تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج، الاثنين، بتطوير الجيش وجعله "سوراً فولاذياً عظيماً" يحمي مصالح الصين بشكل فعال، متعهداً بتعزيز سياسة "دولة واحدة ونظامين" وتوحيد "الوطن الأم" في إشارة إلى تايوان، فيما انتقد رئيس الوزراء الصيني الجديد لي تشيانج، ما وصفه بـ"القمع" و"التطويق" الأميركي لبلاده، ودعا واشنطن إلى التعاون.
وجاءت تصريحات شي، في ختام المؤتمر البرلماني السنوي الصيني، والذي حصل خلاله على ولاية ثالثة غير مسبوقة وانتخب فيه حليفه المقرب لي تشيانج رئيساً للوزراء.
وتعهد الرئيس الصيني أمام نحو ثلاثة آلاف نائب تجمعوا في قصر الشعب في بكين، بتطوير قدرات الجيش الصيني لحماية مصالح بلاده، فيما بلغت العلاقات الصينية مع الغرب إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
وقال شي جين بينج، في تصريحات أودرتها وكالة "شينخوا"، إنه سيعمل على تحديث وتقوية الدفاع الصيني والقوات المسلحة الصينية على كل الجبهات.
وتعهد بتطوير الجيش الصيني ليصبح "سوراً عظيماً من الفولاذ، قادر على حماية السيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية بشكل فعال".
وشدد الرئيس الصيني على حاجة بلاده إلى الأمن من أجل دعم جهودها في التنمية، قائلاً إن "الأمن هو أساس التنمية، فيما يعد الاستقرار شرطاً أسياسياً للازدهار".
دولة واحدة ونظامين
وانتقد الزعيم الصيني "القوى الخارجية" التي تتدخّل في تايوان. وقال إنه يجب تعزيز سياسة دولة واحدة ونظامين، وتوحيد البلد الأم (الصين وتايوان)، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
وشدد على أن الصين يجب أن تعارض قوى الاستقلال التايوانية، وأن تعارض بحزم كل محاولات القوى الخارجية للتدخل لـ"فصل تايوان". كما أكد ضرورة تعزيز سياسة التنمية السلمية عبر المضيق.
وتأتي تصريحات شي عن الأمن في وقت بلغت فيه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها في عقود، عقب تصاعد التوترات بين البلدين، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة تايوان.
وتطالب الصين بالسيادة على تايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، وتعتبرها جزءاً لا يتجزأ من البر الرئيسي للصين، فيما ترفض تايبيه المطالب الصينية وتصر على أنها ستدافع عن استقلالها.
دعوة للتعاون
بدوره، عبر رئيس الوزراء الجديد، لي تشيانج في أول خطاب له، عقب تسلمه المنصب، عن طموحه في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين البلدين.
وانتقد "القمع" و"التطويق" الأميركي لبلاده، في إشارة إلى القيود الأميركية على الاقتصاد الصيني وتعزيز الولايات المتحدة لتعاونها العسكري مع حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة ما تصفه بـ"التهديد الصيني".
وقال لي تشيانج في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، إنه بإمكان الصين والولايات المتحدة التعاون "ويجب عليهما التعاون، مضيفاً أنه "يمكن تحقيق الكثير بالعمل معاً".
وأضاف أن التوافقات التي تم التوصل إليها خلال قمة الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الأميركي جو بايدن في نوفمبر الماضي "يجب أن تترجم إلى سياسات حقيقية وإجراءات ملموسة".
وكان بايدن وشي اتفقا خلال أول لقاء لهما وجهاً لوجه في بالي على "المنافسة بلا صراع" والحفاظ على خطوط التواصل مفتوحة، فيما أعلنا الاتفاق على زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين لمتابعة ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع.
غير أن تلك الزيارة أُلغيت في فبراير الماضي، عقب اكتشاف ما وصف بأنه "منطاد تجسس صيني" في الأجواء الأميركية.
تحديات اقتصادية
وتواجه الحكومة الصينية الجديدة، التي يقودها لي تشيانج، مهمة شاقة تتمثل في إنعاش الاقتصاد الذي عانى من القيود التي فرضت على مدى ثلاث سنوات لمكافحة جائحة كورونا.
وحددت الحكومة هدفاً للنمو الاقتصادي في 2023 عند حوالي 5%، ارتفاعاً من ثلاثة بالمئة العام الماضي والذي كان أحد أقل معدلات نموها الاقتصادي في عقود.
وأقر لي تشيانج خلال خطابه الاثنين بأن تحقيق نمو بنسبة 5% لن يكون أمراً سهلاً، مشيراً إلى أن حكومته ستقدم سياسات لتحفيز الطلب والاستثمار، بحسب ما نقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وانخفضت صادرات الصين في أول شهرين من العام الجاري بشكل كبير، حيث ظهر ضعف الطلب العالمي على السلع كواحد من أكبر التحديات التي تواجه التعافي الاقتصادي الهش للبلاد.
ولفت رئيس الوزراء الصيني إلى أن حكومته ستدعم كذلك القطاع الخاص، مشدداً على أن الحديث عن أن الصين تعمل على إقصاء القطاع الخاص "غير مناسب".
ويشار إلى أن شي جين بينج أبقى على محافظ البنك المركزي ووزير المالية في منصبيهما على غير المتوقع، ضمن الحكومة الجديدة التي تأتي مع بداية فترة ولايته الثالثة التي تستمر خمس سنوات.
وجاءت التغييرات في الحكومة أقل من المتوقع حيث احتفظ معظم وزراء الحكومة بمناصبهم. لكن من المتوقع إعلان مزيد من التغييرات في الأسابيع المقبلة مع تنفيذ الصين لعملية إعادة ترتيب للهيكل التنظيمي لقطاعها المالي وجهات حكومية أخرى.
ووصف المحللون الإبقاء على محافظ البنك المركزي ووزير المالية بأنها خطوات عملية قد تعزز ثقة المستثمرين في وقت تسود فيه حالة من عدم اليقين، بحسب "بلومبرغ".
اقرأ أيضاً: