دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، المملكة المتحدة إلى التعاون "بشكل أوثق" مع إيرلندا لحفظ السلام في إيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا بعدما أضعفته التوترات الناجمة عن "بريكست".
وقال بايدن في خطاب أمام البرلمان الإيرلندي في دبلن: "أعتقد أنّ المملكة المتّحدة يجب أن تعمل بشكل أوثق مع إيرلندا في هذا الشأن. يجب ألا يسمح أبدا بعودة العنف السياسي إلى هذه الجزيرة".
ووصل الرئيس الأميركي، الذي يفتخر بأصوله الإيرلندية، إلى دبلن في وقت سابق، ضمن زيارته التي تستمر 3 أيام، في إطار محاولات تركيز السلام في إيرلندا الشمالية.
التسريبات "تقلق" بايدن
وأعرب الرئيس الأميركي في وقت سابق الخميس، عن "قلقه" بشأن التسريبات الضخمة لوثائق استخباراتية سرية كشفت عن تجسس الولايات المتحدة على حلفاءها وأسراراً عسكرية أوكرانية، لكنه استبعد "أي خطر داهم".
وقال بايدن لصحافيين بعيد لقائه الرئيس الإيرلندي مايكل هيجينز في دبلن: "لست قلقاً من التسريب لكني قلق لأنه حدث"، مشيراً إلى وجود "تحقيق كامل تجريه أجهزة المخابرات ووزارة العدل، وهو يحقق تقدماً لكن ليس لدي إجابة".
ويحمل هذا الاختراق (تسريب الوثائق)، الذي دفع وزارة العدل إلى فتح تحقيق جنائي، معلومات سرية بشأن معركة أوكرانيا ضدّ القوات الروسية، بالإضافة إلى تقييمات سرية لحلفاء الولايات المتحدة.
وعُثر على عشرات الصور للوثائق على "تويتر" و"تلجرام" و"ديسكورد" وغيرها من المواقع في الأيام الأخيرة، رغم أنّ بعضها ربما تمّ تداوله عبر الإنترنت على مدى أسابيع، إن لم يكن أشهراً، قبل أن تثير اهتمام وسائل الإعلام.
هوية المسرّب
وفي هذا الإطار، كشف عضوان في المجموعة التي كان يقودها الشاب المعروف باسم "OG" والذي سرّب الوثائق على منصة "ديسكورد" لـصحيفة "واشنطن بوست"، أن مئات الصفحات من هذه الوثائق نشرها الأخير، الذي أخبرهما بأنه يعمل في قاعدة عسكرية أميركية. وكشفا أن الشاب المذكور أخذ الوثائق معه إلى المنزل وشاركها مع مجموعة مغلقة من أصدقائه على الانترنت.
وقالت "واشنطن بوست" إن المجموعة المغلقة التي تتكون من نحو 20 شخصاً وتضم رجالاً وفتياناً، ويتم الانضمام إليها عبر دعوة فقط، تشكلت على منصة "ديسكورد" في عام 2020.
ووفقاً لشهادات أعضاء المجموعة، فإن العضو المسؤول عن التسريب، شاب عشريني يعمل في قاعدة عسكرية، ويهوى جمع الأسلحة. ورفض الأعضاء الإدلاء بالاسم الحقيقي للشاب المسؤول عن التسريب للصحيفة وعنوانه، رغم معرفتهم به، في وقت يسعى جهاز الأمن الفيدرالي الأميركي وراء المسؤول عن التسريب.
ووفق الصحيفة الأميركية، فإن بعض الوثائق كانت حسّاسة للغاية، إلى درجة أنه تم تمييزها بختم "NOFORN" وهي اختصار (نو فورينرز) مما يعني عدم مشاركتها مع مواطنين أجانب.
ولم يؤكد المسؤولون الأميركيون علناً أن المواد الظاهرة في الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع أصلية، ولا يمكن التحقق من صحتها بشكل مستقل على الفور.
غير أن تسريب هذه الوثائق سبب مشاكل لواشنطن التي كشف مخاوفها بشأن جدوى هجوم أوكراني مضاد ضد القوات الروسية. كما ذكر أنها قامت بالتجسس على حليفين مقربين هما إسرائيل وكوريا الجنوبية.
ولم يعد العديد من الوثائق موجوداً على المواقع التي ظهرت عليها في البداية، فيما تعمل الولايات المتحدة على إزالتها.
وقد تكون تداعيات هذا التسريب كبيرة، إذ من المحتمل أن تعرّض مصادر الاستخبارات الأميركية للخطر، فيما حصل أعداء الولايات المتحدة على معلومات تعدّ قيّمة.