مضيق تايوان.. تاريخ من الأزمات من الحرب الأهلية إلى زيارة بيلوسي

لافتة صينية تحمل عبارة "وحدوا الصين تحت دولة واحدة بنظامين" قبالة سواحة جزيرة كينمين التابعة لتايوان والمقابلة لساحل شيامين الصيني. 6 يوليو 1997 - REUTERS
لافتة صينية تحمل عبارة "وحدوا الصين تحت دولة واحدة بنظامين" قبالة سواحة جزيرة كينمين التابعة لتايوان والمقابلة لساحل شيامين الصيني. 6 يوليو 1997 - REUTERS
تايبيه-أ ف ب

منذ انفصال الصين الشيوعية وتايوان في نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، أصبح المضيق الذي يفصل بينهما نقطة توتر جيوسياسية.

والمضيق الذي لا يتعدى عرضه 130 كلم في أضيق نقاطه، هو قناة دولية رئيسية  لشحن البضائع وكل ما يفصل بين تايوان الديموقراطية ذات الحكم الذاتي وجارتها العملاقة.

وبدأت بكين السبت، تدريبات عسكرية استمرت ثلاثة أيام رداً على زيارة رئيسة تايوان تساي إينج وين، للولايات المتحدة حيث التقت رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في لوس أنجلوس. 

ووصفت الصين التدريبات بأنها "تحذير شديد" إلى "القوى الانفصالية" التي تريد استقلال تايوان بالتواطؤ مع قوى أجنبية.

وكانت بكين ردت بغضب على زيارة للرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، ووجهت تهديدات متصاعدة وأعلنت عن سلسلة من المناورات العسكرية في المياه المحيطة بالجزيرة.

وتوقع محللون أن لقاء تساي مع مكارثي في الولايات المتحدة قد يغضب بكين ويؤدي إلى عرض للقوة.

ويتحدث المؤرخون عن ثلاث أزمات سابقة في مضيق تايوان.

أزمة مضيق تايوان الأولى

في نهاية الحرب الأهلية الصينية تمكنت قوات ماو تسي تونج الشيوعية من طرد قوميي تشانج كاي تشك الذين انتقلوا إلى تايوان.

واستقر الطرفان المتنافسان على جانبي المضيق، جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي، وجمهورية الصين في تايوان.

اندلعت أزمة المضيق الأولى في أغسطس 1954 عندما أرسل القوميون آلاف الجنود إلى جزيرتي كينمين وماتسو الصغيرتين الخاضعتين لحكم تايوان، على بعد كيلومترات قليلة عن البر الرئيسي.

وردت الصين الشيوعية بقصف مدفعي للجزيرتين ونجحت في الاستيلاء على جزر ييجيانجشان، على بعد 400 كلم شمال تايبيه.

وأُخمدت شرارة الأزمة في نهاية المطاف لكنها كادت أن تضع الصين والولايات المتحدة على شفير نزاع مباشر.

الأزمة الثانية

اندلع القتال مجدداً في 1958 عندما قصفت قوات ماو بكثافة جزيرتي كينمين وماتسو في مسعى جديد لطرد القوات القومية المتمركزة هناك.

وخشية أن تؤدي خسارة الجزيرتين إلى انهيار القوميين وبالتالي سيطرة بكين على تايوان، أمر الرئيس الأميركي دوايت دي آيزنهاور قواته بمواكبة حلفائهم التايوانيين وتزويدهم بالإمدادات.

وفي مرحلة ما فكرت الولايات المتحدة لفترة وجيزة في نشر أسلحة نووية ضد الصين. 

أعلنت بكين وقفاً لإطلاق النار بسبب عجزها عن الاستيلاء على الجزر وفشل عمليات القصف في إخضاع القوميين.

ومع ذلك استمرت قوات ماو في قصف كينمين بشكل متقطع حتى عام 1979 بموازاة حالة من الجمود.

 الأزمة الثالثة 

وبعد 37 سنة على الأزمة الثانية جاءت الثالثة. ففي العقود الفاصلة، تغيرت كل من الصين وتايوان بشكل كبير.

عقب وفاة ماو، بقيت الصين تحت سيطرة الحزب الشيوعي لكنها باشرت فترة إصلاح وانفتاح على العالم.

من ناحيتها بدأت تايوان في التخلص من سنوات حكم تشانج كاي تشيك الاستبدادية والتحول إلى ديموقراطية تقدمية، بينما اعتنق كثيرون هوية تايوانية مميزة وليس صينية.

اشتعل التوتر مجدداً في 1995 عندما بدأت الصين تجارب إطلاق صواريخ في المياه المحيطة بتايوان احتجاجاً على زيارة الرئيس التايواني لي تين هوي إلى الجامعة التي تخرج منها في الولايات المتحدة
وكانت بكين تكره لي خصوصاً لأنه كان يحبذ إعلان تايوان دولة مستقلة.

وأجريت مزيد من التجارب الصاروخية بعد عام بينما نظمت تايوان أول انتخابات رئاسية مباشرة.
وجاءت الخطوات بنتائج عكسية.

فقد أرسلت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات لدفع الصين للتراجع، بينما فاز لي في الانتخابات بهامش كبير.

بعد عام أصبح نيوت جينجريتش أول رئيس لمجلس النواب الأميركي يزور تايوان في خطوة غير مسبوقة، وتبعته بيلوسي بعد 25 عاماً.

 زيارة بيلوسي 

استغرق الأمر أكثر من 25 عامًا قبل أن تتوجه رئيسة مجلس النواب التالية نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس 2022. 

وردت الصين بإطلاق أكبر مناورات جوية وبحرية على الإطلاق عبر إرسال سفن حربية وصواريخ وطائرات مقاتلة إلى المياه والسماء حول الجزيرة. 

وأدانت تايبيه التدريبات واختبارات الصواريخ معتبرة أنها استعداد لغزو. 

بعد أقل من عام  وصلت رئيسة تايوان تساي إينج وين إلى لوس أنجلوس للقاء مكارثي ، وبدأت جولة أخرى من التدريبات العسكرية الصينية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات