اقترحت كندا على اليابان خلق إطار تعاون استراتيجي رباعي يضم كذلك كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بهدف مواجهة الصين وروسيا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليابانية "كيودو" عن مصادر دبلوماسية.
وبحسب الوكالة، فإن إطار التعاون الجديد الذي تقترحه كندا شبيه بالتحالف الرباعي "كواد"، الذي يضم الولايات المتحدة و أستراليا والهند واليابان، والذي تسعى الولايات المتحدة إلى جعله ثقلاً موازياً أمام النفوذ العسكري والاقتصادي المتزايد للصين.
وقالت المصادر إن كندا قدمت رسمياً المقترح في يناير الماضي، خلال لقاء رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا مع نظيره الكندي جاستن ترودو في أوتاوا.
ونقلت الوكالة عن مصادر دبلوماسية أميركية أن الولايات المتحدة تؤيد المقترح الكندي، فيما أشارت مصادر يابانية إلى أن حكومة طوكيو أخبرت الجانب الكندي أنها تحتاج إلى الوقت لدراسة المقترح.
اجتماعات مايو
وحددت كندا لمقترحها أهدافاً مشابهة لتحالف "كواد"، بحسب "كيودو"، التي قالت إن كندا تسعى إلى "تعزيز القيم العالمية مثل الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان، ومواجهة تغير المناخ والقضايا العالمية الأخرى، من خلال العمل عن كثب مع اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة".
وبينما تعد كندا واليابان والولايات المتحدة أعضاء في مجموعة السبع، من المرجح دعوة رئيس كوريا الجنوبية لحضور قمة مجموعة السبع المقبلة بمدينة يروشيما اليابانية في مايو المقبل كضيف.
وقالت الوكالة إنه في حال تأكيد حضور الرئيس الكوري الجنوبي إلى القمة، سيكون من المرجح مناقشة المقترح الكندي في اجتماعات على هامش القمة.
وأفادت وكالة "يون هاب" الكورية الجنوبية، الأحد، بأن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يجري تعديلات نهائية لدعوة الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع المقرر عقدها في هيروشيما في مايو.
وذكرت الوكالة أن من المتوقع أن يكون يون أحد القادة الذين ستتم دعوتهم إلى الاجتماع، مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو.
تقارب طوكيو وسول
وجاء المقترح الكندي بالتزامن مع ذوبان الجليد في العلاقات المتوترة بين اليابان وكوريا الجنوبية منذ فترة طويلة، فيما نقلت وكالة كيودو عن مصادر دبلوماسية قولها إن كندا تعتبر أن من شأن إقامة التحالف أن يساعد في " تعزيز العلاقات بين الدول التي تنتمي إلى المعسكر الديمقراطي الليبرالي في منطقة المحيط الهادئ".
واتفق الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني ميو كيشيدا، في قمة الخميس، على تطبيع العلاقات بين البلدين، وتسوية نهائية لنزاع تاريخي يتعلق بمواطنيه من ضحايا العمل القسري خلال الاحتلال الياباني (1910-1945).
وتوترت العلاقات بين البلدين بعدما أمرت المحكمة العليا في كوريا الجنوبية شركتي نيبون ستيل وميتسوبيشي للصناعات الثقيلة اليابانيتين في عام 2018 بتعويض الضحايا، على الرغم من إصرار طوكيو على أن جميع التعويضات تمت تسويتها بموجب معاهدة 1965 التي طبعت العلاقات الثنائية.
وكانت كوريا الجنوبية تحت الحكم الاستعماري الياباني من عام 1910 إلى 1945.
وأكد المكتب الرئاسي لكوريا الجنوبية نجاح القمة مع اليابان، وقال: "قدمت نقطة تحول على طريق تحسين العلااقت الثنائية التي كانت وصلت إلى أسوأ مراحلها على الإطلاق".
وأدت القمة إلى "توسيع نطاق التعاون ليشمل الأمن الاقتصادي، كاستقرار سلاسل التوريد، وتعزيز التكنولوجيا المتطورة الرئيسية، مع العمل على استعادة قنوات التعاون الحالية" مع طوكيو، وفقا لما ذكره مكتب يون في بيان صحفي.
اقرأ أيضاً: