قالت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إن طائرة مقاتلة صينية نفذت مناورة "عدوانية بلا داعي" بالقرب من طائرة عسكرية أميركية فوق بحر الصين الجنوبي في المجال الجوي الدولي.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ في بيان، إن الطائرة الصينية من طراز J 16 نفذت مناورة الأسبوع الماضي، وأجبرت طائرة أميركية من طراز RC 135 على التحليق في وضع اضطراب ناتج عن خلخلة الهواء.
وتحدث هذه الحالات من الاعتراض في بعض الأحيان. ففي ديسمبر، اقتربت طائرة عسكرية صينية بفاصل ثلاثة أمتار من طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية وأجبرتها على تنفيذ مناورات لتفادي الاصطدام بها في المجال الجوي الدولي.
وشدّد قادة مجموعة السبع G7 في 20 مايو الجاري، على أنهم يعارضون "أنشطة العسكرة" التي تمارسها الصين في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، لكنهم أكّدوا أيضاً إرادتهم بناء "علاقات بنّاءة ومستقرة" مع بكين.
وفي بيان صدر خلال لقاء القادة في هيروشيما باليابان، عبّرت المجموعة عن سلسلة من المخاوف بشأن الأنشطة الاقتصادية والعسكرية للصين، لكنها عمدت أيضاً إلى إبقاء الباب مفتوحاً أمام التعاون وتجنب تأجيج التوترات بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومجموعة السبع واليابان.
من جانبها، أبدت بكين السبت "استياءها الشديد" إزاء بيان مجموعة السبع والذي وجّهت فيه انتقادات إليها بشأن بحر الصين الجنوبي وحقوق الإنسان واتّهمتها بالتدخل في ملفات عدة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الاثنين، أن الصين رفضت تلبية دعوة وجّهتها واشنطن لعقد لقاء في سنغافورة بين وزيري دفاع البلدين لويد أوستن ولي شانجفو.
وجاء في بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الجنرال بات رايدر، أنّ "عدم وجود رغبة لدى الصين بالانخراط في محادثات عسكرية هادفة أمر مقلق، لكنه لن يضعف التزام (وزارة الدفاع) السعي لفتح خطوط التواصل مع جيش التحرير الشعبي".
ووصف مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية، رفض تلبية الدعوة، بأنه "الأحدث في سلسلة من الأعذار"، وقال إن الصين، اعتباراً من عام 2021 "إما رفضت أو لم تردّ على أكثر من 12 طلباً لوزارة الدفاع من أجل تواصل بين القيادتين، وعلى طلبات عدّة من أجل حوارات دائمة، وعلى نحو 10 طلبات تواصل على مستوى فرق العمل".
تحقيق الاستقرار
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير خارجية الصين تشين جانج، إن تحقيق الاستقرار في العلاقات الصينية الأميركية بات ضرورة بعد أن أدت ما وصفها بسلسلة من "الأقوال والأفعال الخاطئة" إلى تدهور في العلاقات.
وشدد تشين خلال اجتماع في بكين مع السفير الأميركي، نيكولاس بيرنز، على أن الولايات المتحدة يجب أن تصحح طريقة تعاملها مع قضية تايوان، وأن تمتنع عن تجريد مبدأ "الصين الواحدة" من مضمونه.
وتدهورت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم لتصل إلى أدنى مستوياتها العام الماضي، عندما قامت رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي بزيارة رسمية إلى تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي، ما أثار غضب الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها.
ورداً على الزيارة، قطعت بكين قنوات الاتصال الرسمية مع الولايات المتحدة بما في ذلك الاتصال بين الجيشين.
وتراجع التوتر بين القوتين العظميين في نوفمبر الماضي، عندما التقى الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج بقمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، وتعهدا بإجراء مزيد من الحوار.
وتصاعد التوتر بين البلدين في فبراير، عندما ظهر منطاد صيني على ارتفاع كبير في المجال الجوي الأميركي، ورداً على ذلك ألغى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة كانت مقررة لبكين.
والشهر الماضي، أجرت الصين مناورات عسكرية حول تايوان، بعد أن التقت رئيستها تساي إنج ون رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي في لوس أنجلوس.
ومنذ عام 1979، يحكم قانون العلاقات مع تايوان الصلة بين واشنطن وتايبيه، وهو قانون يمنح الأساس القانوني لتزويد تايوان بسبل للدفاع عن نفسها، لكنه لا يسمح للولايات المتحدة بمساعدة تايوان إذا تعرضت للهجوم.
اقرأ أيضاً: