توتر في بحر الصين الجنوبي.. وبكين تعلن انتهاء مناورات "تطويق" تايوان

المدمرة الأميركية "ميليوس" التي تحمل صواريخ موجهة خلال مرورها في بحر الصين الجنوبي. 10 أبريل 2023 - REUTERS
المدمرة الأميركية "ميليوس" التي تحمل صواريخ موجهة خلال مرورها في بحر الصين الجنوبي. 10 أبريل 2023 - REUTERS
واشنطن/ بكين -وكالات

أعلنت البحرية الأميركية أن المدمرة "ميليوس"، التي تحمل صواريخ موجهة، أبحرت في مياه بحر الصين الجنوبي، الاثنين، وسط انتقادات من بكين، والتي أجرت تدريبات بالذخيرة الحيّة في مضيق تايوان، تحت اسم "السيف المشترك"، حاكت خلالها "تطويق" الجزيرة عسكرياً.

وقالت البحرية الأميركية، في بيان: "احترمت عملية حرية الملاحة هذه، الحقوق والحريات والاستخدام القانوني للبحار"، مضيفة أن السفينة مرت بالقرب من جزر سبراتلي.

من جهته، قال الجيش الصيني إنه يراقب تحركات المدمرة الأميركية في جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي، وهي المنطقة التي تطالب بكين بالسيادة عليها، في وقت يجري الجيش الصيني مناورات حول تايوان.

واعتبرت الصين أن المدمرة الأميركية "توغلت بشكل غير قانوني" في بحر الصين الجنوبي.

وتهدد هذه الخطوة بإذكاء التوترات مع الصين، التي نددت بعمليات مماثلة باعتبارها انتهاكاً لسيادتها وأمنها.

وهذا الأسبوع، تخطط الولايات المتحدة لبدء مناورات عسكرية سنوية مع الفلبين، والتي من المقرر أن تكون أكبر من السنوات السابقة، مع دفء العلاقات بين الحليفين منذ فترة طويلة.

وتقول بكين إن لديها حقوقاً في أكثر من 80% من بحر الصين الجنوبي، الذي تطالب به دول أخرى في المنطقة، منها الفلبين وماليزيا وإندونيسيا وفيتنام وبروناي. وترفض الولايات المتحدة الاعتراف بمطالب الصين، وتجري بانتظام ما تسميه "عمليات حرية الملاحة" لتحديها.

الفلبين تطمئن الصين

الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، أكد، الاثنين، أن بلاده لن يسمح بأي "أعمال هجومية" من القواعد التي أتاح استخدامها للقوات الأميركية.

وقال ماركوس، إن ردّ فعل الصين "ليس مفاجئاً"، لكنه طمأن بكين من أن مانيلا تعمل فقط على تعزيز دفاعها الإقليمي.

وأضاف في تصريحات للصحافيين: "لن نسمح باستخدام قواعدنا في أي أعمال هجومية. يهدف ذلك فقط إلى مساعدة الفلبين عندما نكون بحاجة إلى مساعدة". وتابع "إذا لم يهجم أحد علينا، لا داعي لأن يقلقوا لأننا لن نحاربهم".

وواشنطن ومانيلا حليفتان منذ عقود وتربط بينهما معاهدة دفاعية أبرمت في عام 2014 وتُعرف باسم "اتفاق التعاون الدفاعي المعزز". وتسمح هذه المعاهدة، للقوات الأميركية باستعمال 5 قواعد فيليبينية وتخزين معدات ومواد عسكرية فيها.

ورُفع عدد هذه القواعد إلى 9 في فبراير، لكن دون تحديد مواقع الأربع الإضافية.

"تطويق" تايوان 

وعلى بعد 1300 كيلومتر من هذا المكان، أجرت مقاتلات وسفن حربية صينية مناورات في محيط تايوان، شمل محاكاة غارات و"تطويق كامل" للجزيرة.

وقال الجيش الصيني إن المناورات العسكرية في محيط تايوان "أُنجزت بنجاح".

وذكرت محطة CCTV التلفزيونية الحكومية، أن عشرات الطائرات نُشرت لفرض "حصار جوي" على الجزيرة التي تطالب بها بكين.

وقالت بكين إن مقاتلات صينية تحمل "ذخيرة حيّة" أجرت "محاكاة لضربات" قرب تايوان، وأن حاملة الطائرات الصينية "شاندونج" شاركت في المناورات التي دخلت يومها الثالث.

وفي السياق، قالت وزارة الدفاع اليابانية إن حاملة الطائرات الصينية "شاندونج" أجرت عمليات في المياه القريبة من جزر أوكيناوا اليابانية. وأضافت أن مقاتلات وطائرات هليكوبتر قامت بالإقلاع من على متن الحاملة والهبوط عليها 120 مرة بين يومي الجمعة والأحد، فيما وصلت الحاملة و3 سفن حربية أخرى، وسفينة دعم إلى مسافة 230 كيلومتراً من جزيرة مياكو في اليابان.

روسيا تؤيد المناورات الصينية

وأعلنت روسيا دعم المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان، معتبراً أن بكين تتعرض "لاستفزازات" من جانب الولايات المتحدة الداعمة للجزيرة.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، ديميتري بيسكوف، للصحافيين: "تملك الصين حقاً سيادياً في التحرك، رداً على هذه التصرفات الاستفزازية، ولا سيما عبر إجراء مناورات".

من جهته، عبر الاتحاد الأوروبي، الاثنين، عن قلقه بشأن التدريبات العسكرية التي تجريها الصين، وقال إنه "لا ينبغي تغيير وضع الجزيرة بالقوة"، وأن "أي تصعيد أو حادث أو استخدام للقوة هناك سيكون له تداعياته الهائلة على الصعيد العالمي".

وجاءت المناورات إثر لقاء جمع الأسبوع الماضي في كاليفورنيا رئيسة تايوان تساي إنج ون، برئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي.

وتثير هذه المناورات تنديد تايبيه ودعوات إلى التهدئة من جانب واشنطن، التي قالت إنها "تراقب تصرفات بكين عن كثب".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات