أسباب صحية تلغي زيارة الرئيس البرازيلي إلى الصين 

الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال حفل تنصيب ألويزيو ميركادانتي كرئيس للبنك الوطني في ريو دي جانيرو. 6 فبراير 2023 - AFP
الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال حفل تنصيب ألويزيو ميركادانتي كرئيس للبنك الوطني في ريو دي جانيرو. 6 فبراير 2023 - AFP
برازيليا-أ ف برويترز

أرجأ الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الذي كان من المفترض أن يتوجه إلى الصين لإجراء محادثات "مهمة" مع نظيره شي جين بينج، رحلته إلى أجل غير مسمّى للتعافي من التهاب رئوي أصيب به كما أعلنت الحكومة السبت.

وكان لولا الذي خلف الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو في مطلع السنة، يأمل في الاستفادة من هذه الرحلة لاستعادة دور بلاده في الدبلوماسية العالمية حيث كان يرتقب أن تركز المباحثات في بكين على تعزيز العلاقات التجارة إلى جانب الحرب في أوكرانيا. 

وكان من المقرر أن يغادر لولا (77 عاماً)، السبت، غير أن الزيارة التي كانت مقررة من 27 إلى 31 مارس أرجئت إلى الأحد -قبل أن يتم إلغاؤها- بسبب إصابته بـ"التهاب رئوي طفيف" على ما أعلنت الرئاسة البرازيلية، الجمعة.

ونشر السكرتير الصحافي للرئيس البرازيلي مذكرة طبية تفيد بأنه بعد التقييم السريري، تم تشخيص إصابة لولا بالتهاب القصبات الهوائية الجرثومي والفيروسي الناجم عن "أنفلونزا إيه"، وأنه بدأ العلاج.

وجاء في المذكرة أنه "على الرغم من التحسن السريري، توصي الخدمة الطبية للرئاسة بتأجيل الزيارة إلى الصين حتى تنتهي دورة انتقال الفيروس".

وأبلغت الحكومة البرازيلية السلطات الصينية بالتأجيل وعزمها تحديد موعد آخر للزيارة.

أوكرانيا والتجارة.. أبرز الملفات

وأدرجت أوكرانيا موضوعاً رئيسياً على جدول أعمال الزيارة التي كان من المفترض تبدأ رسمياً الثلاثاء، وسط آمال من لولا في الترويج لاقتراحه بالتوسط في محادثات لإنهاء الغزو الروسي.

كما احتل أيضاً ملف التجارة مكاناً بارزاً على رأس جدول الأعمال في بكين، إذ كان من المفترض أن يرافق لولا خلال الزيارة وفد كبير يضم 6 وزراء وعدد من الحكام والنواب، و240 من رؤساء الشركات، أكثر من
ثلثهم من قطاع المزارع في البلاد الذي يرسل نصيب الأسد من لحوم البقر وفول الصويا ولب الخشب إلى الصين.

وكان مقرراً أن يلتقي الرئيس البرازيلي، رئيس الوزراء لي تشيانج ورئيس الجمعية الشعبية الوطنية تشاو ليجي.

ووفقاً لبرنامج الزيارة، كان من المفترض أن يتوجه الرئيس البرازيلي بعد ذلك إلى شنغهاي، حيث من المقرر أن تتولى حليفته السياسية المحلية ديلما روسيف، التي خلفته في منصب الرئيس عام 2011، منصب رئيسة مصرف التنمية الجديد المعروف أيضاً بـ"بنك بريكس".

وفي 3 أشهر من توليه منصبه، زار لولا الأرجنتين والولايات المتحدة، فيما تعد الرحلة التي كانت ستستغرق 6 أيام إلى الصين، أكبر شريك تجاري للبرازيل، مفتاحاً لطموحاته.

"تجديد العلاقات"

وبعد فترة من العزلة تحت حكم سلفه اليميني جايير بولسونارو، يحاول لولا تجديد العلاقات مع الحلفاء.

وقال إيفاندرو مينيزيس دي كارفالو، الخبير في الشؤون الصينية في مؤسسة "جيتوليو فارجاس"، إن "زيارة لولا هي إشارة واضحة جداً على رغبته في حوار ثنائي رفيع المستوى وتعميق هذه العلاقة".

وأضاف فارجاس: "الأمر يتعلق الأمر بالاقتصاد والأعمال، وهناك شراكة تجارية ضخمة، لكن يجب ألا تغيب عن بال أحد حقيقة أن هناك أيضاً شراكة استراتيجية تستند إلى دور البرازيل القيادي في الدول الجنوبية".

وكانت البرازيل الوجهة الرئيسية للاستثمار الصيني في أميركا اللاتينية بين عامَي 2007 و2020، وفقاً لمجلس الأعمال البرازيلي-الصيني، والتي بلغت قيمتها 70 مليار دولار.

واستُثمرت تلك الأموال بمعظمها في النفط وتوليد الكهرباء، وأيضاً في صناعة السيارات والآلات الثقيلة والتعدين والزراعة وتكنولوجيا المعلومات، كما تعد البرازيل سوقاً ضخمة للشركات الصينية، مثل مجموعة التكنولوجيا العملاقة "هواوي".

ويمكن لاتفاق بين البلدين على استخدام العملة الصينية في تجارة ثنائية بملايين الدولارات، أن يساعد في تدويل العملة الصينية.

الصين "حليفاً مهماً"

ويعتبر لولا الصين "حليفاً مهماً" لمبادرته الخاصة المتمثلة في إنشاء مجموعة من الدول تسعى إلى اتفاق سلام تفاوضي، على ما أوضحت الحكومة البرازيلية في بيان.

لكن رغم ذلك، تلقّت صورته الدبلوماسية ضربة العام الماضي، بعد تعرّضه لانتقادات بسبب تصريحاته بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "مسؤول" عن الحرب بقدر نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كما أنه رفض الانضمام إلى الدول الغربية في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها. 

وكان بولسونارو زار الصين أيضاً، لكن علاقة البلدين توتّرت بعد انضمامه إلى الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب في إلقاء المسؤولية على بكين في تفشي جائحة فيروس كورونا، لكن ذلك لم يؤثر على الصفقات التجارية، مع تجاوز التبادلات التجارية العام الماضي 150 مليار دولار.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات