قرر مجلس النواب الليبي، الاثنين، تأجيل جلسة التصويت على حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، التي اقترحها رئيس الوزراء المنتخب عبد الحميد الدبيبة، إلى الثلاثاء، من أجل إجراء مزيد من المشاورات، وفقاً لوسائل إعلام محلية.
وذكر موقع "الساعة24"، الليبي أنه سيتم استدعاء رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، لمناقشته في ملاحظات أبداها النواب، بشأن الحكومة الجديدة.
وجاء القرار بعد انعقاد جلسة لمجلس النواب الاثنين في مدينة سرت، برئاسة رئيس المجلس عقيلة صالح وبحضور 132نائباً.
"جلسة تاريخية"
ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الاثنين، بانعقاد جلسة مجلس النواب الليبي، وأكدت أنها "خطوة مهمة نحو تلبية تطلعات الشعب الليبي في إعادة توحيد البلاد".
وأشادت البعثة، في بيان، بالمشاركة الكثيفة للنواب في جلسة الاثنين، وقالت إنها "جلسة موحدة"، جاءت "بعد سنوات من الانقسام وتعطل عمل المجلس".
ووصفت البعثة الأممية الجلسة بالتاريخية، وقالت إنها تمثل خطوة حاسمة لتوحيد البلاد وتهيئتها لإجراء انتخابات وطنية ديمقراطية في 24 ديسمبر المقبل، مطالبة بعدم تفويت الفرصة من أجل فتح "صفحة جديدة لليبيا".
وكان الدبيبة، قدم الشهر الماضي، تشكيلة حكومته الجديدة، إلى مجلس النواب، تمهيداً لنيل ثقة البرلمان، وهي المحطة الأولى من مرحلة انتقالية تنص على إجراء انتخابات عامة بالبلاد في ديسمبر المقبل 2021.
وأمامه مهلة حتى 19 مارس للحصول على ثقة مجلس النواب، قبل أن يبدأ المهمة الصعبة المتمثلة في توحيد المؤسسات وقيادة المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات المقررة، إذ وعد باختيار الوزراء "وفق معايير الكفاءة مع مراعاة التنوع والمشاركة الواسعة".
وبحسب خارطة الطريق التي أعدتها الأمم المتحدة، فإن "30% على الأقل من المناصب في رئاسة الحكومة والوزراء ونواب الوزراء"، يجب أن توكل إلى نساء، لكن أيضاً إلى فئة الشباب التي كانت مستبعدة لفترة طويلة عن دوائر السلطة.
وعود الدبيبة
ووعد عبد الحميد الدبيبة، الاثنين، في كلمة موجهة إلى أعضاء مجلس النواب، قبيل انعقاد الجلسة، بحلّ المشكلات الاقتصادية والصحيّة، مشدداً على تغليب مصلحة الوطن على الحسابات الخاصة.
وقال الدبيبة في كلمة مسجلة، نُشرت على حسابه بـ"فيسبوك"، إن الحكومة الجديدة "ستبذل كل مافي وسعها لحل المشكلات التي يواجهها الليبيين من نقص إمدادات الكهرباء وتحريك عجلة الاقتصاد، وتوفير اللقحات المضادة لفيروس كورونا".
ولفت إلى أن الأزمة الليبية تعد "صراعاً وحرباً وأزمة ثقة، وتتطلب الواقعية والاستيعاب"، مشيراً في ذلك الصدد إلى الصعوبات التي سيواجهها لصعوبة المشهد السياسي في ليبيا واختلاف الأيدلوجيات".
وناشد الدبيبة، أعضاء مجلس النواب بضرورة "عدم تفويت فرصة توحيد المجلس وتغليب مصلحة الوطن عن الحسابات الخاصة، لتمكين الحكومة من مباشرة مهماتها الصعبة، وعدم تأجيل منح الثقة إلى مرحلة أخرى لعدم عرقلة المسار الانتخابي الذي أوصت به مخرجات مؤتمر جنيف وحرمان الليبيين من انتخابات حقيقية ونزيهة".