تسلم لي تشيانج، الحليف القديم للرئيس الصيني شي جين بينج، السبت، رئاسة مجلس الدولة (رئيس مجلس الوزراء) في البلاد، وسط تصاعد التحديات الإقليمية والاقتصادية.
وحصل لي تشيانج، على تأييد 2936 صوتاً مقابل رفض 3 أصوات، وامتناع 8 عن التصويت، وبحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، فإن تشيانج أدى القسم الدستوري عقب إقرار تعيينه في المنصب من قبل البرلمان.
ويعتبر بذلك تشيانج الرجل الثاني في الصين ويتمتع بسلطة واسعة على السياسة الاقتصادية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، التي أشارت إلى أن منصب رئاسة الوزراء أصبح أضعف في عهد الرئيس الصيني شي جين بينج.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه يُنظر للرئيس الصيني على نطاق واسع أنه همّش رئيس الوزراء المنتهية ولايته لي كه تشيانج، لكن بعض المحللين يتوقعون أن يلعب لي تشيانج دوراً أكبراً وإن لم يكن بالضرورة أكثر نفوذاً من سلفه.
وتوقعت الحكومة الصينية أن يتوسع الاقتصاد بنحو 5% هذا العام، وهو هدف متواضع يشير على الأرجح إلى صعوبة حل ركود سوق الإسكان وتباطؤ الصادرات وارتفاع الديون، وسط ارتفاع معدلات بطالة الشباب، وفق "نيويورك تايمز".
وتم ترقية لي تشيانج، سكرتير الحزب الشيوعي السابق في شنغهاي، في الخريف الماضي ليصبح المسؤول الثاني في الحزب الشيوعي الصيني، وربما كان ذلك نتاجاً لولائه لشي.
ومن المتوقع أن تنعكس خبرة لي في قيادة المناطق المهمة اقتصادياً منها شنغهاي و مقاطعتي تشجيانج وجيانجسو الغنيتين التي تولى بهما مناصب عليا، على تعزيز السياسات الملائمة للأعمال التجارية.
لكن "نيويورك تايمز" أشارت إلى أن تشيانج يفتقر إلى الخبرة بالعاصمة بكين، مما قد يجعله أكثر اعتماداً على دعم الرئيس الصيني المستمر، وأقل احتمالاً لإقرار سياسية تتعارض مع رغبات الرئيس.
وتم تأكيد منصب لي الجديد، السبت، في الاجتماع السنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني (المجلس التشريعي)، وفي نهاية المؤتمر، الاثنين، سيظهر لأول مرة كرئيس للوزراء عبر مؤتمر صحافي.
وسيعمل المؤتمر الصيني على ترقية قادة جدد للمرة الأولى منذ خمس سنوات، وكثير منهم من الموالين للرئيس، لكن السؤال ماهو التسلسل الهرمي للقيادة الصينية؟
الرئيس الصيني
يعد شي جين بينج الزعيم الأعلى للبلاد، والذي تم تأكيد فوزه، الجمعة، بولاية ثالثة "غير مسبوقة".
ولم يكن الإعلان مفاجئاً، فقد أشرف شي جين بينج على إلغاء حدود الفترة الرئاسية في عام 2018، وفي أكتوبر حصل على فترة ولاية ثالثة كرئيس للحزب الشيوعي الصيني، وهو المنصب الذي يستمد منه سلطته الحقيقية.
وأضفى تصويت المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني مزيداً من الطابع الرسمي على موقف شي باعتباره الزعيم الأكثر هيمنة على مقاليد الامور في الصين منذ عقود.
ومع بدء فترة ولايته الثالثة كرئيس، أشار شي جين بينج إلى أنه سيركز على تعزيز الأمن والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في التقنيات الاستراتيجية، للرد بقوة أكبر على ما يعتبره محاولة من الولايات المتحدة لمنع صعود الصين.
نائب رئيس مجلس الدولة التنفيذي
ويعتبر نائب رئيس مجلس الدولة التنفيذي الأعلى مرتبة بين نواب رئيس الوزراء في الصين والمسؤولين الآخرين ممن هم تحت إشراف الرئيس مباشرة ورئيس مجلس الدولة تشيانج.
ومن المتوقع أن يذهب هذا المنصب إلى دينج شيو شيانج، الذي عمل على مدى السنوات القليلة الماضية كسكرتير ورئيس موظفي شي جين بينج، فيما من المرجح أيضاً أن يكون دينج مسؤولاً عن السياسة الاقتصادية المحلية.
وكان نائب رئيس الوزراء التنفيذي المنتهية ولايته هان تشنج، سكرتيراً سابقاً للحزب الشيوعي في شنغهاي وينسب إليه الفضل في توجيه تحول تلك المدينة إلى عاصمة مالية عالمية.
وعلى النقيض من ذلك، لم يسبق لدينج أن قاد أي مقاطعة، وعمل إلى حد كبير كتكنوقراطي من وراء الكواليس.
ويعتقد على نطاق واسع أن دينج مدير مكتب لجنة الأمن القومي الصينية، وهي هيئة سرية أصبحت أكثر نفوذاً مع تأكيد شي على الحاجة إلى اليقظة ضد التهديدات الخارجية والداخلية.
رئيس المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني
تمت الموافقة على تشاو ليجي، الذي يعتبر الرجل الثالث في التسلسل الهرمي للحزب، الجمعة، رئاسة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهو المجلس التشريعي الصيني.
وتتمتع الهيئة التشريعية "اسمياً" بسلطة سن القوانين وتعديل الدستور، على الرغم من أن القرارات يتم اتخاذها في الواقع من قبل كبار مسؤولي الحزب، وفقاً لـ"نيويورك تايمز".
وظل تشاو بعيداً عن الأضواء نسبياً، لكن مسؤولياته في السنوات الأخيرة كانت ثقيلة، فقد قاد لجنة فحص الانضباط في الحزب، المسؤولة عن تنفيذ حملة شي ضد الفساد الرسمي وعدم الولاء.
رئيس الهيئة الاستشارية السياسية
وفي نفس الوقت الذي يعقد فيه الاجتماع التشريعي السنوي، تجتمع أيضاً في بكين، مجموعة أخرى تعمل كمجموعة استشارية سياسية للحكومة. وسيقود هذه المجموعة، التي تسمى المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وانج هونينج، الرجل الرابع للحزب الشيوعي.
في هذا الدور، سيشرف وانج على حوالي ألفي ممثل يقدمون ظاهرياً اقتراحات سياسية واجتماعية. وفي الواقع، يعمل المؤتمر بشكل أكبر كقوة ناعمة للحزب، حيث يحشد الموارد والأعضاء غير الحزبيين في جميع أنحاء المجتمع الصيني لدعم أجندة الحزب، بحسب الصحيفة الأميركية.
ويعرف وانج بأنه كبير الأيديولوجيين في الحزب، فقد خدم ثلاثة قادة كبار متتاليين في إنشاء الدعاية وكتابة الخطب والسياسات.
وقد ساعد وانج في تشكيل شعار شي "الحلم الصيني" وهي رؤية النهضة الوطنية، التي رعاها شي جين بينج، ويشير صعوده السياسي إلى استمرار سياسات الحزب المتشددة والمعادية للغرب.
مسؤول السياسة الاقتصادية
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن ملف مهمة إنعاش الاقتصاد الصيني سيتسلمه بالإضافة إلى رئيس الوزراء، هي ليفينج، الذي من المتوقع أن يصبح نائباً لرئيس مجلس الدولة للسياسة الاقتصادية والصناعية.
ويتولى ليفينج حالياً رئاسة اللجنة التنمية والإصلاح الوطنية الصينية، وهي لجنة تخطيط للسياسة الاقتصادية في البلاد، وتشرف على صياغة الخطط الخمسية للصين والمشروعات الاستثمارية الكبيرة في الداخل والخارج.
