يزور مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الجزائر اعتباراً من الأحد ولمدة يومين، بهدف "توطيد الشراكة" بين البلد المصدّر للغاز والاتحاد، إلى جانب البحث في الوضع في منطقة الساحل، حسبما جاء في بيان صادر عن التكتّل الأوروبي.
وخلال زيارة رسمية للجزائر 12 و13 مارس، يلتقي بوريل بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون ورئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، بحسب البيان الذي نُشر، السبت.
وأضاف البيان "ستشكّل هذه الزيارة مناسبة لإجراء مفاوضات معمّقة لتوطيد وتوسيع الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر"، و"البحث في المجالات ذات الاهتمام المشترك والتي تشملها اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، بهدف إحياء وتعزيز أكثر الحوار والتعاون".
وأشار إلى أن بوريل يخطّط أيضا للتطرّق إلى "القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك خصوصاً الوضع في منطقة الساحل والتحديات المشتركة في السياق العالمي الحالي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا".
أوروبا تتجه جنوباً
وتحاول الجزائر، التي تخشى مخاطر عدم الاستقرار على حدودها، في السنوات الأخيرة، إعادة تفعيل دورها على الساحة الدبلوماسية الإقليمية وتولي دور الوسيط في أزمتَي ليبيا ومالي.
ولعبت الجزائر دوراً نشطا في اتفاقية السلام الموقعة في العام 2015 مع الانفصاليين في مالي لإنهاء الحرب في البلد، وهي اتفاقية تُنتهك باستمرار.
وانتقلت العديد من الدول الأوروبية، أبرزها إيطاليا، إلى الغاز الجزائري، حرصاً منها على تنويع إمداداتها لتقليل اعتمادها على المحروقات الروسية.
وفي يناير، وقعت روما والجزائر عدداً من الاتفاقات في مجال الطاقة، تهدف إلى زيادة صادرات الطاقة الجزائرية إلى أوروبا.
وجاءت الاتفاقات الجديدة بين البلدين، على هامش زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر.
وأفادت شركة سوناطراك، في بيان، بأنها وقعت مذكرة مع شركة "إيني" الإيطالية، ينص على تحديد أفضل الخيارات لزيادة صادرات الجزائر من الطاقة نحو أوروبا، بغرض ضمان أمن الطاقة.
وتعتمد المذكرة على تقييم 4 محاور، أولها رفع قدرة نقل الغاز الحالية، ومد خط أنابيب غاز جديد لنقل الغاز الطبيعي والهيدروجين والأمونيا الزرقاء والخضراء (خط مباشر من سواحل الجزائر إلى سواحل إيطاليا)، ومد كابل كهربائي بحري، ورفع قدرة تمييع الغاز الطبيعي الحالية.
وقالت سوناطراك إن "هذه الاتفاقيات الجديدة ستعزز الشراكة بين إيطاليا والجزائر، وتؤكد الدور الرئيسي لسوناطراك كواحد من موردي الطاقة الرئيسيين لأوروبا".
وقال المدير التنفيذي لشركة "إيني" كلاوديو ديسكالتسي إن "إمدادات الجزائر من الغاز إلى إيطاليا ستصل إلى 28 مليار متر مكعب في 2024"، مضيفاً أن هذا الرقم "سيتم تجاوزه في 2025".
وتمتلك الجزائر بعضاً من أكبر احتياطيات النفط والغاز في إفريقيا، لكن الإنتاج توقف منذ فترة طويلة بسبب سوء الإدارة ونقص الاستثمار.
وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، كانت الجزائر تزوّد أوروبا بنحو 11% من احتياجاتها مقابل 47% من روسيا.
في نهاية ديسمبر، عارضت الجزائر الآلية المؤقتة التي اعتمدها الاتحاد لتحديد سقف لأسعار الغاز المُباع بالجملة، ودعت إلى "أسواق طاقة حرة"، مع التأكيد على أنها "مورد موثوق وآمن لأوروبا".
اقرأ أيضاً: