قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي، الأحد، إنه يقوم بـ"زيارة مهمة" إلى الصين لمناقشة تقدم برنامجها النووي، في وقت تحذر القوى الغربية من "تعزيز مقلق" لترسانة بكين النووية.
وقال جروسي في تغريدة على تويتر إنه يقوم بـ "زيارة ثنائية مهمة" إلى الصين، التي وصفها بـ"الرائدة" في مجال الطاقة النووية و"أحد أهم شركاء" الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشار إلى أن جدول أعمال زيارته يشمل "التقدم الملحوظ لبرنامج الطاقة النووية للصين"، و"التعاون في مجال التطبيقات النووية"، فضلاً عن "التبادلات التي لا غنى عنها بشأن السلامة النووية".
وتأتي الزيارة بعد يومين من تحذير قادة دول مجموعة السبع الجمعة من أن تعزيز الصين لترسانتها النووية يشكّل "مصدر قلق للاستقرار العالمي والإقليمي".
ووفق تقديرات مركز SIPRI للأبحاث، يناهز مخزون الصين من الرؤوس النووية 350 رأساً، وهو عدد ضئيل مقارنة بما تملكه القوتان النوويتان الأكبر في العالم، أي الولايات المتحدة وروسيا.
وتقدر واشنطن بأن بكين تعمل على تعزيز ترسانتها التي قد تصل الى 1500 رأس بحلول عام 2035. فيما تقول الصين إن هذه التقديرات الصادرة عن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، "تكهنات لا أساس لها".
تسارع قدرات الصين النووية
وقالت دول مجموعة السبع في بيان، الجمعة، إن "تسريع الصين لبناء ترسانتها النووية في غياب شفافية أو حوار مجدٍ، يشكّل مصدر قلق للاستقرار العالمي والإقليمي".
ودعت مجموعة السبع، الصين وروسيا، إلى المشاركة بشكل كبير في المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف ذات الصلة بالحد من المخاطر الاستراتيجية، بما يتماشى مع التزاماتهما بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
ومنذ أجرت اختبارها النووي الأول في عام 1964، أبقت الصين على ترسانة محدودة، وشددت مراراً على المبدأ الدفاعي لترسانتها النووية (no-first-use)، باعتبارها تمثل الحد الأدنى لمواجهة أي هجوم نووي محتمل.
وبالتالي فهي لا تؤهلها للدخول في أي محادثات للحد من التسلح النووي مع القوتان النوويتان الأكبر في العالم، الولايات المتحدة وروسيا.
وبتوجيه من الرئيس شي جين بينج، شرعت الصين منذ أعوام بتحديث قدراتها العسكرية بما فيها الترسانة النووية.
وتشير أحدث تقارير "الرابطة النووية العالمية" إلى أن الصين تمتلك نحو 55 مفاعلاً نووياً نشطاً، و23 مفاعلاً آخر قيد البناء.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، أصبحت الصين منذ عام 2012، الأكبر عالمياً من حيث إمكانات تخزين الطاقة النووية، كما عملت منذ ذلك الحين على رفع قدراتها النووية بنحو 85%، لتصل إلى مستوى سعة بنحو 2011 جيجاوات، وهو ما يعادل ربع السعة العالمية.
تعاون نووي مع روسيا
وتأتي قدرة الصين المتزايدة على توسيع أسلحتها النووية، تزامناً مع تعليق روسيا العمل بآخر معاهدة تحد من المخزونات النووية الاستراتيجية لروسيا وأميركا، وهي معاهدة "نيو ستارت"، التي باتت على شفا الانهيار.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 21 فبراير تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة، وهو قرار أدانه الرئيس الأميركي جو بايدن، معتبراً أنه "خطأ كبير".
وأثار تزويد روسيا للصين بشحنة ضخمة من الوقود النووي مؤخراً، مخاوف أميركية من تعميق التعاون بين موسكو وبكين، لتوسيع الترسانة النووية الصينية إلى مستوى يضاهي الترسانة الأميركية.
ولدى الصين قدرات محدودة حالياً لزيادة مخزوناتها من البلوتونيوم المستخدم لتصنيع الأسلحة النووية، بعد أن أغلقت برنامجها لإنتاجه في تسعينيات القرن الماضي وفقاً لـ"بلومبرغ".
وفي مؤتمر عبر الفيديو في 30 ديسمبر، أبلغ بوتين نظيره الصيني شي جين بينج، أن التعاون الدفاعي والعسكري له "مكانه خاصة" في العلاقات بين البلدين.
وترفض الصين المخاوف الأميركية، وقالت وزارة خارجيتها إن الصين "أوفت بشكل كامل بالتزاماتها تحت بموجب اتفاقية عدم الانتشار النووي"، كما أنها قدمت تقريرها "طوعاً" بشأن الجزء المدني من نشاطاتها النووية إلى الوكالة الدولية إلى الطاقة الذرية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، تان كيفي، في 23 فبراير الماضي، إن الولايات المتحدة تبالغ في "التهديد النووي الصيني" كحجة لتوسيع ترسانتها الاستراتيجية، بينما تحافظ الصين على سياسة دفاعية تشمل عدم استخدام الأسلحة النووية أولاً.
اقرأ أيضاً: