اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، خصومه الجمهوريين بأخذ اقتصاد البلاد "رهينة" برفضهم الموافقة على رفع سقف المديونية العامة، ما لم يُقدِم هو على اعتماد اقتطاعات كبيرة في الميزانية.
وقال الرئيس الديموقراطي في كلمة ألقاها قبل اجتماع البيت الأبيض حول الاستثمار في الولايات المتحدة، إنه سيبلغ قادة الكونجرس عندما يلتقيهم، الثلاثاء، بأن عليهم "القيام بما قام به كل كونغرس آخر، وهو رفع سقف المديونية وتفادي التخلف عن السداد".
واتهم بايدن جمهوريي "ماجا" (لنجعل أميركا عظيمة مجدداً) والمحسوبين على الرئيس السابق دونالد ترمب، برفضهم التصويت لرفع سقف الدين، مشيراً إلى أن "ماجا" يدفعون لتطبيق "تخفيضات قاسية" في الميزانية.
وأضاف: "آخر ما يحتاجه هذا البلد هو أزمة مصطنعة".
ويشترط الجمهوريون في الكونغرس أن يوافق بايدن بداية على خفض كبير في نفقات الميزانية، قبل أن يوافقوا على رفع سقف الدين، وهو إجراء سيتيح للحكومة اقتراض مزيد من الأموال.
شروط بايدن
وشدد الرئيس الذي يستعد العام المقبل لخوض الانتخابات سعياً لولاية ثانية في البيت الأبيض، على جاهزيته للبحث في فرض بعض القيود على الميزانية، بشرط ألا يكون رفع سقف الدين رهن ذلك.
وأوضح: "بإمكاننا أن نتناقش (بشأن) أين يمكننا الاقتطاع، كمية الإنفاق.. لكن ليس تحت تهديد التخلف عن السداد"، مضيفاً: "لهذا لدينا مسار ميزانية لنتناقش بشأنه في العلن".
وشدد على أن إدارته "مستعدة لهذا النقاش.. إلا أن آخر ما تحتاج إليه البلاد بعد كل ما مررنا به، هو أزمة مفتعلة، وهذا ما نحن أمامه: أزمة مفتعلة من بدايتها إلى نهايتها".
وحذّرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين مطلع مايو من أن الولايات المتحدة، وهي أكبر اقتصادات العالم، مهدّدة بالتخلف عن سداد ديونها اعتباراً من بداية يونيو، في حال لم يتمّ حل مسألة رفع المديونية.
وعادة ما يكون إجراء رفع سقف الدين روتينياً، ويتم إقراره من دون جدل. ولكن المخاوف تصاعدت بشأن ذلك في الأيام الأخيرة، إذ يجب على الكونجرس رفع الحد الأقصى للدين في وقت قريب، لمنع تخلف الولايات المتحدة عن السداد، وبالتالي حدوث أزمة مالية خطيرة.
والثلاثاء، كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، أن جو بايدن لن "يتفاوض" مع الجمهوريين بشأن رفع سقف الدين. واعتبرت أن المعارضة الجمهورية يجب أن تقر هذه الزيادة في سقف الدين "من دون شروط"، مشيرة إلى أن "هذه ليست قضية سنتفاوض بشأنها".
وعرض الرئيس الأميركي جو بايدن اجتماعاً في 9 مايو مع رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي، حتى تتفادى الولايات المتحدة وضعاً تكون فيه غير قادرة على الوفاء بدفع ديونها في مواعيدها.
وتحذّر الإدارة من أنّ عدم رفع سقف الدين العام سيؤدّي إلى تخلّف واشنطن عن سداد مستحقّات دينها البالغة قيمته 31.4 تريليون دولار، في سابقة تاريخية من شأنها أن تحدث صدمة في الولايات المتّحدة والعالم على حدّ سواء.
وأقرّ الجمهوريون في مجلس النواب، حيث يتمتعون بأغلبية ضئيلة، مشروع قانون مقترح، من شأنه أن يسمح برفع سقف الاقتراض مقابل تخفيضات كبيرة في الإنفاق، في مجموعة من البرامج الحكومية.
لكن ليس لدى المشروع أي فرصة تقريباً لتمريره في مجلس الشيوخ، حيث يحظى الديمقراطيون بغالبية المقاعد.
