ماكرون: النقاش مع بوتين حالياً غير مجدٍ.. ولكن ممكن مستقبلاً

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي يتحدثان خلال اجتماع ثنائي في بولبواكا بمولدوفا. 1 يونيو 2023 - AFP
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي يتحدثان خلال اجتماع ثنائي في بولبواكا بمولدوفا. 1 يونيو 2023 - AFP
بولبواكا /أوسلو/دبي- أ ف بالشرق

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إن لا مجال في هذه المرحلة لإجراء "نقاشٍ مجدٍ" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكنه لم يستبعد إمكانية حصول تواصل في المستقبل.

وقال ماكرون في مؤتمر صحافي عقب القمة الثانية للمجموعة السياسية الأوروبية في مدينة بولبواكا المولدافية: "اليوم لا مجال لإجراء نقاشٍ مجدٍ".

وأشار الرئيس الفرنسي، الذي كان من القادة الغربيين القلائل الذين أبقوا التواصل قائماً مع بوتين في المراحل الأولى من غزو روسيا لأوكرانيا، إلى أنه "إذا سنحت الفرصة، واعتماداً على الفحوى، لا أستبعد ذلك".

وأضاف ماكرون أنه مستعد للقاء بوتين "إذا بحثنا مسائل (القدرات) النووية المدنية وأمن (محطة) زابوريجيا، أو إذا تم إحراز تقدّم، وأتاحت اختراقات ذلك وبرّرته، سأفعل ذلك من دون تردد".

وشدد ماكرون على ضرورة إعطاء أوكرانيا ضمانات أمنية "أقوى وملموسة وواضحة جداً" في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، المزمع عقدها في يوليو المقبل، مشدداً على أن هذا الأمر من شأنه أن يوجه "رسالة واضحة إلى روسيا في السياق الحالي".

جاء ذلك بعدما، أبدى المستشار الألماني أولاف شولتز، الجمعة الماضية، استعداده لاستئناف التواصل مع بوتين حول أوكرانيا "في الوقت المناسب".

عضوية أوكرانيا في الناتو

وأكد الرئيس الفرنسي على وجوب تحديد "آفاق" في ما يتعلق بطلب أوكرانيا عضوية حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أن منح "عضوية كاملة غير ممكن على الفور" بسبب الحرب التي تشنها روسيا.

وحاولت دول حلف "الناتو" المجتمعة في أوسلو، الخميس، المضي قدماً في مواضيع خلافية هي انضمام أوكرانيا ورفع الإنفاق العسكري، وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جانبه عن نفاد صبره في هذا الصدد.

وأكد الأمين العام لـ"الناتو" ينس ستولتنبرج في العاصمة النروجية أن أوكرانيا ستصبح عضواً في الحلف الأطلسي، لكن السؤال يبقى متى وهو أمر لا يزال يثير انقسامات داخل "الناتو".

وحذر الرئيس الأوكراني الذي كان إلى جانبه في القمة الأوروبية في مولدافيا "كل شك نظهره هو خندق ستحاول روسيا احتلاله"، مضيفاً أنه ينتظر "رسالة واضحة جداً" تشير إلى أن بلاده ستنضم إلى الحلف "بعد الحرب".

وركزت المحادثات على مستوى وزراء الخارجية في النرويج، على ضمانات الأمن والحماية لمواكبة كييف على طريق العضوية، وتجنب صراع جديد مع روسيا.

وأوضح ستولتنبرج أنه "كان اجتماعاً غير رسمي. لم يتم اتخاذ قرار ولكن كان لدينا مبادلات مفتوحة للتوصل إلى توافق"، مشدداً على أنه "لا نعرف متى ستنتهي الحرب لكن يجب أن نضمن اتخاذ ترتيبات موثوقة لضمان أمن أوكرانيا في المستقبل".

وأقر أمين حلف "الناتو" بأن "تفاصيل كيفية القيام بذلك وطبيعة الآليات، كل ذلك لم يتم تحديده بعد".

رفض أميركي

وسيكون الموقف الأميركي حاسماً، إذ ترفض حالياً أن يمنح "الناتو" أوكرانيا مثل هذه الضمانات الأمنية، وتجنب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الموضوع.

وأكد بلينكن أن أولوية الولايات المتحدة هي بناء قدرات كييف، بحيث "ستتمتع أوكرانيا عند انتهاء الحرب بالقدرة الكاملة على الردع، وإذا لزم الأمر الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان في المستقبل".

وذكر أحد الوزراء لوكالة "فرانس برس" بعد الاجتماع طالباً عدم الكشف عن هويته، أن "الولايات المتحدة تنتظر اللحظة الأخيرة. إنها في وضع الإصغاء إلى شركائها".

واعتبر وزير لوكسمبورج يان أسيلبورن أن "المخاطر كبيرة"، مشيراً إلى أن "حلف شمال الاطلسي تأسس قبل 75 عاماً، ولن تنضم إليه أبداً دولة تشهد نزاعاً مسلحاً، لأنها يمكن أن تطلق المادة الخامسة يوم انضمامها، وفي حالة أوكرانيا ستندلع حرب بين الناتو وروسيا".

واتخاذ قرار في هذا الشأن خلال شهر تقريباً غير مرجح، في حين قالت الوزيرة الفرنسية كاترين كولونا في فيلنيوس: "لن يحدد موعد أو جدول زمني للعضوية لأن الكثير من الأمور لم تُحسم بعد".

وتسعى أوكرانيا منذ عقود إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي الذي يضم الولايات المتحدة و30 دولة أوروبية، لكن هذه المساعي تواجه دائماً غضب موسكو، إذ تعتبره روسيا "تهديداً أمنياً لها".

وكان أعضاء الحلف قد أكدوا خلال قمة بوخارست عام 2008، أن أوكرانيا وجورجيا "ستصبحان عضوين في الناتو"، من دون تحديد جدول زمني.

يتيح انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي استخدامها بند الدفاع الجماعي في ميثاق الحلف، والذي يلزم جميع الحلفاء بالدفاع عن عضو آخر في حالة تعرضه إلى هجوم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات