انتخب البرلمان الصيني، الجمعة، شي جين بينج رئيساً للبلاد ورئيساً للجنة العسكرية المركزية، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام رسمية.
وحصل شي جين بينج بذلك على ولاية ثالثة مدتها 5 سنوات، غير مسبوقة لأي رئيس للصين، حيث يشدد قبضته كأقوى قائد في البلاد منذ ماو تسي تونج.
وصوَّت ما يقرب من 3000 عضو من أعضاء البرلمان الصيني، المجلس الوطني لنواب الشعب، بالإجماع في قاعة الشعب الكبرى لصالح شي، 69 عاماً، لمنصب الرئيس في انتخابات لم يكن فيها أي مرشح آخر.
ووافق البرلمان الصيني، الجمعة، على خطة لإعادة تنظيم المؤسسات التابعة لمجلس الدولة أو مجلس الوزراء، بحسب وسائل إعلام حكومية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشفت الصين عن خطة لإصلاح شامل لمؤسسات الحكومة المركزية، بما في ذلك تشكيل هيئة تنظيمية مالية ومكتب بيانات وطني وتجديد وزارة العلوم والتكنولوجيا.
قائمة القيادة الجديدة
وجاءت نتيجة تصويت النوّاب التي أُعلِنَت قبيل الساعة 11:00 (03:00 بتوقيت جرينتش) نهائيّة: 2952 صوتاً لصالح شي، وصفر أصوات مُعارضة وصفر امتناع.
وخلال التصويت الجمعة، تجاذب شي أطراف الحديث مع رئيس الوزراء المنتظر لي تشيانج، ومن المقرر تأكيد تعيينه في ثاني أكبر منصب في البلاد السبت، وهو المنصب الذي يجعل المسؤول السابق للحزب في شنغهاي وحليف شي المقرب مسؤولاً عن إدارة الاقتصاد.
كما سيتم انتخاب أو تعيين مسؤولين آخرين وافق عليهم شي في مناصب حكومية رئيسية خلال بداية الأسبوع المقبل، مثل نواب رئيس الوزراء ورئيس بنك الشعب الصيني والعديد من الوزراء والمسؤولين الآخرين.
تحديات كبيرة
شي، الذي دفع الصين صوب حكم أكثر سلطوية منذ توليه منصبه قبل عقد، يمدد فترة ولايته وسط خصومة متصاعدة مع واشنطن والغرب حول تايوان، ودعم بكين لروسيا والتجارة وحقوق الإنسان.
ومحلياً، يواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم تحديات للتعافي من قيود صارمة فرضها شي لثلاث سنوات لمكافحة كورونا، وضعف الثقة لدى المستهلكين والشركات، وتراجع الطلب العالمي على الصادرات الصينية.
وسجل الاقتصاد الصيني نمواً 3% فقط، العام الماضي، وهو ما يعد واحداً من بين أسوأ المعدلات التي يحققها منذ عقود، وحددت بكين هدفاً متواضعاً للنمو هذا العام عند نحو 5% فقط.
وقال الباحث في مؤسسة جيمس تاون الأميركية، ويلي لام: "في ولايته الثالثة، سيحتاج شي إلى التركيز على الانتعاش الاقتصادي. لكن إذا استمر في ما كان يفعله من تشديد سيطرة الحزب والدولة على القطاع الخاص والمواجهة مع الغرب، فإن احتمالات نجاحه ليست مرتفعة".
ومهد شي الطريق لولاية أخرى عندما ألغى القيود على عدد فترات الرئاسة في عام 2018، وأصبح أقوى زعيم للصين منذ ماو تسي تونج مؤسس جمهورية الصين الشعبية.
ومنصب الرئيس في الصين شرفي إلى حد كبير، لكن المنصب القوي الذي يتمتع به شي جرى تمديده في أكتوبر الماضي عندما اختير مجدداً أميناً عاماً للجنة المركزية للحزب الشيوعي لخمس سنوات أخرى.
وستختتم الدورة البرلمانية السنوية، وهي الأولى منذ أن أنهت الصين سياسة "صفر كوفيد" الصارمة، الاثنين.
"أقوى من أى وقت مضى"
وكانت الصين، حتى ديسمبر الماضي، لا تزال تطبّق أكثر السياسات صرامة ضد فيروس كورونا في العالم، ما أثّر في النمو الاقتصادي والحياة اليومية لسكانها، بسبب اختبارات "بي سي آر" اليومية تقريباً والحجر الصحي الطويل الأمد أو عبر قيود السفر.
وارتبطت سياسة "صفر كوفيد" بصورة جين بينج نفسه، فعندما اندلعت تظاهرات في نوفمبر في كلّ أنحاء البلاد، لم يتردّد البعض بالمطالبة بأن يرحل.
ورغم أنّ الاضطرابات الأخيرة، أدّت إلى زعزعة صورته بصفته زعيماً مطلقاً، إلّا أنّها لم تؤثر في المشهد المنظّم للجلسة البرلمانية التي تعدّ حدثاً سياسياً سنوياً مهماً.
وخلال جلسة، الجمعة، لم يضع شي وعشرات من كبار القادة لآخرين على المنصة الكمامات لكن الحضور في القاعة التزموا بوضعها.
وبينما تبدو البلاد كأنها تخرج ببطء من الوباء، يبدو جين بينج الذي عيّن موالين قريبين منه في المناصب الحزبية العليا، أقوى من أي وقت مضى.
ومؤخراً وصفته صحيفة الشعب اليومية في سيرة ذاتية نشرتها عنه، بأنه زعيم لا يكل، مشيدة بروح التضحية لديه ومؤكدة أنّ "الناس العاديين ينظرون إليه على أنّه قريب عزيز".
اقرأ أيضاً: