قمة مرتقبة بين بايدن وألبانيز لإبرام اتفاق "الغواصات النووية"

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز خلال اجتماع ثنائي على هامش القمة الرباعية في قصر كانتاي بطوكيو - 24 مايو 2022. - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز خلال اجتماع ثنائي على هامش القمة الرباعية في قصر كانتاي بطوكيو - 24 مايو 2022. - AFP
سيدني-أ ف ب

أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الأربعاء أنّه سيزور قريباً الولايات المتّحدة للقاء الرئيس جو بايدن، في قمّة يُتوقّع أن يتخلّلها الإعلان عن اتّفاق ضخم تستحوذ بموجبه كانبيرا على غوّاصات تعمل بالدفع النووي.

وقال ألبانيز "سألتقي الرئيس بايدن في الولايات المتّحدة. سنعلن قريباً عن مزيد من التفاصيل بشأن الإجراءات التي سيتمّ اتّخاذها".

ومن شأن حيازة أستراليا غواصات تعمل بالدفع النووي أن يغيّر ميزان القوى العسكرية في منطقة المحيط الهادئ.

وكانت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية قد ذكرت الأحد، أن بايدن وألبانيز ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سيعلنون كيفية وموقع بناء الغواصات في اجتماع مشترك سيُعقد في الولايات المتحدة في 13 مارس الجاري.

محادثات في الكواليس

وفي سبتمبر 2021 أثارت أستراليا غضب فرنسا بإعلانها إلغاء عقد بقيمة 56 مليار يورو لشراء غواصات من مجموعة نافال الفرنسية والاستعاضة عنها بغوّاصات تعمل بالدفع النووي قالت كانبيرا إنّها ستستحوذ عليها بموجب انضمامها إلى تحالف "أوكوس" الثلاثي (أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا).

وبفضل انضمامها إلى هذا التحالف ستحصل أستراليا على ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية، في خطوة قال ألبانيز إنّها ستشكّل "أكبر قفزة فردية" في القدرات الدفاعية للبلاد في تاريخها.

وعلى مدار الأشهر الـ18 المنصرمة، جرت خلف الكواليس محادثات مفصّلة بين واشنطن وكانبيرا ولندن حول حصول أستراليا على تقنيات الدفع النووي الفائقة الحساسية.

ويتعلّق الأمر بالدفع النووي حصراً وليس بالأسلحة النووية إذ إنّ أستراليا استبعدت امتلاك السلاح الذرّي.

وستكون هذه المرة الأولى منذ ستينيات القرن الماضي التي تحصل فيها دولة ما على تكنولوجيا الدفع النووي الأميركية. فحتّى الآن، وحدها بريطانيا حصلت على مساعدة من الولايات المتّحدة لتصميم غواصات تعمل بالدفع النووي.

ويصعب اكتشاف الغواصات التي تعمل بالدفع النووي، إذ يمكنها السفر لمسافات طويلة ولفترات طويلة. 

ومن المتوقع أن يتم تسليح الغوصات الأسترالية بصواريخ كروز المتطوّرة.

وكانت بكين عبّرت عن معارضتها الشديدة لحيازة كانبيرا هذه الغواصات، ورأت في هذه الخطوة تطوراً "خطيراً" يهدف إلى محاصرتها.

أسرار نووية

وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز"، قد ذكرت أن أستراليا وبريطانيا تحضان الإدارة الأميركية على تخفيف القيود المفروضة على تبادل التكنولوجيا والمعلومات، معتبرتين أن القيود تهدد بتقويض اتفاقية "أوكوس".

وأفادت الصحيفة بوجود خلافات بشأن قيود أميركية على  أسرار الدفع النووي.

وأعرب مسؤولون عن تفاؤلهم بإيجاد الولايات المتحدة طرقاً لمشاركة أسرار الدفع النووي التي تخضع لحراسة مشددة مع أستراليا.

وأعرب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مؤخراً عن تفاؤله للغاية بمسار الاتفاق، لكن ثمة مخاوف من أن تواجه الركيزة الثانية، التي تشمل القدرات البحرية والحرب الإلكترونية، "عقبات تبطئ زخمها"، بحسب الصحيفة البريطانية.

وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن العقبات تتمثل في نقل التكنولوجيا، ومتطلبات الترخيص التي تنص عليها لوائح تجارة الأسلحة الدولية، وتصنيف "المعلومات غير المسموح بالإفصاح عنها للمواطنين الأجانب"، الذي يحظر مشاركة المعلومات مع المواطنين غير الأميركيين.

وقال أحد الأشخاص المطلعين على المحادثات: "بريطانيا وأستراليا تضغطان على الولايات المتحدة للقيام بما يجب القيام به لضمان نجاح (أوكوس) وحل المشكلات القديمة"، مشيراً إلى وجود "رغبة في مشاركة تكنولوجيا أكثر حساسية تتعلق بالدفع النووي للغواصات".

وشدد على وجوب التأكد "من أن القيود لن تمنعنا من تحقيق كافة المكاسب التي نريدها من الركيزة الثانية"، متسائلاً "إذا لم نتمكن من إصلاح هذه المشكلات من أجل (أوكوس)، فكيف سنتمكن من إصلاحها؟".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات