مهمة أميركية لمواجهة التهديدات الصينية والروسية في الفضاء

رسم توضيحي لمركبة فضائية غير مأهولة تستخدم شبكة لالتقاط الحطام الفضائي وإزالته من المدار الأرضي - Science Photo Library via AFP
رسم توضيحي لمركبة فضائية غير مأهولة تستخدم شبكة لالتقاط الحطام الفضائي وإزالته من المدار الأرضي - Science Photo Library via AFP
دبي-الشرق

تطلق قوة الفضاء الأميركية حزمة أقمار اصطناعية هذا الصيف لتتبع المركبات الفضائية الصينية والروسية التي يمكن أن تعطل "الأجسام المدارية" الأميركية، أو تلحق أضراراً بها، بحسب "بلومبرغ" التي اعتبرت الإطلاق "أحدث خطوة في المنافسة المحتدمة خارج نطاق الأرض بين القوى العظمى".

ونقلت الوكالة عن قوة الفضاء الأميركية ومحللين أن الشبكة الجديدة التي تحمل اسم "سايلنت باركر" ستكون "الأولى من نوعها التي تُكمل أجهزة الاستشعار الأرضية والأقمار الاصطناعية السيارة في مدار أرضي منخفض".

صراع الأقمار الاصطناعية

وقالت سارة مينيرو، كبيرة الموظفين السابقة في اللجنة الفرعية الاستراتيجية للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، والتي تشرف على برامج الفضاء لـ"بلومبرغ" إن المجموعة الجديدة "ستزيد بدرجة كبيرة قدرة قوة الفضاء على تعقب الأقمار الاصطناعية المعادية داخل المدار، والتي يمكن أن تناور حول أقمارنا الاصطناعية أو على مقربة منها".

وأضافت مينيرو أن حزمة "سايلنت باركر" تعالج قصور أنظمة المراقبة الأرضية أو منخفضة المدار، وتسمح للولايات المتحدة بـ"معرفة حقيقة ما يجري هناك في الفضاء".

وفي تقييمه السنوي للتهديدات هذا العام، قال مكتب وكالة الاستخبارات الوطنية إن الصين لديها أسلحة تعتزم استهداف الأقمار الأميركية وأقمار الدول الحليفة، وأشار إلى أن "العمليات الفضائية المضادة ستكون جزءاً لا يتجزأ من الحملات العسكرية المحتملة لجيش التحرير الشعبي الصيني". 

أقمار صينية 

أحد الأمثلة، وفقاً لتقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية الصادر في عام 2022، هو "القمر الصناعي الصيني SJ-21" الذي أُطلق في عام 2021، ثم نجح في سحب قمر صناعي صيني معطل لعدة مئات من الأميال إلى مدار أعلى.

كما أن "القمر الصناعي الصيني "Sijian-17" مجهز بذراع ربوتية يمكن استخدامها للاشتباك مع الأقمار الاصطناعية الأخرى، حسبما أفاد التقرير.

وفي شهادته التي أدلى بها في مارس أمام الكونجرس، قال الجنرال جيمس ديكنسون، رئيس قيادة الفضاء الأميركية إن القمر الصناعي الصيني "SJ-21"، يمكن أن يخدم بوضوح في "دور فضائي مضاد، ويعرض أقمارنا الاصطناعية المتزامنة مع الأرض للخطر".

من جانبها، أوضحت قوة الفضاء الأميركية أن القمر الاصطناعي الصيني "SJ-21" هو النوع الذي ستتعقبه أقمار "سايلنت باركر" التي تسعى للكشف عن أو اكتشاف الأجسام الجديدة".

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن قوة الفضاء الأميركية لن توضح "عدد الأقمار الاصطناعية" التي ستتألف منها مجموعة "سايلنت باركر"، فيما عدا قولها إنه "سيكون هناك العديد من المركبات الفضائية".     

ولفتت قوة الفضاء إلى أن المراقبة من الفضاء "تعزز أجهزة الاستشعار الأرضي، وتتغلب على أوجه القصور التي تعاني منها هذه الأجهزة من خلال قدرتها على جمع بيانات الأقمار الاصطناعية على مدى 24 ساعة". 

وأضافت أن أجهزة الاستشعار الأرضية الخاصة بالأجسام الموجودة في المدار المتزامن مع الأرض "محدودة بعوامل المسافة والجغرافيا والطقس"، ولكن كوكبة "سايلنت باركر" "ستتغلب على فجوات المراقبة".

اكتشاف التهديدات

ونقلت "بلومبرغ" عن قوة الفضاء الأميركية ومحللين أن مجموعة الأقمار الجديدة ستتمركز على مسافة "نحو 22 ألف ميل (35 ألفا و400 كيلومتر) فوق الأرض"، وستتحرك بنفس السرعة التي تدور بها الأرض، فيما يُعرف باسم "المدار المتزامن مع الأرض".

وقالت قوة الفضاء الأميركية، التي تطور الأقمار الاصطناعية بالتعاون مع مكتب الاستطلاع الوطني، في بيان إن "هذه القدرة تمكن من استقبال إشارات وتحذيرات من التهديدات" التي تستهدف الأنظمة الأميركية عالية القيمة، وإنها "توفر قدرات للبحث عن الأجسام الفضائية واكتشافها وتعقبها لاكتشاف التهديدات في حينه".  

وفي السياق، قال مكتب الاستطلاع الوطني، في بيان إنه "من المقرر إطلاق مجموعة الأقمار الاصطناعية "سايلنت باركر" بعد يوليو، على متن الصارخ الدافع "أطلس V"، والذي يتم تشغيله من قبل "تحالف الإطلاق المتحد"، وهو مشروع مشترك بين شركتي "بوينج" و"لوكهيد مارتن".

وأضاف أنه "سيتم الإعلان عن يوم الإطلاق قبل 30 يوماً على "فيسبوك" و"تويتر"، ما اعتبرته "بلومبرغ" "تغيراً كبيراً بالنسبة لوكالة يمتد عمرها لعقود ولكن لم تُرفع عنها السرية حتى عام 1992".  

"بلومبرغ" اعتبرت أيضاً أن مجموعة "سايلنت باركر" تمثل "الاستجابة الأميركية للجهود التي تبذلها الصين وروسيا لتطوير أنظمة يمكن إطلاقها في المدارات الفضائية وإخراج أقمار صناعية أخرى"، ما يثير قلق الولايات المتحدة بشكل متزايد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات