رحبت الأمم المتحدة ودول عربية وغربية بمنح البرلمان الليبي الثقة لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة، بعد نيلها أغلبية كبيرة من أصوات النواب.
ومنح البرلمان الليبي، الأربعاء، الثقة للحكومة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بعد يومين من المشاورات المكثفة.
وحصلت الحكومة على تأييد 121 نائباً من أصل 132 كانوا حاضرين. وستكون قيادة البلاد نحو الانتخابات، في نهاية العام الحالي، من أولى مهامها.
وأعلن الدبيبة، أن "الاثنين المقبل سيكون موعداً لأداء الحكومة اليمين في المقر الدستوري لمجلس النواب ببنغازي"، وقال في كلمة موجزة "ستكون هذه الحكومة حكومة كل الليبيين"، مضيفاً: "هدفي الأول اختيار الأشخاص الذين يمكنني العمل معهم، بغض النظر عن المكان الذي يأتون منه".
ووصف رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، منح الثقة للحكومة بأنه "يوم تاريخي".
الأمم المتحدة
وقدمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والتي ترعى العملية السياسية، التهنئة إلى الشعب الليبي على الموافقة على تشكيل حكومة موحدة جديدة.
وحيّت مجلس النواب وقيادته وأعضاءه "على اجتماعهم في هذا اليوم التاريخي، ودعمهم لمصالح وطنهم وشعبهم".
وقالت في بيان: "لدى ليبيا الآن فرصة حقيقية للمضي قدماً نحو الوحدة والاستقرار والازدهار والمصالحة واستعادة سيادتها بالكامل".
ووصفت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا اجتماع البرلمان، بأنه "تاريخي" وأشادت بانعقاد "جلسة موحدة بعد سنوات عدة من الانقسامات والشلل".
وقالت حكومة المجلس الرئاسي السابقة، التي رأَسَها فايز السراج في بيان على صفحتها على فيسبوك: "إنها مستعدة بالكامل لتسليم المهام والمسؤوليات بكل رحابة صدر لحكومة الوحدة الوطنية".
وأضاف البيان، أن ما حدث "خطوة مهمة لإنهاء الاقتتال والانقسام"، ودعت الليبيين إلى "التكاتف والتعاون والوحدة".
ترحيب عربي
رحبت المملكة العربية السعودية بنيل الحكومة الليبية الجديدة ثقة مجلس النواب، ووصفته بأنه "خطوة تاريخية مهمة".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزارة الخارجية تهنئتها للحكومة والشعب الليبي في بيان، والتأكيد على تضامن المملكة مع ليبيا ودعمها "لكافة الجهود الخيرة الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة الليبية".
وأعربت السعودية عن تطلعها لأن تؤدي المصادقة على حكومة الدبيبة إلى تحقيق "الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا"، كما أثنى البيان على جهود الأمم المتحدة "المثمرة" للوصول إلى ذلك.
وعبرت المملكة أيضا عن أملها في أن "يحافظ هذا الإنجاز على وحدة وسيادة ليبيا، ومنع التدخل الخارجي الذي يعرض الأمن الإقليمي العربي للمخاطر".
وأشادت مصر بخطوة منح الثقة للحكومة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد حافظ في بيان، إن "مصر ترحب بنيل الحكومة الموحدة الليبية ثقة مجلس النواب، وتثمن دور المجلس في تحمل مسئولياته وإعلاء المصلحة العليا لدولة ليبيا للتحرك قدماً نحو استعادة ليبيا لاستقرارها وأمنها وسيادتها، وبما يرفع المعاناة عن الشعب الليبي".
وباركت الإمارات منح الثقة لحكومة الدبيبة، وقالت وزارة الخارجية في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية، إن "الإمارات تبارك لدولة ليبيا حكومة وشعباً قرار مجلس النواب بمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة".
وأكدت الإمارات دعمها الكامل "لما تبقى من مسارات خاضعة لإشراف بعثة الأمم المتحدة لإتمام خارطة الطريق".
بدورها، أشادت الرئاسة التونسية بالخطوة الليبية، ونقلت الرئاسة في بيان عن الرئيس قيس سعيد، الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بالدبيبة لتهنئته، قوله إنه موقن "بقدرة الأشقاء في ليبيا على تثبيت دعائم السلم والاستقرار وتتويج المرحلة الانتقالية بإرساء مؤسسات دائمة".
وأضاف البيان أن "أمن ليبيا واستقرارها من أمن تونس".
واعتبرت الخارجية الأردنية، أن ما حدث خطوة على الطريق الصحيح. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على صفحته على "تويتر"، إن منح الثقة للحكومة "خطوة رئيسة على طريق العملية السياسية المستهدفة حل الأزمة واستعادة ليبيا الشقيقة أمنها واستقرارها".
وأضاف، أن الأردن سيظل إلى جانب ليبيا داعماً لكل جهود التوصل للحل السياسي الذي يحمي مقدراتها ويلبي تطلعات الشعب الليبي.
ورحّب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا ومنحها الثقة من قبل مجلس النواب الليبي، حسب بيان لرئاسة الجمهورية.
وعبّر الرئيس الجزائري عن تأييده واستعداده التامّ لمساندة الحكومة الليبية الجديدة، آملاً بإنهاء الانقسام وتوحيد الصفوف لضمان نجاح الاستحقاقات المهمة نهاية هذا العام.
وقالت الرئاسة في بيانها، إن الرئيس تبون أكد أن الجزائر التي أثبتت قولاً وفعلاً وقوفها إلى جانب الشعب الليبي وتضامنها غير المشروط معه، لن تدّخر جهداً في سبيل تحقيق السلم والمصالحة الوطنية في هذا البلد.
وعبرت جامعة الدول العربية في بيان عن "التزامها بمواصلة جهودها في مرافقة ومساندة الشعب الليبي في سبيل استكمال بقية استحقاق المرحلة التمهيدية".
بدوره، أشاد البرلمان العربي بـ"الخطوة المهمة والمفصلية في مسيرة استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية في ليبيا".
وقال رئيسه عادل العسومي في بيان، إن الحدث "يعكس وجود إرادة حقيقية وإصرار لدى الأشقاء في ليبيا نحو بناء دولة واحدة قوية تنهي المعاناة التي عاشها الشعب الليبي الشقيق على مدار السنوات الماضية".
وطالب العسومي جميع الأطراف الليبية بالاصطفاف والبناء على هذا الإنجاز، والعمل على إنجاح المسارات الأخرى بهدف التوصل إلى حل نهائي ومتكامل للأزمة في ليبيا بإرادة ليبية خالصة.
إشادة غربية واسعة
ورحبت واشنطن على لسان سفيرها لدى ليبيا ريتشارد نورلاند بتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال السفير في تغريدة على صفحته على "تويتر": "على غرار الكثير من الليبيين تابعنا البث المباشر لجلسة مجلس النواب التاريخية في سرت. تهنئتي بتشكيل حكومة الوحدة المؤقتة الجديدة لتمهيد الطريق لإجراء الانتخابات في ديسمبر".
وأبدى الاتحاد الأوروبي مباركته لتشكيل الحكومة، وقال سفير الاتحاد في ليبيا خوسيه ساباديل، عبر حسابه على "تويتر": "مبروك ليبيا"، وقال إن هذا "يوم تاريخي".
وأضاف: "تستطيع الحكومة الجديدة أن تعوّل على الدعم الكامل من المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي، لأهدافها من أجل تحقيق السلام والاستقرار والرخاء".
وقال: "ستكون المصالحة وتحسين الخدمات الأساسية والتحضير للانتخابات من التحديات الرئيسية".
ورحب السفير البريطاني في ليبيا نيكولاس هوبتون بمنح الثقة لحكومة الوحدة تمهيداً لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر.
وقال السفير الألماني لدى ليبيا أوليفر أوفتشا: "مبروك لكل ليبيا. إنه تصويت تاريخي ودليل على الوحدة الوطنية ووعد للمستقبل. الآن فرصة كبيرة ومسؤولية كبيرة للحكومة المؤقتة والبلد بأسره. وستواصل ألمانيا الوقوف إلى جانبكم".