابق، لكن دون المشاكل المحيطة بالأخير.

ودخل الضابط العسكري السابق ديسانتيس أول مرة إلى الكونجرس في عام 2012. وخلال فترة ولايته، أصبح عضواً مؤسساً في "تجمع الحرية"، المعروف أيضا بـ "كتلة الحرية في مجلس النواب" والتي تشكل أقصى اليمين داخل المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب. 

ويشكل ديسانتيس الذي شغل منصب حاكم فلوريدا مرتين، التهديد الأقوى لترمب من بين المرشحين الآخرين، خاصة مع معدلات القبول المتقاربة بينهما، إذ ينقسم الناخبون الجمهوريون والمستقلون ذوو الميول الجمهورية بين ترمب (43%) وديسانتيس (41%)، بحسب استطلاع للرأي أجرته جامعة "كوينيبياك".

نيكي هايلي

أطلقت حاكمة كارولينا الجنوبية السابقة والتي عملت لاحقاً سفيرة لإدارة ترمب لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي حملتها الرئاسية منتصف الشهر الجاري، لتصبح رسمياً ثاني المرشحين الرئاسيين لعام 2024، وأول المنافسين الجمهوريين لترمب.

وبترشحها، تخلَّت هايلي عن إصرارها السابق على عدم خوضها الانتخابات ضد ترمب، وقالت في مقطع فيديو: "لقد حان الوقت لجيل جديد من القيادة لإعادة اكتشاف المسؤولية المالية وتأمين حدودنا وتعزيز بلدنا وفخرنا وهدفنا".

وتواجه هايلي العديد من التحديات الكبرى بترشحها الذي يعد بمثابة اختبارٍ لمواقف الحزب الجمهوري تجاه القيادات النسائية وآراء الناخبين المحافظين التقليديين.

ولم تفز أي امرأة في أي وقت مضى بالانتخابات التمهيدية الرئاسية للجمهوريين، فضلاً عن ترشيح الحزب. 

وبعيداً عن العقبات التي تحيط بها كونها امرأة، لا تزال هايلي (51 عاماً)، تواجه منافسة شرسة من الرئيس السابق دونالد ترمب، ومن حاكم ولاية فلوريدا، اللذين يتفوقان عليها بشكل كبير في الاستطلاعات المبكرة. 

مايك بنس

طُرِح اسم مايك بنس في الأوساط السياسية بوصفه مرشحاً رئاسياً محتملاً. ولم ينفِ النائب السابق لترمب الأمر، لكنه قال إنه لا يشعر بأي اندفاع للإعلان رسمياً عن الترشح للرئاسة.

قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأميركي، عمل بنس (64 عاماً) على إعادة تقديم نفسه للحزب الجمهوري وناخبيه.

وأجرى بنس زيارات إلى 35 ولاية لدعم المرشحين الجمهوريين، والترويج لمذكراته "لذا ساعدني الله" التي نشرها العام الماضي. وكانت ولايات التصويت المبكر لرئاسيات 2024، نيو هامبشاير وأيوا، جزءاً من جولته.

وتوترت العلاقة بين المحامي وحاكم ولاية أنديانا السابق بنس، وترمب عندما أشرف الأول على مصادقة الكونجرس على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية لعام 2020، علماً بأنَّ ترمب حثه على اتخاذ خطوات لعرقلة المصادقة.

كريس كريستي

أعلن حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي نيته الترشح لانتخابات الرئاسة في 2024. وتوجه كريستي الذي ترشح للرئاسة في عام 2016، إلى ولاية تكساس أوائل الشهر الجاري لحضور اجتماع خاص للمانحين الجمهوريين.

وقال كريستي (61 عاماً)، في وقت سابق من هذا العام في لقاء على قناة "أيه بي سي": إنه لا يعتقد أنه بإمكان ترمب هزيمة بايدن في انتخابات 2024، ليردَّ ترمب بوصف كريستي بالحاكم الفاشل الذي غادر السباق الرئاسي في عام 2016 بعد قبول "ضعيف جداً" من الحزب، وتحوَّل في اليوم التالي لتأييد ترمب.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وحاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي خلال مناسبة في البيت الأبيض، واشنطن 26 أكتوبر 2017  - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وحاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي خلال مناسبة في البيت الأبيض، واشنطن- 26 أكتوبر 2017 - REUTERS

كريستي، الذي شغل منصب حاكم ولاية نيوجيرسي لفترتين، أيد ترمب بعد هزيمته أمامه في 2016 وعمل مستشاراً في حملته الانتخابية، لكنه انقلب في السنوات الأخيرة، بعد الهجوم على الكابيتول، وأصبح ينتقد ترمب بصورة متزايد.

وتفاقم الخلاف بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس وهزيمة هيرشل والكر، نجم كرة القدم السابق بجامعة جورجيا، أمام السيناتور الديمقراطي رافائيل وارنوك، في جولة الإعادة بمجلس الشيوخ في جورجيا.

وقال كريستي حينها منتقداً ترمب: "هيرشل والكر هو صنيعته (ترمب)، لذا عليه أن يدرك حقيقة أن أداء هيرشل ووكر كان ضعيفاً للغاية".

فيفيك راماسوامي

قبل أيام قليلة، أعلن رجل الأعمال المولود في أوهايو فيفيك راماسوامي رسمياً أنه ينوي الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة.

وانتقد راماسوامي (37 عاماً) والذي ألف عدداً من الكتب عن التكنولوجيا، الجهود المبذولة للحد من تغير المناخ.

وبإعلانه خوض الانتخابات القادمة، يدخل راماسوامي السباق التمهيدي الرئاسي لعام 2024 دون خبرة سياسية تذكر في مقابل خصومه الآخرين.

جو بايدن

لم يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن رسمياً عن خوضه الانتخابات لكنه قال "إنني أعتزم" الترشح لولاية ثانية.

ومنذ توليه مهام منصبه في يناير 2021، في ظروف استثنائية، بعد الهجوم على مبنى الكابيتول، يواجه الرئيس الأميركي معدلات قبول منخفضة بين الأميركيين.

ومع إعلان نيته خوض الانتخابات كان هناك الكثير من التوتر بين الديمقراطيين بشأن ما إذا كان يجب أن يأخذ في الاعتبار كبر سنه، 80 عاماً.

وأظهرت الكثير من الاستطلاعات أنَّ أعضاء الحزب الديمقراطي يعتقدون أنَّ بايدن كبير في السن وأنَّ لديهم فرصة أفضل للفوز بالبيت الأبيض مع شخص آخر، على الرغم من انعدام التوافق على هوية هذا البديل.

مؤخراً، حصد الرئيس الأميركي أعلى معدلات تأييد منذ ما يقرب من عام، إذ واجه بايدن العديد من الأزمات التي خفضت شعبيته بدءاً من الانسحاب من أفغانستان وارتفاع معدلات التضخم.

لكن وفقاً لأحدث استطلاع رأي أجرته الإذاعة الوطنية العامة (NPR)، بعد خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه بايدن بداية الشهر الجاري، قال 50٪ من الديمقراطيين إن لديهم أفضل فرصة مع بايدن، بينما يعتقد 45٪ أنَّ أفضل فرصة تكمن في مرشح مختلف.

يأتي ذلك في مقابل 54٪ من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية قالوا، منذ 4 أشهر، إن لديهم فرصة أفضل مع شخص آخر.

ماريان ويليامسون

وفي 25 فبراير الجاري، أعلنت السياسية "التقدمية" البارزة ماريان ويليامسون نيتها خوض السباق الديمقراطي للترشح للانتخابات الرئاسية في 2024 للمرة الثانية بعدما خاضته من قبل في انتخابات 2020، حسبما أفادت صحيفة "ذا هيل" الأميركية. 

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الجمعة، إن هذه الخطوة تجعلها تنافس الرئيس جو بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

وقالت ويليامسون في مقابلة حصرية مع "Medill News Service"، التي تديرها جامعة "نورث ويسترن": "لم أكن سأترشح للرئاسة في حال لم أكن أعتقد أنني أستطيع المساهمة في تسخير الإحساس الجماعي الذي أشعر أنه الأمل الأكبر لنا في الوقت الحالي". 

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن لم يعلن أي ديمقراطي آخر بشكل رسمي عن خوض سباق الرئاسة، ما يجعل ويليامسون المرشحة الأولى. 

جيه بي بريتزكر

رغم الجمود السياسي الذي فرضه عدم إعلان بايدن خوض انتخابات الرئاسة 2024 حتى الآن، لم يمنع ذلك حاكم ولاية إلينوي الديمقراطي جيه بي بريتزكر (58 عاماً) من التلميح إلى طموحاته الرئاسية.

ومع ذلك قال بريتزكر الذي أعيد انتخابه حاكماً لإلينوي في 2022، في تصريحات صحافية لوكالة "بلومبرغ" إنه تم الاتصال به بشأن احتمال الترشح للرئاسة، لكنه رفض إعطاء أي تفاصيل عن تلك المناقشات.

وأعرب عن سعادته بصفته حاكماً، مشيراً إلى أنه ينوي قضاء بقية فترة ولايته، لافتاً إلى أنه سيدعم بايدن في هذه الدورة.

في الوقت نفسه، قام بريتزكر، المتبرع الديمقراطي، والمنتمي لواحدة من أغنى العائلات في العالم، خلال زيارة إلى ولايتي نيوهامبشاير وفلوريدا، بمهاجمة حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، المرشح المحتمل الأقوى للرئاسة.

كما اتخذ بريتزكر مواقف بشأن توسيع نطاق الوصول إلى الإجهاض وحظر الأسلحة الهجومية، ما أثار التكهنات بأنَّ لديه طموحاتٍ أخرى تتجاوز ولاية إلينوي.

بيت بوتيجيج

انتقل بيت بوتيجيج من السياسة المحلية إلى السياسة العامة في غضون بضعة أشهر فقط. فقد ترشح العمدة السابق لمقاطعة ساوث بند بولاية إنديانا لخوض الانتخابات الأولية في الحزب الديمقراطي للرئاسة في عام 2020 وفاز في المؤتمرات الحزبية بولاية أيوا، لكنه انسحب من السباق بعد ذلك بوقت قصير. 

ولم يعلن بوتيجيج، وزير النقل في إدارة بايدن الحالية، رغبته في خوض السباق الرئاسي 2024، ومع ذلك، فإنه يعد البديل الأكثر طلباً إذا ما تخلَّى بايدن عن خوض الانتخابات المقبلة، وفقاً لشبكة "سي إن إن".

ويتمتع بوتيجيج (41 عاماً) بشعبية كبيرة داخل الحزب الديمقراطي، علماً بأنه سبق وخدم عسكرياً في أفغانستان.

كامالا هاريس

بصفتها نائبة الرئيس الحالية، فإنَّ كامالا هاريس هي الخيار الثاني الواضح إذا قرر بايدن عدم الترشح. ومع ذلك، لا تحظى هاريس بشعبية كبيرة، بل ووصف الكثيرون أداءها بـ"السيء".

وحصلت هاريس في بداية الشهر الجاري، على نسبة موافقة لم تتخطَّ الـ39٪ في استطلاع لمؤسسة "فايف ثيرتي إيت" البحثية.

ومنذ توليها المنصب، كُلِّفت هاريس عضو مجلس الشيوخ الأميركي السابقة عن ولاية كاليفورنيا بمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية إلى الولايات المتحدة من بلدان أميركا الوسطى

. لكن مع ارتفاع أعداد المهاجرين الذين يعبرون إلى الولايات المتحدة من السلفادور وجواتيمالا وهندوراس، أصبحت هاريس باستمرار في مرمى سهام الجمهوريين. 

وأعلنت هاريس التي أنهت حملتها الرئاسية في 3 ديسمبر 2019 وانضمت إلى بايدن لتصبح نائبته في انتخابات عام 2020، أنها ستخوض السباق مع الرئيس الأميركي على منصبها إذا ترشح لإعادة انتخابه في عام 2024.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات