دق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الثلاثاء "ناقوس الخطر" ودعا إلى "دعم دولي كثيف" للصومال خلال زيارته لهذا البلد الواقع في منطقة القرن الإفريقي والذي يعاني من تمرد مسلح وجفاف غير مسبوق.
وأكد جوتيريش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود "أنا هنا أيضاً لأدق ناقوس الخطر حول الحاجة إلى دعم دولي كثيف ... بسبب الصعوبات التي يواجهها هذا البلد ودعم إنساني كثيف لتعزيز قدرات الصومال الأمنية ودعم إنساني كثيف لتحقيق استقرار هذا البلد وتنميته".
ووصل جوتيريش الثلاثاء، إلى مقديشو في بداية زيارة غير معلنة إلى الصومال، التي تعاني من نزاع طويل وكوارث مناخية.
وأظهرت صور نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وزير الخارجية الصومالي أبشر عمر هروسي يستقبل جوتيريش في مطار مقديشو.
ونشر وزير الخارجية الصومالي صور استقباله للأمن العام للأمم المتحدة على تويتر، وأرفقها بتغريدة جاء فيها: "يشرفني ويسعدني أن أرحب بالأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو جوتيريش في مقديشو".
وفرضت الصومال الإغلاق في العاصمة مقديشو بمناسبة هذه الزيارة غير المعلنة مسبقاً، مع قطع معظم الطرقات والحد من حركة النقل العام.
ويقوم جوتيريش بزيارته في وقت يواجه البلد الواقع في منطقة القرن الإفريقي، بالإضافة إلى الجفاف الحاد، تزايداً في الهجمات في خضم "حرب شاملة" تشنّها القوات الحكومية وجماعات متحالفة معها ضد الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
أسوأ موجة جفاف
وأطلقت الأمم المتحدة نداءً لجمع 2.6 مليار دولار لتقديم مساعدة إنسانية لسكان هذا البلد، غير أنها لم تجمع حتى الآن سوى 13% من الأموال الضرورية.
وأدت خمسة مواسم مطر كارثية على التوالي في بعض أنحاء الصومال كما في كينيا وإثيوبيا إلى أسوأ جفاف في المنطقة منذ أربعة عقود، فأتت على المواشي والمزروعات وأرغمت ما لا يقل عن 1,7 مليون شخص على مغادرة منازلهم بحثا عن الطعام والماء.
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو نصف السكان سيحتاجون إلى مساعدة إنسانية هذه السنة إذ طال الجفاف 8,3 ملايين نسمة.
وقال منسق الأمم المتحدة للصومال آدم عبد الملا الأسبوع الماضي في جنيف إن "الأزمة لم تنته بعد، الحاجات لا تزال كبيرة وطارئة" محذرا من أن "بعض المناطق الأكثر تضررا لا تزال تواجه خطر المجاعة".
هجمات حركة "الشباب"
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة في فبراير الماضي أن عام 2022 كان الأكثر حصداً للضحايا المدنيين في الصومال منذ 2017، بسبب تزايد هجمات حركة الشباب المسلحة.
وأفاد تقرير قدّمه الأمين العام إلى مجلس الأمن الدولي بأن "الهجمات المستمرة التي تشنّها حركة الشباب ونجمت عنها انتهاكات لحقوق الإنسان، وأعمال عنف على صلة بالنزاع، وارتفاع حاد في أعداد الضحايا المدنيين، تثير القلق".
وأشار جوتيريش إلى أنه خلال الفترة التي تناولها التقرير والممتدة من أواخر أغسطس 2022 وحتى أوائل فبراير، سجّلت بعثة الأمم المتحدة في الصومال قفزة بلغت نسبتها 153% في حصيلة الضحايا المدنيين التي بلغت 1059 ضحية، من بينهم 382 شخصاً سقط غالبيتهم في هجمات نُسبت إلى حركة الشباب.
وتابع أن "الزيادة في أعداد الضحايا تجعل من 2022 العام الأكثر دموية للمدنيين في الصومال منذ 2017".
وفي الأشهر الأخيرة استعاد الجيش الصومالي وميليشيات من العشائر المحلية مناطق عدة من حركة الشباب، في عملية نُفذت بإسناد من القوات الأميركية التي شنّت غارات جوية، بمؤازرة قوة من الاتحاد الإفريقي.
لكن الحركة التي تخوض منذ نحو 15 عاماً تمرداً عنيفاً ضد الحكومة المركزية الضعيفة، لا تزال تُسيطر على مناطق ريفية وتواصل تنفيذ ضربات انتقامية.
اقرأ أيضاً: