قطعت كوريا الشمالية الاتصالات "بشكل متعمد" مع كوريا الجنوبية، بعد تصاعد التوترات في المنطقة، واتهام جارتها الجنوبية بأنها "خائنة وتابعة" لأميركا، على خلفية إجرائها مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة، وفق "بلومبرغ".
ولم ترد بيونج يانج على المكالمات الروتينية التي أجرتها سول عبر الخط في مكتب الاتصال المشترك بين الكوريتين، و"الخط الساخن" العسكري الآخر، منذ الجمعة، ولليوم الرابع على التوالي.
وقالت وزارة التوحيد الوطني، ووزارة الدفاع في كوريا الجنوبية، الاثنين، إنه لم يتم إجراء اتصالات عبر الخطين صباح اليوم، بسبب عدم رد الجانب الشمالي على المكالمات، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب".
ومن المعتاد أن تجري الكوريتان مكالمات منتظمة بينهما مرتين يومياً في الساعة التاسعة صباحاً، والساعة الخامسة مساءً، عبر الخط في مكتب الاتصال المشترك، وفي الساعة التاسعة صباحاً والساعة الرابعة مساء عبر الخط الساخن العسكري.
"تحرك أحادي لبيونج يانج"
وقال المتحدث باسم وزارة الوحدة كو بيونج سام في إفادة صحافية، إن الوزارة تضع احتمالاً أكبر، لتحرك الشمال الأحادي لقطع قناة الاتصال.
وأوضح أن الحكومة تقوم بمراجعة كيفية الرد على خطوة الشمال مع مراقبة الوضع، ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تصدر موقفاً رسمياً.
وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ أكتوبر 2021، التي يتم فيها إيقاف جميع الخطوط العسكرية، أو مكالمات الاتصال بين الكوريتين لأكثر من يوم.
وأفادت "يونهاب" بأن طائرة استطلاع أميركية من طراز "RC-135V" حلّقت من أوكيناوا باليابان فوق البحر الأصفر، ومنطقة سول الكبرى، وأجزاء أخرى من شبه الجزيرة الكورية، وفقاً لمصادر طيران ومصادر عسكرية.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي وسط مخاوف من أن عدم إجراء اتصال منتظم بين الكوريتين، يمكن أن يؤدي إلى "استفزازات من قبل الشمال".
حالة حرب
ولفتت "بلومبرغ" إلى أن الكوريتين اللتين ما زالتا تعتبران رسمياً في حالة حرب، ليس لديهما خدمة هاتف عادية. وأنشأتا خطوط اتصال في 2018، بعد سلسلة من مؤتمرات القمة التي تهدف إلى تخفيف التوترات على حدودهما المدججة بالسلاح؛ لكن كوريا الشمالية أوقفت خطوط الاتصالات في وقت سابق تعبيراً عن غضبها.
وقال جو ميونج هيون، الباحث في "معهد آسان للدراسات السياسية": "أعتقد أن هذا جزء من ردها (بيونج يانج) السياسي الدبلوماسي، وهي طريقة للتعبير عن استيائها الشديد من التدريبات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية".
واستبعد هيون أن "تكون خطوة نحو التصعيد، لكنها رد فعل انتقامي على التدريبات العسكرية المشتركة، وموقف الردع الأكثر تصعيداً من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة".
وفي وقت سابق هذا الشهر، أجرت الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية تدريبات مشتركة ضد الغواصات في المياه قبالة جزيرة "جيجو" الكورية الجنوبية.
وردت كوريا الشمالية بالتحذير من أن الولايات المتحدة وحلفائها من "الدول التابعة" يُعرّضون أنفسهم لخطر شديد، وقالت إن ترسانتها النووية جاهزة للاستخدام في أي وقت لردع "التحركات المتهورة لمجانين الحرب".
رد "غير مسبوق"
وتعهدت بيونج يانج برد غير مسبوق على التدريبات، واختبرت أسلحة جديدة مصممة لتوجيه ضربات نووية ضد الولايات المتحدة، والحليفين اللذين يستضيفان الجزء الأكبر من القوات الأميركية في المنطقة.
وشمل ذلك الرد أيضاً إجراء اختبار لغواصة نووية "مسيّرة" جديدة الشهر الماضي، وهذا الشهر، قالت كوريا الشمالية إنها قادرة على إطلاق "تسونامي إشعاعي"، ملقية باللّوم في تدهور الوضع الأمني الإقليمي على التدريبات العسكرية بين سول وواشنطن.
وورد في مقال نشر في صحيفة "رودونج سينمون" الناطقة باسم حزب العمال الحاكم بكوريا الشمالية، أن "كل هذه التدريبات العسكرية للعدو، تظهر بوضوح أنها أعمال عسكرية لهجوم استباقي لا يمكن النظر إليه بيدين مكتوفتين بعد الآن، حيث تجري بعد جعل حرب العدوان ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أمراً واقعاً".
وفي يوليو عام 2021، أعادت كوريا الشمالية الخط الساخن بين الكوريتين بعد نحو عام من قطعها لقناة الاتصال، احتجاجاً على حملات منشورات نشطاء سول التي تنتقد بيونج يانج، لكنها لم ترد مرة أخرى على المكالمات عبر خط الاتصال في أغسطس من ذلك العام على ما يبدو، بسبب احتجاجها على التدريبات العسكرية المشتركة بين سول وواشنطن.
وفي يونيو 2022، لم تستجب كوريا الشمالية لمكالمة روتينية عبر الخط الساخن، على ما يبدو بسبب مشكلات فنية سببتها الأمطار الغزيرة.
اقرأ أيضاً: