وصل البابا فرنسيس إلى مدينة الموصل، الأحد، للصلاة في المدينة التي كانت يوماً ما معقلاً لتنظيم "داعش"، والتي أصبح عدد المسيحيين فيها لا يتجاوز بضع عشرات من الأسر.
وقال البابا من ساحة حوش البيعة في الموصل، حيث ترأس صلاة على أرواح ضحايا الحرب من أمام كنيسة أثرية مدمّرة، إن "التناقص المأساوي في أعداد تلاميذ المسيح، هنا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، إنما هو ضرر جسيم لا يمكن تقديره".
ولم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي من سكانه البالغ عددهم 40 مليوناً، بعدما كانوا 1.5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأميركي للعراق.
وتشكّل الموصل محطة بارزة في زيارة البابا التاريخية إلى العراق، ولا تزال مدمرة نتيجة المعارك الضارية التي حصلت فيها لطرد تنظيم "داعش" بين عامي 2014 و2017، ما دفع المزيد من أبناء الأقلية المسيحية إلى الهجرة.
ونُقل البابا البالغ من العمر 84 عاماً على متن مروحية انطلقت من مطار أربيل، رافقتها خمس مروحيات عسكرية عراقية، حتى الموصل التي تعدّ أبرز محطات اليوم الثالث من زيارته التاريخية إلى العراق.
زيارة قرقوش
وتوجه البابا فرنسيس بعدها إلى كنيسة "الطاهرة الكبرى" التي رممت خصيصاً لمناسبة زيارته إلى مدينة قرقوش، البلدة المسيحية في شمال العراق، والتي دمّرها تنظيم "داعش" في عام 2014، وفق وكالة "فرانس برس".
واستقبل موكبه بترحيب كبير من مسيحيين عادوا إلى بلدتهم بعد ثلاث سنوات من هجرتهم، وقد حملوا سعف النخيل وارتدوا ملابس تقليدية. ويؤدي البابا صلاة "التبشير الملائكي" في الكنيسة.
تحديات أمنية وصحية
لا تخلو زيارة البابا من تحديات أمنية، وهي تتم وسط إجراءات مشددة. ويعبر البابا خلالها مسافة 1445 كيلومتراً، في سيارة مصفحة أو في طائرة ومروحية خاصة، فوق أراضٍ لا تزال تختبأ فيها خلايا سرية للتنظيم.
وبعد الموصل، يزور البابا بلدة قرقوش التي يستعدّ سكانها لاستقباله بهدية فريدة تعكس تراث منطقتهم، وهي عبارة عن وشاح صمم له خصيصاً، إضافة إلى استعدادات أخرى من زينة ورايات ترحيباً به.
ولبلدة قرقوش أو بغديدة تاريخ قديم جداً سابق في الديانة المسيحية، إذ يتحدث سكانها اليوم لهجة حديثة من الآرامية، وهي "لغة المسيح"، ولذلك تعدّ محطة مهمة في زيارة البابا.