"بيبي ستوكهولم".. بارجة حربية لإيواء اللاجئين بدلاً من الفنادق

البارجة "بيبي ستوكهولم" التي ستستخدمها بريطانيا لإيواء المهاجرين ويُمكنها استيعاب 500 شخص. 5 أبريل 2023 - via REUTERS
البارجة "بيبي ستوكهولم" التي ستستخدمها بريطانيا لإيواء المهاجرين ويُمكنها استيعاب 500 شخص. 5 أبريل 2023 - via REUTERS
دبي -الشرق

أعلنت بريطانيا، الأربعاء، تدشين أول بارجة حربية، لإيواء طالبي اللجوء، فيما تواصل حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك، خططها لخفض أعداد المهاجرين عبر القناة الإنجليزية.

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قالت وزارة الداخلية البريطانية، حسبما نقلت "بلومبرغ"، إن البارجة "بيبي ستوكهولم" يُمكن أن تستوعب 500 مهاجراً وستكون أرخص بكثير من الترتيبات الحالية ذات الصلة باستخدام الفنادق، موضحةً أن البارجة سترسو في بورتلاند جنوبي غرب إنجلترا.

وأشارت الداخلية البريطانية إلى أن المسؤولين يتطلعون إلى استئجار المزيد من السفن لنفس الغرض.

تخفيض تكاليف الإيواء

في مواجهة تكدّس عشرات الآلاف من طالبي اللجوء الذين يحتاجون إلى معالجة طلباتهم، تحاول لندن خفض التكلفة التي يتحملها دافعو الضرائب لإيوائهم في الفنادق، والتي تُقدرها بنحو 7 ملايين جنيه إسترليني (8.7 مليون دولار) يومياً.

مع ذلك، فإن الأساس المنطقي الرئيسي لإسكان المهاجرين على متن السفن هو ردع المهاجرين الآخرين عن عبور القناة في المقام الأول، بدلاً من تسريع معالجة طلبات اللجوء المتراكمة، حسبما قال مسؤولون حاليون وسابقون في وزارة الداخلية.

وراهن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، على أن النهج المتشدد تجاه الهجرة غير الشرعية سيؤدي إلى انخفاض كبير في عدد الأشخاص الذين يعبرون القناة الإنجليزية هذا العام. ويشمل ذلك إرسال أشخاص يصلون إلى المملكة المتحدة بشكل غير قانوني إلى رواندا، ومنعهم من طلب اللجوء أو الجنسية في بريطانيا.

تراكم طلبات اللجوء

استراتيجية سوناك ووزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، تتمثل في أن الجدل السياسي الناتج عن ذلك سيخلق قصصاً لها تأثير في ردع الأشخاص عن عبور القناة في المقام الأول، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وقال مسؤولون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إنه "لكي تنجح الخطة، لا يمكن اعتبارها تهديداً فارغاً".

وأشارت وزارة الداخلية إلى أن البارجة ستوفر الإقامة "الأساسية والوظيفية، فضلاً عن الرعاية الصحية والمطاعم والأمن طوال اليوم".

وأوضح وزير الهجرة البريطاني روبرت جينريك في بيان، أن "جميع أماكن الإقامة ستفي بالتزاماتنا القانونية، وسنعمل عن كثب مع المجتمع المحلي لمعالجة مخاوفهم، بما في ذلك من خلال الدعم المالي".

وأضاف "يجب أن يتوقف استخدام الفنادق باهظة الثمن لإيواء أولئك الذين يقومون برحلات غير ضرورية وخطيرة. لن نرفع مصالح المهاجرين غير الشرعيين على حساب الشعب البريطاني الذي انتخبنا لخدمته".

لكن، بحسب ما نقلته "بلومبرغ" عن مسؤولين، لا يوجد احتمال بأن خطة البارجة في حد ذاتها ستُقلل بشكل كبير من عدد طالبي اللجوء المقيمين في المملكة المتحدة أو تكلفة إيوائهم.

وأظهرت أرقام وزارة الداخلية التي نُشرت الشهر الماضي، أن 160 ألفاً و919 شخصاً ينتظرون قرارات بشأن طلبات لجوئهم في نهاية عام 2022، بزيادة قدرها 60% عن عام 2021.

واستطاع نحو 45 ألفاً و755 شخصاً، عبور القناة الإنجليزية في قوارب صغيرة العام الماضي، مما دفع سوناك إلى تقديم تعهد بـ"وقف القوارب"، وهو أحد تعهداته الرئيسية للناخبين البريطانيين.

خطة "غير قابلة للتطبيق"

حكومة رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون كانت قد رفضت في السابق اقتراحاً مماثلاً، باعتباره "غير قابل للتطبيق" بسبب التكاليف الباهظة، والمخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن، وعدم جدوى شراء سفن كافية لإيواء المهاجرين بأعداد كبيرة.

وقال أحد الأشخاص لـ"بلومبرغ"، إن أحد مصادر القلق هو أن طالبي اللجوء الذين يُحتجزون على متن السفن لفترات طويلة يقفزون في البحر في محاولة للوصول إلى الشاطئ.

واعتبر شخص آخر أن الأمر مشابه لخطة وضع مهاجري القناة على متن طائرات متجهة إلى رواندا.

وحتى لو تم إجراء رحلة واحدة فقط لرواندا أو تم شراء بارجة واحدة فقط، فإن احتمال أن ينتهي الأمر إلى هذا المطاف سيقنع الكثيرين بعدم محاولة الرحلة إلى إنجلترا، وفق أشخاص تحدثوا للوكالة.

وأشار مسؤولون حكوميون إلى وجود إحصاءات توضح أن عدد الألبان الذين يحاولون عبور القناة قد انخفض في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023. وجاء ذلك في أعقاب اتفاق أبرم في ديسمبر الماضي مع حكومة ألبانيا لتسهيل عمليات العودة.

معارضو حزب المحافظين

الاستراتيجية المعارضة لخطة ريشي سوناك والتي يقف خلفها حزب العمال تدعو إلى المجادلة ضد الحكومة، مما يسمح للمحافظين بإثبات الحجة للناخبين بأن خصومهم سيتخذون نهجاً أكثر ليونة.

مع ذلك، يُشكك بعض المسؤولين الحاليين والسابقين في نجاح الخطة، قائلين إن أعداداً كبيرة من الأشخاص سيظلون يخاطرون بالرحلة لأن احتمال وضعهم على متن بارجة أو طائرة متجهة إلى رواندا لا يزال ضئيلاً في الوقت الحالي.

كما تواجه هذه السياسة معارضة من بعض المشرعين المحليين على يمين حزب المحافظين الذي يتزعمه سوناك، والذي افترضت الحكومة أنه سيدعم نهجها المتشدد.

وفي تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، قال ريتشارد دراكس عضو البرلمان عن دائرة ساوث دورست التي تستضيف البارجة إنه استشار المحامون في محاولة لمنع الخطة، مضيفاً أنه يأمل في رؤيتها "في سلة المهملات".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات