هدايا باهظة ورحلات بحرية تحرج قاضياً بالمحكمة الأميركية العليا

قاضي المحكمة الأميركية العليا كلارنس توماس في حفل أداء زميله نيل جورسيتش اليمين عضواً بالمحكمة، البيت الأبيض. 10 أبريل 2017 - REUTERS
قاضي المحكمة الأميركية العليا كلارنس توماس في حفل أداء زميله نيل جورسيتش اليمين عضواً بالمحكمة، البيت الأبيض. 10 أبريل 2017 - REUTERS
واشنطن-أ ف ب

وجد كلارنس توماس، القاضي الأشدّ محافظة في المحكمة الأميركيّة العليا، نفسه وسط جدل جديد وأسئلة أخلاقية بعد أن كشف موقع "برو بابليكا" الخميس، أنّ مليارديراً محافظاً غطّى تكاليف التعليم الخاصّ لأحد أفراد عائلته، بعد الكشف عن تقديم الملياردير رحلات بحرية وهدايا باهظة للقاضي.

وكان توماس واجه موجة انتقادات في أبريل عندما كشف "برو بابليكا" أنه قَبِل هدايا باهظة بينها رحلات بحريّة على متن يخت ضخم وأخرى بطائرة خاصّة على حساب الملياردير نفسه المدعوّ هارلان كرو، من دون أن يصرّح عنها.

في مقال نُشر الخميس، أشار "برو بابليكا" إلى أنّ توماس قرّر في 2008 إرسال ابن أخيه المراهق الذي كان يُربّيه مع زوجته "مثل ابنهما" منذ سنّ السادسة، إلى مدرسة خاصّة تكلّف أكثر من ستة آلاف دولار شهرياً.

لكنّ كشفاً مصرفياً لمدرسة "هيدن ليك أكاديمي" يعود تاريخه إلى يوليو 2009 يظهر أنّ الرسوم الدراسيّة للشابّ في ذلك الشهر قد سدّدتها شركة "كرو هولدينجز" العائدة ملكيّتها إلى هارلان كرو.

ونقل "برو بابليكا" عن كريستوفر جريموود المسؤول السابق في المدرسة أنّ كرو سدّد القسط لكامل السنة. وتفيد تقارير بأنه دفع أيضاً رسوم تعليمه في مدرسة خاصة أخرى.

وبحسب الموقع نفسه فإنّ القاضي توماس الذي يشغل مقعده في المحكمة العليا منذ 1991 لم يأت أبداً على ذكر هذه المدفوعات في بياناته الماليّة السنويّة.

ورشّح الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الأب كلارنس توماس لتولي مقعد في المحكمة العليا عام 1991، وأكد الكونجرس التعيين رغم اتهامات التحرش الجنسي التي وجهتها إليه مساعدة سابقة. ولطالما أنكر القاضي تلك الاتهامات.

وقطب العقارات الملياردير هارلان كرو هو أحد أكبر المتبرّعين للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة.

وتعذّر على وكالة فرانس برس الحصول على تعليق فوري من القاضي توماس و"كرو هولدينجز".

رحلات بحرية وطائرة خاصة

وكشف في أبريل، أن توماس أجرى رحلات بحرية على متن يخت ضخم وأخرى بطائرة خاصة على حساب كرو من دون التصريح عنها، وفق ما كشف "برو بابليكا".

وقد شارك في سفرة إلى إندونيسيا يرجح أنها كلفت نحو نصف مليون دولار، وفق تحقيق الموقع الإعلامي.

وقال كلارنس توماس في بيان إن "هارلان وكاثي كرو من أعزّ أصدقائنا"، مضيفاً أنه "كما يفعل الأصدقاء، فقد رافقناهما في عدد من الرحلات".

وأكد أنه لم يكن على علم بالقواعد التي تلزمه بالتصريح عن هذا النوع من الرحلات.

من جهته، قال كرو لموقع "برو بابليكا" في أبريل، إن هداياه لتوماس "لا تختلف عن كرم الضيافة الذي حظي به العديد من أصدقائنا الأعزاء الآخرين"، وأنهما لم يناقشا قطّ قضايا جارية.

تضارب مصالح

ولفت الموقع الإعلامي إلى إن كرو قدم أكثر من 10 ملايين دولار من التبرعات لمنظمات جمهورية، من بينها نصف مليون دولار لمجموعة ضغط محافظة أسستها زوجة القاضي جيني توماس.

وقد شاركت زوجة القاضي في حملة الرئيس السابق دونالد ترامب لإثبات أن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قد سُرقت منه.

بمجرد الكشف عن الرسائل القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها لهذا الغرض، انتقد اليسار ما اعتبره تضارباً واضحاً في المصالح ودعا زوجها إلى عدم النظر في أي ملف يتعلق بالانتخابات.

وقالت منظمة "فيكس ذي كورت" إن التحقيق الصحافي الذي استند إلى مقابلات ومراجعات لصور ووثائق أخرى، يظهر أن "المحكمة العليا هي المؤسسة الأقل عرضة للمساءلة في دولتنا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات