أدلى الناخبون في كازاخستان، الأحد، بأصواتهم في انتخابات برلمانية مبكرة، من المتوقع على نطاق واسع أن تعزز قبضة الرئيس قاسم جومارت توكاييف على السلطة، ومن ثم استكمال عملية لإعادة ترتيب النخبة الحاكمة بدأت بعد توليه زمام الأمور بصورة كاملة العام الماضي.
ومن شأن حصول توكاييف على تفويض أقوى أن يساعده في اجتياز الاضطرابات الإقليمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وما أعقبه من إلحاق أضرار بالتجارة والاستثمار وسلاسل التوريد بالمنطقة.
ورغم أنه أصبح رئيساً رسمياً، قبل ثلاث سنوات، فإن توكاييف البالغ من العمر 69 عاماً، ظل تحت عباءة سلفه وقائده السابق نور سلطان نزارباييف حتى يناير من العام الماضي، عندما دبت الخلافات بينهما وسط محاولة انقلاب واضطرابات عنيفة.
وقام توكاييف بتهميش نزارباييف بعد قمع الاضطرابات السياسية في الدولة الغنية بالنفط في آسيا الوسطى، وأقال عدداً من مساعديه من مناصبهم العليا في القطاع العام، وجرى لاحقاً توجيه اتهامات فساد لبعضهم.
ورغم أن توكاييف أعاد تشكيل الحكومة، إلا أن مجلس النواب جرى انتخابه في ظل تمتع نزارباييف بسلطات واسعة جراء قيادته حزب نور أوتان الحاكم، وكان مقرراً إعادة انتخابه في عام 2026، قبل أن يدعو توكاييف إلى انتخابات مبكرة.
وعلى خلاف نزارباييف، اختار توكاييف عدم قيادة الحزب الحاكم الذي تغير اسمه إلى "أمانات"، إلا أن استطلاعات الرأي ترجح احتفاظه بأغلبية مريحة تمكنه من تشكيل قاعدة أساسية لدعمه في المجلس التشريعي، خاصة في غياب مشاركة أحزاب معارضة قوية في الانتخابات.
وللمرة الأولى منذ قرابة عقدين، يخوض العديد من شخصيات المعارضة الانتخابات كمستقلين، وهي خطوة قد تتيح لبعض معارضي الحكومة الفوز بعدد محدود من المقاعد.
وفتحت صناديق الاقتراع عند الساحة السابعة صباحاً (الواحدة بتوقيت غرينتش)، وأمام 12 مليون ناخب حتّى الساعة 8 مساءً ليدلوا بأصواتهم.
وأدلى الرئيس قاسم جومارت توكاييف بصوته في وقت مبكر، عند حوالي الساعة الثامنة صباحاً.
ومن المستجدّات في هذه الانتخابات، أنّه يمكن لمرشّحين غير منتمين إلى أحزاب تقديم ترشيحهم، في سابقة منذ عام 2004. كما تمّ تخصيص حصّة 30% للنساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة.
وقد أنعشت هذه التغييرات إلى حدّ ما المشهد السياسي في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة المتاخمة لروسيا والصين، والتي شهدت أحداث شغب دامية في يناير 2022.
وخلال الانتخابات التشريعية السابقة، كانت 3 أحزاب فقط ممثّلة في البرلمان. وكلّ هذه الأحزاب كانت تدعم توكاييف الذي أعيد انتخابه بسهولة في نوفمبر بحصوله على 80% من الأصوات في انتخابات لم تشهد منافسة حقيقية.
وتُجرى هذه الانتخابات التي تشمل أيضاً المجالس المحلية، في أعقاب الإصلاح الدستوري عام 2022 بقيادة توكاييف، الموجود في السلطة منذ عام 2019.
اقرأ أيضاً:
