بريطانيا.. تحقيق يكشف قصوراً أمنياً أضاع "فرصة كبيرة" لإحباط هجوم إرهابي

المحامي ريتشارد سكورر يقرأ بياناً يمثل أسر 11 ضحية لهجوم "ماشستر أرينا" خارج محكمة مانشستر في شمال غرب بريطانيا. 2 مارس 2023 - REUTERS
المحامي ريتشارد سكورر يقرأ بياناً يمثل أسر 11 ضحية لهجوم "ماشستر أرينا" خارج محكمة مانشستر في شمال غرب بريطانيا. 2 مارس 2023 - REUTERS
دبي - الشرق

كشف تحقيق بريطاني طال انتظاره أنّ "إخفاق" جهاز الأمن الداخلي في بريطانيا MI5 في التحرّك بسرعة بناء على معلومات استخباراتية بالغة الأهمية، كان بمثابة "فرصة ضائعة كبيرة"، لاتخاذ إجراءات ربما كانت كفيلة بإحباط هجوم "مانشستر أرينا" الإرهابي.

جاء ذلك في التقرير النهائي للتحقيق الرسمي حول التفجير الانتحاري الذي نفذّه سلمان عبيدي بقنبلة في قاعة حفلات "مانشستر أرينا" في 22 مايو 2017، وأودى بحياة 22 شخصاً من بينهم مراهقون وطفل، بينما أصيب 237، في أسوأ هجوم تشهده بريطانيا منذ 2005.

وقال السير جون سوندرز، رئيس لجنة التحقيق، كان هناك "فرصة واقعية"، بأن المحققين كان بإمكانهم أن يحبطوا المخطط، لو تصرفوا على نحو أكثر حزماً بناء على اثنين من الأدلة الرئيسية في الفترة التي سبقت التفجير، وفق ما أوردت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وأكد سوندرز أنه "من المستحيل تماماً" القول بشكل قاطع ما إذا كان أي إجراء مختلف كان من شأنه أن يحول دون حدوث الانفجار، لكنه مع ذلك، خلص إلى أن هناك "فرصة ضائعة كبيرة لاتخاذ إجراء ربما كان من الممكن أن يمنع الهجوم".

ووصفت أسر بعض الضحايا نتائج التحقيق في بيان، بأنها "كارثية"، و"غير مقبولة"، مضيفين: "نتيجة لهذه الإخفاقات، على أقل تقدير، ضاعت إمكانية حقيقية لمنع هذا الهجوم. هذه نتيجة كارثية بالنسبة لنا".

وقال التقرير المؤلف من 226 صفحة إن هناك "تأخيراً مقلقاً" في تحليل الشرطة لهاتف مسؤول تجنيد في تنظيم "داعش" مسجون، وهو ما كان سيظهر أنه كان على اتصال بعبيدي من السجن في أوائل عام 2017.

المهاجم سلمان عبيدي يحمل حقيبة ظهر في مصعد بمحطة فيكتوريا في مانشستر شمال إنجلترا. 22 مايو 2017 - AFP
المهاجم سلمان عبيدي يحمل حقيبة ظهر في مصعد بمحطة فيكتوريا في مانشستر بشمال إنجلترا. 22 مايو 2017 - AFP

أبرز نتائج التحقيق

ووفقاً للصحيفة، تتعلق "الفرصة الكبيرة الضائعة" التي حددها سوندرز بتعامل جهاز الأمن الداخلي البريطاني مع معلومتين استخباراتيين في الأشهر التي سبقت الهجوم، لم يحدد التقرير طبيعتهما، إلا أنه رفض ادعاءً سابقاً لجهاز الأمن بأنها ترتبط بـ"نشاط إجرامي غير إرهابي" لعبيدي.

وخلافاً لتحقيقات سابقة، استمع التحقيق العام إلى إفادات ضباط جهاز MI5، حللوا المعلومات، وشهدوا بأنها مجتمعة كانت تشكل "مخاوف أمنية وطنية محتملة".

وقال شهود MI5 للجنة التحقيق، إنه لو تم تلقي أول معلومة استخباراتية في الوقت الراهن، لكان ذلك قد أدى إلى "تحقيقات استقصائية منخفضة المستوى، بالتعاون مع الشرطة".

وقال سوندرز إنه كان من الصعب القول ما إذا كان هذا يمكن أن يحبط الهجوم، ولكن هناك "احتمال ملموس" بأن ذلك كان سيقود MI5 أو الشرطة إلى معرفة المزيد عن خطط عبيدي.

وخلص التقرير إلى أن "التأخير في تقديم التقرير أدى إلى ضياع فرصة لاتخاذ إجراء تحقيقي مهم".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات