قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأربعاء، إن العراق لن يقبل أبداً أن تكون أراضيه "منطلقاً لتهديد" دول الجوار، أو ساحة لتصفية الحسابات، مشيراً إلى أنه يجب على الجميع احترام السيادة العراقية، وفق بيان عن الحكومة العراقية.
وأضاف السوداني في كلمة ألقاها خلال افتتاح "ملتقى السليمانية" السابع، بمحافظة السليمانية شرق إقليم كردستان العراق: "لن نقبل أبداً أن تكون أرض العراق منطلقاً لتهديد أمن الجوار".
وتابع: "دستورنا يُلزمنا بعدم التدخل في شؤون الآخرين، مثلما لا نقبل بأن تمس كرامة أرضنا وسيادتنا انطلاقاً من الجوار أو من غيره".
وشدد على أن "العراق يجب أن يكون مستقراً بعيداً عن الصراعات والحروب والتدخلات الخارجية، ولن يكون ساحة لتصفية الحسابات"
.وأبدى رئيس الوزراء العراقي تطلع بلاده إلى تكوين "شراكات اقتصادية ومستدامة مع الشعوب الصديقة".
ضربات إيرانية وتركية
وفي نهاية نوفمبر الماضي، أعلنت تركيا شن عملية "المخلب – السيف" العسكرية في شمال العراق وسوريا، رداً على ما قالت إنها "هجمات إرهابية تشن عليها من مناطق مجاورة".
واتهمت أنقرة "حزب العمال الكردستاني" الذي يتخذ مقرات له في العراق، و"وحدات حماية الشعب" الكردية في سوريا، بالوقوف خلف اعتداء وقع في 13 نوفمبر الماضي في إسطنبول، وأسقط ضحايا. ونفى الطرفان الكرديان أي دور لهما بالاعتداء.
كما شنت إيران ضربات صاروخية وبواسطة طائرات مسيّرة على فصائل معارضة كرديّة إيرانية في كردستان العراق.
وأعلن العراق في 23 نوفمبر عزمه إعادة نشر قواته على حدوده مع كل من إيران وتركيا، بعد القصف المتكرر الذي نفّذته الدولتان.
وفي ديسمبر الماضي، أكد اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أن قوات بلاده ماضية في السيطرة على الشريط الحدودي مع إيران وتركيا.
مباحثات "مثمرة" في كردستان
وبالنسبة لمباحثاته في إقليم كردستان، وصف السوداني اللقاءات في أربيل بأنها كانت "مثمرة"، قائلاً: "ندعم جهود توحيد الصف والعراق غير قابل للتقسيم".
وأشار السوداني إلى أن "التفاهمات بين بغداد وأربيل كانت بنقاط واضحة"، مشيراً إلى أنه في حال وجود أي خلافات بين الجانبين فهناك لجنة ترفع توصياتها إليه.
ووصل السوداني، الثلاثاء، إلى محافظة أربيل برفقة وفد حكومي في زيارة لإقليم كردستان شمالي البلاد، غداة إعلانه التوصل إلى "اتفاق شامل" بشأن القضايا العالقة بين حكومتي بغداد، وأربيل، وإقرار الحكومة الموازنة العامة متضمنة حصة الإقليم.
"ملتقى السليمانية"
وانطلق الأربعاء، "ملتقى السليمانية" السابع الذي تنظمه الجامعة الأميركية في المحافظة على مدى يومين.
ويناقش الملتقى الذي يشارك فيه رئيس الوزراء العراقي، ورئيس إقليم كردستان نيجرفان برزاني، إضافة إلى العديد من الشخصيات العربية، والأوروبية الوضع في العراق على الصعيدين المحلي والدولي بعد مرور 20 عاماً على التغيير.
ويعد الملتقى فرصة لحوارات سياسية بخصوص العراق، ومنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تشخيص التحديات السياسية العاجلة التي تواجه الحكومة الجديدة مثل التغير المناخي، وندرة المياه.
اقرأ أيضاً:
