فرنسا.. جولة سابعة من الاحتجاجات تعصف بإمدادات الطاقة

عمال طاقة فرنسيون أمام مصفاة النفط "توتال إنرجي" في دونجس خلال احتجاجات على خطة الحكومة لإصلاح قانون التقاعد. 10 مارس 2023 - REUTERS
عمال طاقة فرنسيون أمام مصفاة النفط "توتال إنرجي" في دونجس خلال احتجاجات على خطة الحكومة لإصلاح قانون التقاعد. 10 مارس 2023 - REUTERS
باريس -رويترزأ ف ب

شهدت فرنسا، السبت، جولةً سابعةً من الاحتجاجات المناهضة لخطط الرئيس إيمانويل ماكرون لإجراء تعديلات في نظام التقاعد، ما تسبب في تعطيل مصاف للنفط، وتأخر إمدادات الطاقة، إضافة إلى تعليق خدمات النقل العام، وغيرها.

ويأمل تحالف للنقابات العمالية الفرنسية، الذي يحافظ على وحدته منذ انطلاق الاحتجاج في نهاية يناير الماضي، في مواصلة الضغط على الحكومة للتراجع بشأن التعديلات التي يتمثل أهمها في تأخير سن التقاعد.

وتفيد بيانات لوزارة الداخلية الفرنسية، بأن ما يصل إلى مليون شخص يشاركون في أكثر من 200 مسيرة في عموم البلاد، بينما يواصل مجلس الشيوخ مراجعة التعديلات مع احتمال أن يجري تصويتاً بشأنها، الأحد.

وفي باريس، تتراكم القمامة في بعض الدوائر، فيما طلبت هيئة النقل الجوي الفرنسية من شركات الطيران، إلغاء 20% من رحلاتها المقررة السبت والأحد بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية.

وكان مجلس الشيوخ الفرنسي أقرّ، الأربعاء، مادة رئيسة في مشروع لتعديل نظام التقاعد تنصّ على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، رغم الاحتجاجات الواسعة المستمرة خلال الفترة الماضية في عموم البلاد، اعتراضاً على التعديل.

وخرج 1.28 مليون شخص، الثلاثاء الماضي، إلى الشوارع في مظاهرات، وهي أكبر مشاركة منذ بدء حركة الاحتجاجات، وفقاً لبيانات حكومية، فيما قدرت النقابات إجمالي عدد المشاركين بنحو 3.5 مليون.

وينصّ مشروع القانون على رفع سن التقاعد القانوني تدريجياً من 62 إلى 64 عاماً، بواقع 3 أشهر سنوياً، اعتباراً من أول سبتمبر 2023 وحتى 2030.

تعطل إمدادات الطاقة

بدوره، قال المتحدث باسم شركة "توتال إنرجيز"، إن الإضرابات مستمرة في المصافي والمستودعات الرئيسية التابعة للشركة في فرنسا، فيما قالت الشركة الوطنية للسكك الحديدية إن الخدمات على المستوى الوطني والإقليمي ستظل مضطربة بشدة خلال مطلع الأسبوع.

والجمعة، ذكر المتحدث أن الشركة لم تتمكن من تسليم الشحنات من مصافي ومستودعات النفط، الجمعة، مشيراً إلى أن حوالي 40% من العاملين في أوقات الفترة الصباحية يواصلون الإضراب.

كما تعطلت عمليات التسليم في مصفاة "فوس"، التي تديرها شركة "إسو" التابعة لـ"إكسون موبيل"، حسبما قال متحدث باسم اتحاد "سي جي تي" للعمال.

وتابع المتحدث باسم الاتحاد: "تم وقف الإضراب في ميناء جيروم منذ الأربعاء، لكننا نأمل في إعلان إضراب آخر الأسبوع المقبل"، مشيراً إلى أن إمدادات الطاقة انخفضت 14.4 جيجاوات في محطات الطاقة النووية والحرارية والكهرومائية. وتواصلت حالات انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من أسبوع.

واستمرت الاضطرابات أيضاً في موانئ الغاز الطبيعي المسال، إذ قالت شركة "فلوكسيس" إن العمل توقف في رصيف ميناء "دنكيرك" ومنطقة تحميل الشاحنات وانخفضت طاقة التسليم إلى الحد الأدنى.

وأظهرت بيانات من شركة "آر تي إي" المشغلة لشبكة الطاقة، أن هذا يعادل 22% من إجمالي إمدادات الطاقة الحالية. ومع ذلك، لم تستورد فرنسا الطاقة من جيرانها، مما يشير إلى أن العرض المحلي يلبي الطلب.

"سلاح دستوري"

وصرح ماكرون، الجمعة، بأن إصلاح النظام التقاعدي يجب أن يمضي "حتى خواتيمه" في البرلمان، ملمحاً إلى أنه لا يستبعد شيئاً بما في ذلك إقرار القانون دون طرحه على التصويت، وفق مادة من الدستور تسمح للحكومة باستصدار نص تشريعي بدون إقراره في البرلمان.

بدوره، لجأ وزير العمل أوليفييه دوسوبت، الجمعة، إلى هذا "السلاح الدستوري" داعياً إلى عملية تصويت واحدة في مجلس الشيوخ على مشروع القانون كاملاً دفعة واحدة، مع الإبقاء على التعديلات المطروحة أو المقبولة من الحكومة وعددها حوالي سبعين، دون الأخذ باقتراحات التعديل الأخرى.

لكن حتى بدون نقاش ولا تصويت على التعديلات الألف المتبقية المقترحة، يبقى في مقدور مقترحيها عرضها. وتسمح هذه الآلية بكسب الوقت وتعطي اليسار أملاً بأن النص "لن يطرح للتصويت" قبل الاستحقاق المقرر، الأحد المقبل.

واستأنف أعضاء مجلس الشيوخ، السبت، مناقشاتهم، وفي منتصف النهار كان لا يزال لديهم حوالي 680 اقتراح تعديل يجب النظر فيها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات