التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ،خلال قمة مجموعة السبع "G7"، السبت، لكنها غادرت القمة قبل يوم من الموعد المقرر لقيادة جهود الاستجابة للفيضانات في إيطاليا.
واستمر الاجتماع بين ماكرون وميلوني لمدة 45 دقيقة على هامش القمة في هيروشيما باليابان، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قال، في أوائل مايو الجاري، إن حكومة ميلوني اليمينية عجزت عن حل مشكلات الهجرة التي انتُخبت على أساسها، وإنها كذبت على الناخبين عندما ادعت أنَّ بإمكانها إنهاء أزمة المهاجرين. ودفع ذلك روما إلى مطالبة باريس بتقديم اعتذار.
"اجتماع جيد"
وفي إفادة صحفية منفصلة، قالت ميلوني إن الاجتماع مع ماكرون كان "جيداً"، مضيفة أن "إيطاليا وفرنسا دولتان رائدتان في أوروبا، ولديهما آراء متقاربة للغاية في العديد من القضايا".
وأشارت ميلوني، التي وصفت اجتماع مجموعة السبع بأنه ناجح، إلى أن قادة المجموعة ناقشوا الحرب في أوكرانيا والأمن الاقتصادي وسلاسل الإمداد والعلاقات مع دول عدة.
وسيكون الكثير من هذه الموضوعات على جدول أعمال الاجتماع المقبل لمجموعة السبع الذي سترأسه إيطاليا في يونيو 2024.
من ناحيته، قال مسؤول في الرئاسة الفرنسية للصحافيين إنَّ محادثات ماكرون وميلوني تطرقت إلى الوضع في أوكرانيا، إلى جانب ملف الهجرة، والوضع في تونس.
وأضاف المسؤول: "كانت هناك مناقشة مستفيضة أظهرت تقارباً في وجهات النظر حول مسائل مهمة، لا سيما أوكرانيا وتونس"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز". وكشف أن الجانبين اتفقا على أن تونس بحاجة إلى دعم مالي للسيطرة على الوضع ومنع تدفق المهاجرين على أوروبا.
ميلوني تغادر القمة
وبعد اللقاء، أعلنت ميلوني أنها ستغادر قمة مجموعة السبع قبل يوم من الموعد المقرر لتقود جهود مواجهة الفيضانات التي غمرت شمال إيطاليا.
وأوضحت ميلوني في إفادة صحافية: "قررت العودة إلى إيطاليا.. لا يمكنني البقاء بعيداً عن البلاد في مثل هذا الوقت العصيب.. بعد ابتعادي يومين وأكثر، ضميري يحتم علي العودة"، مضيفة أنها أبلغت قادة مجموعة السبع بقرار عودتها.
وفي وقت سابق السبت، شكرت ميلوني قادة مجموعة السبع وقادة الدول الأخرى الذين عبروا عن تضامنهم مع إيطاليا والمتضررين من الفيضانات فيها.
وقالت ميلوني عبر "تويتر": "تقاربكم علامة ملموسة على ترابطنا في الأوقات الصعبة.. شكراً لكم".
فيضانات مدمرة
ودمرت الأمطار الكثيفة الجانب الشرقي من منطقة إميليا رومانيا الإيطالية، وأودت بحياة 14 شخصاً، وأحدثت أضراراً كبيرة، وكان لها بالغ الأثر على قطاع الزراعة.
وأجبر أكثر من 36 ألف إيطالي على مغادرة منازلهم بسبب الفيضانات في شمال شرقي البلاد حيث أدى ارتفاع منسوب المياه إلى غمر منازل، وأسفرت الانهيارات الأرضية عن عزل قرى صغيرة، وفق ما أفاد مسؤولون إقليميون.
وتعقد الحكومة الإيطالية اجتماعاً وزارياً، الثلاثاء، للاتفاق على إجراءات مساعدة الأشخاص في التعامل مع حالة الطوارئ.
وأمرت سلطات مدينة رافينا، السبت، بالإخلاء الفوري لمزيد من القرى الصغيرة المعرضة للخطر.
وتحطمت مروحية قرب مدينة لوجو أثناء مشاركتها في محاولات لإعادة التيار الكهربائي، السبت، ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص الأربعة الذين كانوا يستقلونها، بحسب ما ذكر الدفاع المدني.
وتسببت الفيضانات في حدوث أكثر من 305 انهيارات أرضية، وألحقت أضراراً أو أغلقت أكثر من 500 طريق في المنطقة.
وقال رئيس بلدية بولونيا ماتيو ليبور، السبت، إن إصلاح الطرق والبنية التحتية سيستغرق "أشهراً، وفي بعض الأماكن ربما سنوات".
