تجدّد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، مساء الثلاثاء، وأودى بحياة شخصين على الأقل، وذلك بعدما شنت إسرائيل غارات جوية على القطاع، فجر الثلاثاء، قتلت فيها 13 شخصاً من ضمنهم 3 قياديين في حركة الجهاد، وذلك وسط إدانات عربية وتحذيرات من "دوامة عنف" في المنطقة.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أن الغارات الجديدة قتلت فلسطينيين اثنين، بعد أن استهدف القصف سيارة شرق القرارة في خان يونس، جنوب القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحين من "مطلقي القذائف المضادة للدروع" في منطقة خان يونس.
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي أيضاً، بـ3 صواريخ، موقعاً قرب شاطئ دير البلح وسط القطاع، يتبع "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد.
اقتحام إسرائيلي لنابلس
وفي نابلس، أفادت مصادر فلسطينية بأن قواتاً عسكرية إسرائيلية اقتحمت المدينة من الجهة الجنوبية ومن محاور عدة، حيث دارت مواجهات في مناطق رأس العين والمخفية وشارع تل. وأشارت المصادر إلى حدوث اشتباكات مسلحة داخل البلدة القديمة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته نفذت "عملية أمنية" في الضفة الغربية أسفرت عن "اعتقال 8 مطلوبين"، بحسب ما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأكد ناطق باسم الجيش في بيان أن القوات الإسرائيلية اعتقلت "مطلوبين في نابلس وعند مغادرتها وقعت مواجهات استُخدمت خلالها أعيرة نارية ووسائل مكافحة الشغب".
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع، فيما ذكرت "جمعية الهلال الأحمر" في نابلس أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة 13 فلسطينياً بالرصاص، فيما أصيب العشرات بالاختناق جراء استنشاق الغاز.
جاء ذلك، بعد ساعات من تنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية فجر الثلاثاء، على قطاع غزة أودت بحياة 13 فلسطينياً بينهم 3 قياديين في حركة الجهاد.
إدانة وتحذير
وأبدى الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، "قلقاً بالغاً" إزاء التصعيد في قطاع غزة، في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع.
وعبر الاتحاد الأوروبي في بيان عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين، بينهم أطفال في القصف على غزة، داعياً لاحترام القانون الإنساني الدولي. وحض جميع الأطراف على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
ودانت مصر التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ممثلاً في قصف قطاع غزة، واقتحام مستوطنين المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمدن الفلسطينية، وآخرها نابلس.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان "رفض مصر الكامل لمثل تلك الاعتداءات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية".
وحذرت مصر من أن تلك الاعتداءات قد تؤجج "الوضع بشكل قد يخرج عن السيطرة" وتقوّض جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر في إطار ما تم التوصل إليه من تفاهمات في اجتماعي شرم الشيخ والعقبة.
وأفادت "القناة 12" الإسرائيلية من جانبها بأن الحكومة الإسرائيلية تجري محادثات مع مصر لمنع التصعيد في غزة.
بدورها، دانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكلٍ فوري وفاعل لوقف هذا العدوان، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في القطاع، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة.
وقال المجالي إن الأردن يواصل اتصالاته وتحركاته من أجل الوقف الفوري لهذا التصعيد الخطير، واستعادة الهدوء، والحؤول دون تفجر دوامات العنف.
كما استنكر البرلمان العربي العدوان الإسرائيلي، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته، والعمل على "وقف الاعتداءات المتكررة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يطالب بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة".
واعتبرت "منظمة العفو الدولية" أن القصف الإسرائيلي على غزة، يفاقم الظروف المعيشية السيئة بالفعل في القطاع.
تهديد بالرد
وتوعدت حركة الجهاد بـ"الرد" على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، مشيرة إلى أن "كل السيناريوهات والخيارات مفتوحة أمام المقاومة للرد على جرائم الاحتلال".
وقالت الحركة في بيان إنها تحمل إسرائيل "كامل المسؤولية عن هذه المجزرة التي تجاوزت كل الحدود ومثلت خرقاً لوقف النار".
وأضافت أن "الرد الفلسطيني على هذه المجزرة لن يتأخر"، مشيرةً إلى أن "سرايا القدس والمقاومة لن تتهاون أبداً".
ونعت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد القياديين الثلاثة الذين قتلتهم إسرائيل، وقالت إن الغارات قتلت أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس جهاد شاكر الغنام، وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس خليل صلاح البهتيني، والقيادي بسرايا القدس في الضفة الغربية طارق محمد عز الدين.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إن "المقاومة وحدها ستحدد الطريقة التي تؤلم العدو الغادر".
وأضاف في بيان أن "اغتيال القادة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل بل المزيد من المقاومة. العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته".
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه "المجزرة المروعة ضد أهلنا في قطاع غزة معتبراً ذلك "إرهاب دولة منظم وامتداد لنكبة عام 48".
وطالب الأمم المتحدة التي تستعد لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة لأول مرة في تاريخها، بإدانة "العدوان على القطاع والمجازر المتواصلة بحق أبناء شعبنا وتوحيد المعايير في التعامل مع الجرائم التي يرتكبها قادة إسرائيل، وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب".
نتنياهو: الاستعداد لأي سيناريو
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة مشاورات مع وزير الدفاع ورئيس الأركان والشاباك، ومسؤولين أمنيين آخرين لتقييم الوضع الأمني.
وعبر نتنياهو عقب الاجتماع، عن استعداده لأي سيناريو بعد الضربات الإسرائيلية على حركة الجهاد في غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي رفيع القول إنه يجب على إسرائيل أن "تستعد لعدة أيام من المعارك وفقاً للتقييمات الأمنية"، فيما أكد مسؤولون في إسرائيل للإذاعة أنهم يتوقعون استمرار "العملية العسكرية" الإسرائيلية لعدة أيام.
وأفادت "تايمز أو إسرائيل" بأن إسرائيل تجري استعدادات لاحتمالات "رد واسع النطاق" من قطاع غزة، فيما نقلت قناة "I24" الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين إن حدوث تصعيد كبير يتوقف على ما إذا كانت حركة حماس ستشارك في الرد المحتمل.
واتخذت إسرائيل إجراءات احترازية تحسباً لرد من غزة، شمل تعطيل الدراسة في بلدات جنوب اسرائيل وكذلك وقف حركة القطارات وإغلاق الطرقات القريبة من قطاع غزة، فضلاً عن إغلاق معبري إريتز وكيرم شالوم، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وفي إشارة أخرى إلى استعداد إسرائيل لحدوث تصعيد، قال وزير خارجيتها إيلي كوهين إنه سيختصر زيارته إلى الهند ويعود إلى بلاده بعد اجتماعه المقرر مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بحسب ما أفادت "رويترز".
وفي وقت سابق الثلاثاء، صادق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، على استدعاء مجموعات من قوات الاحتياط للانضمام للخدمة في الجيش. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان إن الخطوة "تتزامن مع بداية الحملة العسكرية على قطاع غزة وتأتي وفقاً لاحتياجات الجيش الإسرائيلي".
ولم يحدد البيان حجم أو تفاصيل بشأن الوحدات التي سيتم استدعاؤها.
اقرأ أيضاً: