نتنياهو بعد تراجع وزير المالية عن دعوة "محو" قرية فلسطينية: كلنا نخطئ

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مكتب رئيس الوزراء بالقدس. 23 فبراير 2023 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مكتب رئيس الوزراء بالقدس. 23 فبراير 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

رحب رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الأحد، بتراجع وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش عن تصريحات دعا فيها إلى "محو" قرية حوارة الفلسطينية، وذلك بعد إثارتها موجة غضب وانتقادات دولية، فضلاً عن وضع رحلة الوزير المرتقبة إلى الولايات المتحدة على المحك، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وتراجع سموتريتش، السبت، عن تصريحه الذي أدلى به الأربعاء، معتبراً أنه "زلة لسان". وكتب نتنياهو في تغريدات على تويتر: "من المهم أن وزير المالية أوضح أنه لم يكن قصده إيذاء الأبرياء أو العقاب الجماعي"، مضيفاً: "أنا أعرف آرائه، ولقد انعكست في توضيحه".

وأضاف نتنياهو: "لا أحد منا لا يرتكب الأخطاء، بما في ذلك الدبلوماسيون الأجانب"، في انتقاد مبطّن لسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نايدز، بعد تقرير نشرته "القناة 12" الإسرائيلية، أفاد بأن نايدز دعا إلى "إلقاء سموتريش من الطائرة"، عندما يتوجه إلى الولايات المتحدة لحضور مؤتمر منظمة "إسرائيل بوندز" السنوي، وهو ما نفاه بشدة المتحدث باسم السفير.

وفي وقت سابق مساء السبت، كتب سموتريتش في تغريدة رداً على تقرير القناة "12" الإسرائيلية بشأن التصريحات المنسوبة للسفير الأميركي: "لست غاضباً وأنا مقتنع بأنه لم يكن ينوي التحريض على قتلي بالقول إنه يجب إلقائي من الطائرة، تماماً مثلما لم أقصد إيذاء الأبرياء عندما قلت إنه يجب محو حوارة. يستخدم الناس أحياناً تعبيرات قوية لا يقصدونها حرفياً لإيصال رسائل قوية. هذا أمر يحدث للجميع".

وفي سلسلة تغريدات لاحقة باللغة الإنجليزية، أبدى نتنياهو ملاحظات مماثلة، باستثناء انتقاد السفير نايدز، لكنه وصف أيضاً ملاحظات سموتريتش الأصلية بأنها "غير لائقة"، وقال إنه "من المهم لنا جميعاً العمل على تخفيف حدة الخطاب"، و"خفض حدة التوترات".

"زلة لسان"

مساء السبت، قال سموتريتش للقناة "12" إن "اختيار كلماته كان خاطئاً، لكن القصد كان واضحاً جداً"، أن قوات الأمن الإسرائيلية يجب أن تكون في وضع الهجوم في الحرب ضد "الإرهاب".

وأضاف: "لقد كانت زلة لسان في عاصفة من المشاعر"، وذلك على الرغم من إدلائه بالتعليقات بعد 3 أيام من هجوم مستوطنين على البلدة، حيث أضرموا النار في منازل وسيارات ما أسفر عن مصرع فلسطيني بالرصاص وإصابة آخرين بجروح بالغة، بعد ساعات من مصرع شقيقين إسرائيليين بالرصاص.

وزعم سموتريتش أن "من الواضح" أنني لم أكن أقصد الدعوة إلى عنف من أي نوع، لكنه رفض وصف تصرفات المستوطنين بأنها "إرهاب". وأشار إلى أن الهجوم كان "جريمة قومية خطيرة للغاية، لكنها ليست إرهاباً"، واصفاً حوارة أيضاً بـ"قرية محاصرة بالإرهاب".

والأربعاء، اعتبر سموتريتش، الذي يتزعم حزب "الصهيونية الدينية"، أن من واجب إسرائيل "محو" بلدة حوارة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة.

وقال سموتريتش: "أعتقد أن إسرائيل يجب أن تكون هي من تمحوها (بلدة حوارة) وليس.. أشخاص عاديون"، وفق ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الأربعاء، إن تعليقات وزير المالية الإسرائيلي "بغيضة وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز"، مشيراً إلى أن تصريحات سموتريتش تصل إلى حد التحريض على العنف. كما وردت إدانات مماثلة من الأردن والإمارات والسعودية ومصر ودول أخرى.

زيارة على المحك

وقال مسؤولون إن البيت الأبيض أجرى مناقشات بشأن ما إذا كان سيمنح سموتريتش تأشيرة دخول من أجل زيارته المقبلة إلى الولايات المتحدة أم لا، لكنهم أشاروا إلى أن من غير المرجح أن يعرقلوا زيارته.

وذكر البيت الأبيض، الخميس، أن مسؤولي الحكومة الأميركية لن يجتمعوا مع سموتريتش خلال زيارته.

ولفت مسؤول مطلع على المناقشات، لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى ان إدارة الرئيس جو بايدن أجرت مناقشات حول ما إذا كانت ستمنح سموتريتش تأشيرة لدخول الولايات المتحدة أم لا، لكنه أكد على أنه لم يتخذ أي قرار.

ونقلت "القناة 12" عن مصدر أميركي قوله إنه سيكون من الأفضل أن ينقذ سموتريتش نفسه من الإحراج، ويعلن إلغاء رحلته المقررة في الفترة من 12 إلى 14 مارس.

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات