عقدت تسع دول أوروبية، الاثنين، اجتماعاً في بلجيكا، وسط مساع لتكريس أهدافها المشتركة، بزيادة قدراتها على صعيد طاقة الرياح في بحر الشمال، عشر مرات، في تحد صناعي هائل يستهدف تسريع نزع الكربون في القارة الأوروبية.
ويهدف الاجتماع في مدينة أوستند، شمال بلجيكا، والذي يشارك فيه خصوصاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إلى تطوير حقول طاقة الرياح ومنشآت الربط والشبكات الصناعية، ومشاريع الهيدروجين الأخضر.
وقال قادة الدول التسع في مقال نشره موقع "بوليتيكو"، الاثنين، إن "هدفنا المشترك على صعيد طاقة الرياح البحرية في بحر الشمال، هو انتاج 120 جيغاواط في 2030، وما لا يقل عن 300 جيغاواط في 2050". وتصل قدرات الإنتاج الحالية مجتمعة إلى حوالى 30 جيغاواط.
وأضاف القادة: "طريقنا مرسوم، وعلينا الآن تسريع الخطى".
وعملياً، يتمثل الهدف في تسريع إجراءات الترخيص وتنسيق أفضل للمناقصات، و"تعزيز" سلاسل الإنتاج وتنويع مصادر توريد المكونات الحساسة لحفض الاعتماد على الصين.
دول أوروبية وازنة
وشارك في الاجتماع قادة سبع دول في الاتحاد الأوروبي، هي فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيرلندا والدنمارك ولوكسمبورج، فضلاً عن النرويج والمملكة المتحدة.
وتصل قدرة إنتاج المملكة المتحدة إلى 14 جيغاواط من طاقة الرياح في البحر وألمانيا إلى ثمانية، فيما تُراوح قدرات الدنمارك وبلجيكا وهولندا بين 2 و3 جيغاواط، بينما تصل في فرنسا والنرويج إلى حدود 0,5.
وقال قصر الأليزيه: "النطاقات هائلة (..) عندنا كما عند جيراننا، ستكون طاقة الرياح في البحر بين 2030 و2050 مصدر إنتاج الطاقة المتجددة الرئيسي، متقدمة بأشواط على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على اليابسة".
وفي بحر الشمال غير العميق جداً، يمكن وضع أبراج لطاقة الرياح "بأعداد كبيرة"، على مسافة قريبة من السواحل "في ظروف ريحية تسمح بإنتاج الكثير من الطاقة" الخضراء، بأسعار "تنافسية جداً"، وفق الرئاسة الفرنسية.
وتطمح فرنسا إلى إنتاج 40 جيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول 2050، على كامل سواحلها.
وبعد اجتماع أول ضم أربع دول في مايو 2022، تندرج قمة بحر الشمال "الثانية هذه ضمن الأهداف المناخية لأوروبا، فضلاً عن العزم على قطع اعتمادها على مصادر الطاقة الأحفورية المستوردة إثر الحرب في أوكرانيا.
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي قبل فترة قصيرة على مضاعفة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في استهلاك الطاقة بحلول 2030، لتصل إلى 42,5 %، ولا سيما عبر تسريع إجراءات الترخيص للمنشآت.
مشروع طموح
واقترحت بروكسل كذلك في منتصف مارس تخفيف الإجراءات التنظيمية للصناعات الخضراء. لكن لتحقيق أهداف قمة أوستند، ثمة "حاجة إلى استثمارات جديدة ضخمة في قدرات الانتاج ومنشآت الدعم (..) والسياسات المقررة غير كافية في الوقت الراهن"، وفق ما أفادت حوالى مئة من شركات القطاع في إعلان مشترك.
وأوضح بيار تارديو، من اتحاد ويند يوروب WindEurope الصناعي: "تتمتع أوروبا بمركز قيادي على الصعيد التكنولوجي والصناعي في مجال طاقة الرياح البحرية، لكنها لا تنتج ما يكفي من العناصر الحيوية".
وتخصص تمويلات لا بأس بها للابتكارات، أما الرهان الحالي فيقوم على استثمار في منشآت الإنتاج القائمة حالياً، والتي ينبغي زيادة قدرتها مرتين أو ثلاث مرات.
والكلفة الإجمالية تبدو ضخمة. ففي نهاية 2020 قدرت بروكسل الاستثمارات الضرورية بحوالى 800 مليار يورو (882 مليار دولار) في حال أراد الاتحاد الأوروبي أن يصل إلى قدرة إنتاج 300 جيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول 2050.
اقرأ أيضاً:





