أعلنت شرطة اسكتلندا، الأحد، الإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة نيكولا ستورجن، بعد ساعات من توقيفها في إطار تحقيق في السجلات المالية لحزبها، فيما قالت الأخيرة إنها "بريئة من ارتكاب أي مخالفات".
وقالت ستورجن في بيان عبر "تويتر": "أن أجد نفسي في الموقف الذي تعرضت له اليوم، وأنا متأكدة من أنني لم أرتكب أي مخالفة، هو بمثابة صدمة وأمر محزن جداً.. أعلم بما لا يدع مجالاً للشك أنني في الحقيقة بريئة من ارتكاب أي خطأ".
واستجوب محققون، ستورجن نحو 7 ساعات تقريباً، قبل أن يُفرج عنها لاحقاً على أن يستمر التحقيق، حسب ما أعلنت الشرطة التي أوضحت في بيان: "أُفرج عن امرأة تبلغ 52 عاماً أوقفت في وقت سابق (الأحد) كمشتبه بها في إطار التحقيق الجاري حول تمويل الحزب الوطني الاسكتلندي وأمواله".
وشكّل ذلك ثالث عملية توقيف في إطار هذا التحقيق الذي أثار صدمة داخل النظام السياسي في اسكتلندا.
وتتناول التحقيقات خصوصاً استخدام تبرعات بقيمة 600 ألف جنيه إسترليني (750 ألف دولار) تم جمعها في السنوات الأخيرة لتنظيم استفتاء جديد على الاستقلال، وهو مشروع مُجمّد حالياً في مواجهة رفض لندن.
وأغرقت القضية الحزب الوطني الاسكتلندي في أزمة عميقة وألحقت ضرراً بسعيه إلى تحقيق استقلال اسكتلندا.
"الوضع ليس جيداً"
وسبق أن أوقف الرئيس التنفيذي السابق للحزب الوطني الاسكتلندي بيتر موريل، زوج ستورجن في سياق التحقيق نفسه في أبريل الماضي.
وفي تلك الفترة، دهمت الشرطة مقر الحزب في إدنبره، ومنزل موريل وستورجن، في جلاسكو حيث نصبت خيمة لمسرح جريمة في الحديقة الأمامية.
وفشل موريل أيضاً في التصريح عن قرض شخصي للحزب الوطني الاسكتلندي تفوق قيمته 100 ألف جنيه إسترليني، ما قد ينتهك قوانين متعلقة بشفافية التمويل السياسي.
وأُفرج عن موريل في وقت لاحق بدون توجيه اتهامات له على أن يستمر التحقيق.
وظهرت ستورجن للمرة الأخيرة، كرئيسة وزراء في البرلمان الاسكتلندي في مارس، بعدما أعلنت عزمها على التقاعد قبل شهر من ذلك، إذ قالت إنها باتت تفتقر إلى "الطاقة" للاستمرار وإنها ستتنحى بعد 8 سنوات على رأس الحكومة.
لكن تحقيق الشرطة حول موريل، الذي تزوجته في العام 2010، ألقى بظلاله عليها، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وجاء الكشف عن توقيف ستورجن التي خاضت حملة الاستقلال بعزم بعدما أدى رحيلها إلى إضعاف الحزب الذي خرج منقسماً من الحملة الداخلية التي أسفرت عن تعيين حمزة يوسف (37 عاماً) رئيسا للوزراء ورئيساً للحزب.
"إرث نيكولا"
ويُعتبر رئيس الحكومة الجديد، أول مسلم يرأس مقاطعة بريطانية، رمزاً للاستمرارية بعد ستورجن مع تبنيه خطاً تقدمياً في القضايا الاجتماعية ويسارياً اقتصادياً.
ونفى يوسف أن تكون ستورجن قد استقالت وهي تعلم أن تحقيقات الشرطة ستقترب من عائلتها. وقال إن "إرث نيكولا (ستورجن) قائم في ذاته".
وبعد توقيف موريل، قال يوسف: "من الواضح أن الوضع ليس جيداً. وأعتقد أنه كلما تمكنا من التوصل إلى نتيجة في تحقيق الشرطة هذا كان ذلك جيداً". وأضاف: "لم أكن أبداً مسؤولاً في الحزب ولم يكن لدي دور في الشؤون المالية للحزب".
ولفت إلى أن توقيف كولين بيتي "مسألة خطيرة جداً"، لكنه أشار إلى أنه لم يُصرَف من الحزب لأن "الناس أبرياء ما لم تثبت إدانتهم".
وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد "يوجوف" أخيراً، فإن 45% فقط من الذين استطلعت آراؤهم أبدوا تأييدهم للاستقلال عن المملكة المتحدة. كما صوت 45% من الاسكتلنديين لصالح الاستقلال خلال الاستفتاء الذي نظم في 2014.
اقرأ أيضاً: