نشرت الولايات المتحدة، مقطع فيديو، الخميس، يظهر اعتراض مقاتلتين روسيتين مسيرتها فوق البحر الأسود، الثلاثاء.
وأعلنت واشنطن، الثلاثاء، سقوط مسيَّرة من طراز "MQ-9" كانت تقوم بعملية روتينية فوق البحر الأسود، بعدما اعترضتها مقاتلتان روسيتان من طراز "Su-27"، اصطدمت إحداهما بمروحة المسيرة، وألقتا عليها وقوداً، ما أدى لسقوطها، وهي الرواية التي نفتها موسكو مشيرة إلى أنهما لم تصطدما.
ووفقاً للوصف الذي وفرته القيادة الأميركية في أوروبا مع المقطع، فإن مقاتلة روسية من طراز "Su-27"، اقتربت من مؤخرة المسيرة، قبل أن تبدأ في الثانية 00:05 من المقطع في إلقاء الوقود لدى عبورها بجوار المسيرة، وفي الثانية 00:09، تستمر في إلقاء الوقود بينما تعبر فوق المسيرة، معرقلة إرسال البيانات.
في الثانية 00:11 تظهر مروحة المسيرة دون ضرر، وبين الثانية 00:22 و00:27 يتم إلقاء المزيد من الوقود على المسيرة، وفي الثانية 00:29 تصطدم المقاتلة الروسية بالمسيرة، وينقطع بث كاميراتها لمدة 60 ثانية تقريباً.
وفي الثانية 00:39 من المقطع، تستعيد المسيرة قدرتها على البث، ويظهر تضرر جزء من مروحة المحرك.
مسؤولون كبار أعطوا الأمر
وقال مسؤول أميركي لشبكة "سي إن إن" الأميركية إن المقطع "يؤكد بشكل قاطع" حدوث اصطدام مادي وإلقاء للوقود على المسيرة، لكنه أشار إلى أن المقطع لا يؤكد نية طيار المقاتلة الروسية.
ولدى سؤاله عما إذا كان الطيار في المقاتلة الروسية يريد إعطاب المروحة، قال "لا أعرف"، ولكنه أضاف أن الطيارين الروسيين انخرطا في "سلوك تحليق عدواني ومتهور".
ونقلت "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين على إطلاع على معلومات استخباراتية قولهما إن مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الروسية "أعطوا الأمر بالتحرش بالمسيرة فوق البحر الأسود"، مشيرين إلى أن الطيارين الروسيين "لم يتصرفا بشكل منفرد".
الرواية الأميركية
وطبقاً للرواية الأميركية، فإن مقاتلتين روسيتين من طراز "SU-27" نفذتا عملية اعتراض ضد مسيرة من طراز ريبر "MQ-9"، واصطدمت إحدى الطائرتين الروسيتين بمروحة الطائرة الأميركية، ما اضطر القوات الأميركية إلى إسقاط طائرتها في المياه الدولية.
وقال بيان للقيادة الأميركية في أوروبا، إنه ولعدّة مرات قبل الاصطدام "ألقت الطائرتان الروسيتان كميات من الوقود على الطائرة الأميركية، وحلقت أمامها في تصرف متهور، وضار بالبيئة وغير مهني".
واعتبرت القيادة، أن الحادث "يُعبّر عن عدم الكفاءة، بالإضافة إلى كونه تصرفاً غير آمن وغير مهني".
وأضاف قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا، الجنرال جيمس هيكر، "طائرتنا MQ-9 كانت تنفذ عمليات روتينية في المجال الجوي الدولي عندما اعترضتها واصطدمت بها الطائرة الروسية، ما أدّى إلى تحطم وخسارة الطائرة الأميركية بالكامل".
وذكر هيكر أن "السلوك غير الآمن وغير المهني من قبل الروس، كاد يؤدي إلى تحطم كلتا الطائرتين"، وتابع: "طائرات الولايات المتحدة وحلفائها سوف تستمر في العمل في المجال الجوي الدولي، وندعو الجانب الروسي إلى التصرف بشكل احترافي وآمن".
النفي الروسي
وتنفي وزارة الدفاع الروسي، الرواية الأميركية، قائلة إنها رصدت المسيرة تحلق فوق البحر الأسود باتجاه الحدود الروسية، وأكدت أن المقاتلات الروسية لم تصطدم مع المسيرة.
وقالت الوزارة في بيانها، إن "الطائرة من دون طيار حلَّقت مع إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال، في انتهاك لحدود منطقة النظام المؤقت لاستخدام المجال الجوي، والتي تم إنشاؤها لغرض العملية العسكرية الخاصة، وتم إبلاغ جميع مستخدمي المجال الجوي الدولي بذلك ونشره وفق المعايير الدولية".
وأضاف البيان: "من أجل التعرف على المتسلل، انطلقت مقاتلات روسية في الجو، ونتيجة للمناورة الحادة حوالي الساعة 9.30 (بتوقيت موسكو)، خرجت المسيرة الجوية من دون طيار "MQ-9" عن السيطرة واصطدمت بسطح الماء، دون استخدام أي أسلحة من القوات الروسية".
وشدد البيان على أن المقاتلين الروس لم يستخدموا أسلحة محمولة جواً ولم يتلامسوا مع الطائرة من دون طيار وعادوا بأمان إلى مطار قاعدتهم.