البحرية الأميركية لـ"الشرق": ملتزمون بأمن المنطقة.. وسنزيد مناوراتنا العسكرية

نشر مراكب مسيرة للمراقبة في الخليج العربي ضمن مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا- 7 أكتوبر 2022 - twitter/@US5thFleet
نشر مراكب مسيرة للمراقبة في الخليج العربي ضمن مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا- 7 أكتوبر 2022 - twitter/@US5thFleet
دبي-الشرق

تخطط الولايات المتحدة لرفع عدد المناورات العسكرية البحرية التي تُجريها مع شركائها في الشرق الأوسط، وزيادة اعتمادها على التكنولوجيا الجديدة ضمن التزامها بأمن المنطقة، بحسب ما أكد قائد الأسطول الخامس، التابع للبحرية الأميركية، براد كوبر لـ"الشرق".

وتأتي التصريحات الجديدة على خلفية تقارير عن نقل الولايات المتحدة مقاتلاتها الحديثة من الشرق الأوسط إلى آسيا حيث تتصاعد المنافسة مع روسيا والصين، فيما تسعى واشنطن لتقليص وجودها العسكري في الشرق الأوسط.

وأكد قائد الأسطول الخامس الأميركي لـ"الشرق" تعليقاً على تلك التقارير، إن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بأمن المنطقة، عبر توسيع الشراكات الأمنية مع دول المنطقة وزيادة عدد المناورات العسكرية والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في مراقبة المياه والممرات البحرية.

وقال كوبر "ضاعفنا بالفعل عدد المناورات العسكرية مع شركائنا في المنطقة ونخطط لزيادة ذلك. وسيعتمد التزامنا بأمن المنطقة على التكنولوجيا الجديدة في المستقبل، مثلما بدأنا بالفعل في نشر المركبات المسيرة لمراقبة المياه. لدينا منظور متفائل لشراكاتنا الأمنية في المنطقة".

وأضاف: "في عام 2021 قمنا بـ33 مناورة عسكرية في المنطقة. وفي السنة الماضية ضاعفنا هذا الرقم وقمنا بـ70 مناورة عسكرية، وهو دليل على التزامنا بأمن المنطقة. كما وسعنا الشراكات مع شركائنا. فلدينا مثلاً قوة بحرية مسيرة وقوة مهام مشتركة".

أمن الممرات البحرية

وأنهت الولايات المتحدة في وقت سابق من مارس الجاري "التمرين البحري الدولي المختلط متعدد الجنسيات (IMX/CE23) في البحرين والأردن"، وهو أضخم تمرين عسكري بحري في الشرق الأوسط، إذ شاركت فيه أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية، بينهم دول عربية. 

وبشأن الرسالة وراء تلك المناورات الضخمة، قال كوبر إن "المناورات كانت هي الأكبر من نوعها في المنطقة إذ شاركت فيها أكثر من 50 دولة و7 آلاف فرد و30 طائرة بدون طيار وعدد كبير من المركبات البحرية المسيرة. هذه المناورات كانت بمثابة رسالة مفادها أن كل هذه الدول المشاركة ملتزمة بأمن المنطقة وبأمن الممرات البحرية في هذه المنطقة". 

وعن التحديات أمام الممرات البحرية والتجارية في الشرق الأوسط، قال قائد الأسطول الخامس الأميركي إن "الشرق الأوسط منطقة واسعة وديناميكية. ومهمتنا تتمثل في العمل مع شركائنا في المنطقة من أجل ضمن الأمان البحري (..) ومواجهة أية أعمال غير قانونية في البحار". 

وبشأن السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط في المرحلة المقبلة، أوضح أن الولايات المتحدة تركز على الأمن البحري في المنطقة من خلال العمل مع شركائنا ومن خلال التدريب والمناورات. 

"تهديد إيراني"

وأكد قائد الأسطول الخامس الأميركي أن إيران تبقى مصدر قلق بشأن الأمن البحري في المنطقة، قائلاً إن "إيران تطور باستمرار قدراتها العسكرية من صواريخ باليستية وصواريخ كروز، فيما تواصل انتشارها في المنطقة عن طريق وكلائها في لبنان وسوريا واليمن".

وأضاف: "هذا تحدي سنواصل التركيز عليه من خلال تقوية الشراكات التي تحدثت عنها سابقاً. كما أننا سنركز على هذا التهديد أيضاً من خلال  اعتماد تكنولوجيا جديدة، لاسيما المركبات البحرية المسيرة من أجل جمع البيانات الاستخباراتية ومراقبة المياه بهدف تعزيز الأمن البحري".

وأشار إلى أن "التكنولوجيا الحديثة تعزز من الأمن البحري. ونحن ننشر مركبات بحرية مسيرة فوق سطح المياه وأخرى في الأعماق. فمع هذه المنطقة الشاسعة، كلّما وضعنا المزيد من أدوات المراقبة، كانت لدينا القدرة على الرد والتعامل بشكل أفضل مع أي تهديد". 

وقال إن "الولايات المتحدة ملتزمة بنشر 100 مركبة بحرية مسيرة في المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية. الآن نحن في منتصف الطريق نحو تحقيق هذا الهدف. عشرات من هذه المركبات موجودة بالفعل في البحار وتجمع المعلومات وتبعثها إلى مراكز قيادتنا في المنطقة. هذه التكنولوجيا تسمح لنا بالاستجابة بشكل أفضل لأي تهديدات". 

وأضاف قائد الأسطول الخامس: "إذا كانت وسائل المراقبة التقليدية تسمح للبلدان بمراقبة مساحات على بعد 40 كيلومتراً من سواحلها، فإن هذه المسيرات البحرية من شأنها تضاعف هذه المساحة لتصل إلى 80  كيلومتراً. هناك 8 دول في المنطقة، تقوم بالفعل بنشر هذه المركبات وهو ما يضاعف قدراتنا على المراقبة بمرات عديدة".

مناورات إيران وروسيا والصين

إلى ذلك، شدد قائد الأسطول الخامس على أن  الولايات المتحدة "تسعى إلى أن تنظر إليها دول المنطقة على أنها الحليف رقم واحد والشريك رقم واحد"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بعض الدول بالمنطقة لديها رأي مخالف على غرار إيران وسوريا، التي تفضل روسيا والصين". 

وفي السياق، قلل كوبر من المناورات الثلاثية الأخيرة بين روسيا والصين وإيران في بحر العرب معتبراً أنها كانت "صغيرة".

وقال إن "تلك المناورات كانت موجودة منذ عدة سنوات، وكنا نعرف أن مناورات هذا العام ستنعقد. يمكن القول إن المناورات كانت صغيرة من حيث النطاق، إذ شاركت فيها 5 سفن فقط. وهناك فرق كبير في حجم تلك المناورات مقارنة مع المناورات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة".

وأجرت  الصين وإيران وروسيا تدريبات بحرية مشتركة في خليج عمان في الفترة من 15 إلى 19 مارس الجاري، بهدف "تعميق التعاون الفعلي بين القوات البحرية للدول المشاركة".

وأرسلت روسيا قطعاً من أسطولها الشمالي إلى المناورات تضم الفرقاطة "الأدميرال جورشكوف" وناقلة. وأرسلت الصين المدمّرة نانجينج، وإيران الفرقاطتين ساخند، وجماران، والطراد باياندور.

وتعتبر موسكو وبكين نفسيهما قوة جيوسياسية في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها. وتُتهم إيران من جهتها، بإرسال أسلحة وذخيرة إلى موسكو تستخدمها روسيا في هجومها على أوكرانيا وخصوصاً مسيّرات متفجرة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات