قالت السعودية والولايات المتحدة، في بيان مشترك، إنهما رصدتا "تحسناً" في الالتزام بالاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار في السودان، فيما دعا وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، الجمعة، المتقاعدين من ضباط وجنود الجيش إلى التوجه لأقرب قيادة عسكرية "لتسليحهم"، فيما
ونقل التلفزيون السوداني عن وزير الدفاع ياسين إبراهيم قوله: "نهيب بكل معاشيي (متقاعدي) القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السلاح التوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأميناً لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وأعراضهم".
وجاءت تصريحات الوزير السوداني بعد ساعات من بيان سعودي أميركي مشترك، نشرته وزارة الخارجية السعودية عبر "تويتر"، جاء فيه أن الولايات المتحدة والسعودية "تواصلتا مع الأطراف السودانية في أعقاب انتهاكات جسيمة للهدنة، الأربعاء الماضي، وحذرتا من وقوع المزيد منها".
وأضاف البيان أن البلدين الوسيطين "سلطا الضوء على أن تجدد القتال عرضّ المدنيين للخطر وعرقل المساعدات الإنسانية وحال دون استئناف الخدمات الأساسية، ما قوض الأهداف الرئيسية لوقف إطلاق النار".
وأشار البيان إلى أن المنظمات الإنسانية تمكنت من تسليم إمدادات طبية تشتد إليها الحاجة في مواقع عدة بالسودان، الخميس، كما تم إجراء إصلاحات لبدء استعادة خدمات الاتصالات في الخرطوم ومناطق أخرى.
وحضت واشنطن والرياض الأطراف السودانية على المضي قدماً في هذا "التقدم الإيجابي" المحرز خلال الفترة المتبقية من اتفاق الهدنة.
وشدد البيان على ضرورة أن يضع طرفا النزاع احتياجات الشعب السوداني في المقام الأول والالتزام بالشروط التي اتفقا عليها قبل أيام.
اشتباكات بالفاشر
في المقابل، أفاد شهود عيان بتجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمدنية الفاشر شمال دارفور غربي السودان. وقالوا لـ"الشرق" إنه تم تسجيل حركة نزوح واسعة للمواطنين من أحياء المدينة الشمالية والشرقية نحو جنوب المدينة، بعد هدوء الأوضاع نسبياً نتيجة اتفاق محلي.
وقال الشهود إن دوي المدافع وإطلاق الرصاص سمع في أجزاء واسعة من شمال وشرقي الفاشر.
وشهدت مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، "معارك بكل أنواع الأسلحة" بحسب إفادات سكان لوكالة "فرانس برس".
وكان اتفاق محلي برعاية والي الولاية والإدارة الأهلية نجح في استعادة الهدوء للمدينة وتوقف الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، لكن الاتفاق لم يصمد طويلاً.
وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وقعا، السبت الماضي، اتفاقاً في مدينة جدة السعودية يقضي بوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية لمدة 7 أيام قابلة للتمديد، بدءاً من مساء الاثنين.
وزاد اتفاق وقف إطلاق النار من الآمال في استراحة من الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، بينهم أكثر من 250 ألف فروا إلى دول مجاورة.