استبعد الجيش في تايلندا تنفيذ "سيناريو انقلابي" بعد الانتخابات التشريعية المقررة، الأحد، وذلك بعدما أشارت تقارير إلى أن الحزب المحافظ الحاكم منذ نحو عقدين، والموالي للعسكريين يبدو في وضع صعب بمواجهة أحزاب المعارضة الأوفر حظاً.
وستنظم أحزاب "الأمة التايلندية المتحدة" و"السير قدماً" و"بو تاي" تجمعات كبيرة، الجمعة، حول العاصمة بانكوك، وذلك من أجل عرض أخير لقوتها قبل الاقتراع، إذ تثير الهزيمة المتوقعة للجيش مخاوف من تدخل عسكري جديد.
وقال قائد الجيش الجنرال نارونجبان جيتكيوتاي، الخميس، إن "كلمة انقلاب يجب أن تمحى من القاموس"، في حين أكد الجيش أنه "لن يعطل العملية الانتخابية، بعدما تدخل في الماضي عند حدوث أزمة سياسية".
وشهدت المملكة نحو 12 انقلاباً منذ نهاية النظام الملكي المطلق في 1932، كان آخرها في 2014، عندما أطاح رئيس الوزراء الحالي برايوت تشان أو تشا الحكومة المنتخبة برئاسة ينجلوك شيناواترا.
وتتصدر قوتا المعارضة الرئيسيتان "بو تاي" و"السير قدماً" استطلاعات الرأي، وتتقدمان بفارق كبير على المعسكر المحافظ للجنرال السابق برايوت (69 عاماً).
وينوي حزب "بو تاي" عقد تجمع كبير لمئات من المؤيدين في مركز للمؤتمرات في نونثابوري بشمال بانكوك دعا إليه بايتونجتان شيناواترا بصفة ضيف شرف.
مفاوضات طويلة
وستعود مرشحة الحزب بايتونجتان المرتبطة بوالدها ثاكسين شيناواترا، رئيس الوزراء السابق (2001-2006)، الذي يعيش في المنفى هرباً من إدانة قضائية بـ"الفساد"، إلى الساحة السياسية، بعدما أنجبت طفلها الثاني في الأول من مايو الجاري.
وكانت هذه المبتدئة في السياسة، البالغة 36 عاماً والملقبة "أونج إينج"، وعدت بالعودة إلى الساحة في أقرب وقت ممكن، بعدما ابتعدت عنها في نهاية حملها للتحدث عبر الفيديو.
ويتوقع خبراء إقبالاً كبيراً على التصويت في أجواء رفض متزايد للسلطة المنتهية ولايتها بين الظروف الاقتصادية الصعبة وتراجع الحريات الأساسية، لكن القواعد الانتخابية المعقدة التي وضعها المجلس العسكري في 2017 قد تحد من التناوب المتوقع لصالح الجيش.
ويتوقع أن تجرى مفاوضات طويلة، في الأسابيع التي تلي الانتخابات، لتشكيل حكومة ائتلافية يفترض أن تتم الموافقة عليها خلال الصيف.
ويعقد "السير قدماً" تجمعاً في بانكوك بحضور زعيمته الشابة بيتا ليمجاروينرات (42 عاماً)، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى اختراق للحزب الذي اختار اللون البرتقالي رمزاً له ويقدم نفسه على أنه "صوت الجيل الجديد".
ويؤيد هذا الحزب إعادة كتابة الدستور، الذي يميل لمصلحة الجيش والنظام الملكي، وهو هدف لهجمات متكررة من "حزب الأمة التايلاندية" بقيادة برايوت الذي يريد أن يكون وصياً على المؤسسات.
وشن رئيس الوزراء المنتهية ولايته حملة روج خلالها لتجربته التي أتاحت له قيادة البلاد في فترة الأزمات، بين الوباء والتظاهرات المؤيدة للديموقراطية في 2020.
ويجمع الجنرال السابق مؤيديه في مركز للمؤتمرات بوسط بانكوك، حيث استضاف قادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في قمة عقدت نوفمبر الماضي.