أعلن رئيس مجلس النوّاب الأميركي كيفن مكارثي أنّه سيلتقي رئيسة تايوان تساي إنج-وين في ولاية كاليفورنيا، الأربعاء، رغم تهديدات الصين بالردّ على هذا "الاستفزاز"، وتحذيرها مما وصفته بـ"اللعب بالنار".
وسيعقد اللقاء في ضواحي لوس أنجلوس بمكتبة رونالد ريجان الرئاسية، وسيشارك فيه عدد من أعضاء الكونجرس، كما أوضح مكتب مكارثي في بيان.
في المقابل، توعّدت الصين بـ"الردّ"، إذا ما عقد اللقاء، في ظل تعبيرها المتواصل عن معارضتها لأي اتصالات رسمية بين الجزيرة والولايات المتحدة التي تقدم لتايوان دعماً عسكرياً في مواجهة بكين منذ عقود.
وكان مكارثي يعتزم أن يحذو حذو رئيسة مجلس النواب السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي، التي زارت تايبيه في أغسطس ما أثار غضب الصين، التي ردت على الزيارة بمناورات واسعة حول الجزيرة اعتبرتها تايبيه تمهيداً لغزوها.
لكن قرار مكارثي بلقاء رئيسة تايوان في الولايات المتحدة، اعتبر بمثابة تسوية ستشدد على الدعم لتايوان مع تجنب إثارة توتر مع الصين في الوقت نفسه.
"اللعب بالنار"
وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إن لزم الأمر. وفي عام 2005، أصدرت بكين قانوناً يمنحها أساساً قانونياً لتنفيذ عمل عسكري ضد الجزيرة، إذا انفصلت أو بدت على وشك ذلك.
وتعهدت الصين، الثلاثاء، "الدفاع بحزم عن سيادتها" قبل لقاء مرتقب في كاليفورنيا بين رئيسة تايوان تساي إنج-وين ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفن ماكارثي.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينج: "تعارض الصين بشدة" هذا اللقاء، و"ستدافع بحزم عن سيادتها الوطنية وووحدة أراضيها".
وأضافت ماو: "تعارض الصين بقوة ترتيب الولايات المتحدة لمرور تساي عبر أراضيها، وتعارض بقوة اللقاء بين رئيس مجلس النواب كيفن ماكارثي المسؤول الأميركي الثالث، وتساي إنج-وين".
ورأت أمام صحافيين أن اللقاء "ينتهك بشكل خطر مبدأ الصين واحدة والبيانات الصينية الأميركية المشتركة الثلاثة، ويقوض بشكل خطر سيادة الصين ووحدة أراضيها".
من ناحيته، قال القائم بأعمال السفارة الصينية في واشنطن تشو تشويوان: "نحضّ واشنطن على عدم مواصلة اللعب بالنار في مسألة تايوان.. أولئك الذين يلعبون بالنار يقضون بالنار.. هذا ليس تهديداً".
وكانت الخارجية الأميركية اعتبرت، الأسبوع الماضي، أنه "ليس لدى الصين على الإطلاق أيّ سبب لرد الفعل المبالغ فيه على هذه الممارسة المعتادة".
وبعيد وصول تساي إلى نيويورك، الأربعاء، قبل بدء جولتها في أميركا الوسطى، حضر مغتربون تايوانيون لتحيتها، وحينها ألقت كلمة قالت فيها: "لقد أظهرنا إرادة قوية وتصميماً على الدفاع عن أنفسنا، وأنّنا قادرون على إدارة المخاطر بهدوء ورباطة جأش وأنّ لدينا القدرة على الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين".
وتأتي زيارة رئيسة تايوان في الولايات المتحدة في وقت حسّاس بعدما زادت الصين ضغوطها منذ تولي تساي السلطة في 2016.
وأفادت وسائل إعلام أميركية أن حوالي 20 من أعضاء الكونجرس الأميركي سيرافقون رئيس مجلس النواب للقاء تساي في كاليفورنيا.
وزادت الصين استثماراتها في أميركا اللاتينية التي باتت محور صراع قوة بين تايبيه وبكين. واتّهمت تايوان الصين، الأحد، باستخدام "الإكراه والترهيب" لابعاد حلفائها عنها بعدما دشّن وزير خارجية هندوراس انريكي رينا ونظيره الصيني تشين جانج رسمياً العلاقات الثنائية بين البلدين في بكين.
"صين واحدة"
وتأتي زيارة رئيسة تايوان، إلى الولايات المتحدة في فترة حساسة حيث زادت بكين الضغط العسكري والاقتصادي والدبلوماسي على الجزيرة.
ولم تعد تعترف بتايوان سوى 13 دولة، ففي أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لدى تايبيه علاقات مع 7 دول فقط، هي: جواتيمالا، بيليز، باراجواي، هايتي، سانت كيتس ونيفيس، سانتا لوسيا، وسانت فنسنت وجرينادين.
ولتايوان علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان، ومع سوازيلاند في إفريقيا، وفي المحيط الهادئ مع ناورو، وأرخبيل مارشال، وبالاو، وتوفالو.
وتقوم تساي التي تتولى السلطة منذ 2016، بهذه الجولة الدبلوماسية لتعزيز علاقات الجزيرة مع حلفائها بعد أيام فقط على قطع هندوراس علاقاتها مع تايوان.
وبعد محطة أولى في نيويورك، الأربعاء، زارت رئيسة تايوان جواتيمالا وبيليز. وأصبحت هاتان الدولتان بالتالي محور صراع قوة دبلوماسي مع بكين.
وشكرت رئيسة تايوان بيليز على دعمها الدبلوماسي في خضم "التهديدات المستمرة والضغوط" الصينية، وقالت إن بيليز، الدولة الصغيرة (سكانها 400 ألف نسمة)، من خلال مشاركتها في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل المستبعدة منها تايبيه، "ساعدت في إيصال أصوات سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة".
وباسم مبدأ "صين واحدة" ترى بكين أنه يفترض ألا تقيم أيّ دولة علاقات رسمية مع بكين وتايبيه في وقت واحد.
وواشنطن، التي أعلنت اعترافها الدبلوماسي ببكين في 1979، هي الحليف الأقوى لتايوان وكذلك أبرز مزود لها بالأسلحة.
اقرأ أيضاً:





