ماكرون وفون دير لاين إلى بكين لتحذير شي من دعم روسيا عسكرياً

الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في لقاء سابق بقصر الإليزيه في فرنسا- 14 أكتوبر 2019 - REUTERS
الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في لقاء سابق بقصر الإليزيه في فرنسا- 14 أكتوبر 2019 - REUTERS
بكين/ بروكسل/ باريس- رويترزأ ف ب

أعلنت وزراة الخارجية الصينية، الاثنين، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين سيصلان إلى بكين الأربعاء في زيارة تستمر حتى الجمعة، يرتقب أن يعقدا خلالها اجتماعاً مشتركاً مع الرئيس الصيني شي جين بينج، سيحذر خلالها ماكرون بكين من تقديم دعم عسكري لروسيا في حربها ضدّ أوكرانيا.

وأشارت وزارة الخارجية الصينية إلى أن الرئيس شي جين بينج يخطط لعقد محادثات مع نظيره الفرنسي لرسم مسار للعلاقات الثنائية وتعميق التعاون وتبادل الآراء بشأن القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك.

وفي السياق، قالت المفوضية الأوروبية إن أورسولا فون دير لاين ستلتقي ماكرون على غداء عمل الاثنين، فيما يستعدان لزيارة مشتركة إلى الصين الأربعاء.

وذكر المتحدث باسم المفوضية إريك مامر في تغريدة على تويتر الاثنين، أن فون دير لاين وماكرون سيناقشان قضايا من بينها حرب روسيا على أوكرانيا وشؤون الطاقة والاستعدادات لزيارتيهما للصين، بما في ذلك اجتماعهما المشترك مع الرئيس الصيني شي جين بينج.

مخاطر العلاقات مع الصين

وقبيل زيارتها للصين هذا الأسبوع مع ماكرون، قدمت فون دير لاين تقييماً للسياسات الصينية قالت فيه إن الصين صارت أكثر قمعية في الداخل وأكثر تشدداً في الخارج، وحلت حقبة من الأمن والسيطرة مكان حقبة الإصلاح والانفتاح حيث يُطلب من الشركات في الصين المساعدة في عمليات جمع المعلومات المخابراتية الحكومية.

وقالت فون دير لاين الخميس الماضي، إن تشديد الصين لموقفها بالتحول من حقبة إصلاح وانفتاح للتركيز على الأمن والسيطرة يتطلب من أوروبا "تقليل المخاطر" في العلاقات معها دبلوماسياً واقتصادياً.

وأقرت رئيسة المفوضية الأوروبية في تقييمها بأن العلاقات مع بكين أصبحت "أكثر صعوبة وتباعداً" في السنوات القليلة الماضية.

وقالت إنه بالنظر إلى الثقل الاقتصادي للصين ونفوذها العالمي فإن إدارة الاتحاد الأوروبي لهذه العلاقة ستكون عاملاً حاسماً للازدهار الاقتصادي والأمن في التكتل.

وأضافت أن الصين، التي تعهد رئيسها شي جين بينج هذا الشهر بتعزيز العلاقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تتحمل مسؤولية الدفع بتحقيق "سلام عادل" لإنهاء الحرب في أوكرانيا يتطلب انسحاب القوات الروسية.

وأشارت إلى أن الصين أصبحت أكثر قمعاً في الداخل وأكثر تمسكاً وفرضاً لمواقفها في الخارج واستبدلت حقبة إصلاح وانفتاح بعصر من الأمن والسيطرة مطلوب فيه من الشركات الصينية المساعدة في عمليات الدولة لجمع المعلومات الاستخبارية.

وأضافت أن الانفصال عن الصين ليس ممكناً لكن من الضروري التركيز على تقليل المخاطر التي تتعرض لها أوروبا.

وأعلنت أن المفوضية الأوروبية ستطرح أفكاراً في وقت لاحق من هذا العام بشأن إجراءات للسيطرة على استثمارات خارجية تتعلق ببعض التقنيات الحساسة للتأكد من أنها لا تعزز القدرات العسكرية أو الاستخباراتية لمنافس لها في كل المجالات.

ومنذ عام 2019 اعتبر الاتحاد الأوروبي الصين رسمياً شريكاً ومنافساً اقتصادياً ومنافساً عاماً في كل المجالات.

الحرب في أوكرانيا

من جانبه، أعلن قصر الإليزيه الجمعة، الماضية أنّ ماكرون سيحذّر نظيره الصيني شي جين بينج خلال زيارته إلى بكين من اتّخاذ "قرار كارثي" بتقديم دعم عسكري لروسيا في حربها ضدّ أوكرانيا.

وقال أحد مستشاري ماكرون للصحافيين طالباً منهم عدم نشر اسمه إنّه "إذا اتّخذت الصين هذا القرار الكارثي، فسيكون له تأثير استراتيجي كبير على النزاع"، بحسب وكالة "فرانس برس".

وأضاف أنّ ماكرون يريد "إيجاد مساحة" مشتركة مع بكين للقيام بـ"مبادرات" من أجل "دعم السكان المدنيين الأوكرانيين" وكذلك أيضاً "تحديد مسار متوسط المدى لحلّ النزاع".

وتابع المستشار الرئاسي الفرنسي "نريد تجنّب الأسوأ، ولهذا السبب يتعيّن علينا التحاور معهم (الصينيون) لعرض موقفنا عليهم".

وشدّد المستشار على أنّ هذا الحوار مهمّ للغاية لأنّ "الصين هي الدولة الوحيدة في العالم القادرة على التأثير بشكل فوري وجذري على النزاع، في هذا الاتّجاه أو ذاك".

وأضاف أنّ الصين التي لم تدن الغزو الروسي لأوكرانيا هي قوة قادرة على "تغيير مسار" هذه الحرب.

وكان ماكرون قال مؤخراً إنه يعول على قدرته على إقناع نظيره الصيني بالضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى حلّ تفاوضي للنزاع.  وبحسب "فرانس برس"، فإن طموحات ماكرون بلغت حدّ إبداء أمله أن تؤدّي الصين "دور وساطة" في هذا النزاع.

غير أن الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني إلى موسكو في مارس وأشاد خلالها شي وبوتين بالعلاقة "الخاصة" بين بلديهما، دفعت على ما يبدو السلطات الفرنسية إلى خفض سقف طموحاتها.

وقال المستشار الرئاسي الفرنسي الجمعة "نحن واقعيون للغاية"، مشيراً بشكل خاص إلى أنّ الصين ليست في وارد إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات