يزور رئيس وزراء الصين لي تشيانج ألمانيا وفرنسا من 18 إلى 23 يونيو الجاري، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية الخميس.
وستكون رحلة لي تشيانج إلى ألمانيا حافلة بالأحداث، بعد نشر برلين وثيقة هذا الأسبوع تصف الصين بأنها قوة معادية لألمانيا.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية وانج ونبين، في بيان، إن لي "سيقوم بزيارة رسمية لألمانيا حيث سيشارك في الجولة السابعة من المشاورات الحكومية الصينية-الألمانية، كما سيقوم بزيارة رسمية لفرنسا حيث سيحضر قمة الميثاق المالي العالمي الجديد".
ويلعب رئيس الوزراء في الصين عموماً دوراً سياسيا أقل أهمية من دور الرئيس، وهو مسؤول بشكل أكثر تحديداً عن المسائل الاقتصادية والمالية.
"تعمل ضدنا"
وأكدت الحكومة الألمانية في استراتيجيتها للأمن القومي التي كُشفت الأربعاء، أنّ الصين رغم أنها "شريكة" لألمانية، فإنها تعمل "ضدّ مصالحنا وقيمنا".
وتعدّ الصين شريكاً اقتصادياً رائداً لألمانيا وسوقاً حيوياً لقطاع السيارات الألمانية، ونجت الصين لفترة طويلة من انتقادات برلين الحادّة التي بدأت تشديد نبرتها تجاهها منذ أكثر من عام.
ويدعو الوزراء في حزب الخضر إلى حزم أكبر تجاه بكين، مشيرين إلى تهديداتها المتكرّرة ضدّ تايوان والانتهاكات التي تُتهم السلطات الصينية بارتكابها ضد الأويجور في منطقة شينجيانج.
والأربعاء، أعلنت ألمانيا الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي، وحذرت فيها من ضغوط الصين ومساعيها لـ"تغيير النظام العالمي القائم على القواعد"، وأعربت عن مخاوف من "أنشطة بكين التجسسية".
وأظهر ملخص للاستراتيجية الجديدة تركيزاً على الصين، حيث نص على أن بكين "تزيد من ضغوطها على الاستقرار الإقليمي ولا تحترم حقوق الإنسان".
وأشارت إلى تزايد المنافسة مع الصين خلال السنوات الأخيرة، في ظل سعيها إلى "تغيير النظام العالمي القائم على القواعد بطرق مختلفة"، ولكنها نبهت إلى أن بكين "تظل شريكاً لا يمكن من دونه حل العديد من التحديات العالمية، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها "تستخدم ثقلها الاقتصادي لتحقيق أهداف سياسية".
وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في مؤتمر صحافي، للإعلان عن الاستراتيجية الجديدة، إن الأمن في القرن الـ21 يعني ألا يتم التجسس على هاتفك من قبل الصين.
فعالية دولية في فرنسا
ويتمثّل الهدف الطموح من قمة الميثاق المالي العالمي الجديد التي تنظم بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إصلاح هيكل التمويل العالمي للاستجابة بشكل أفضل لتحديات احترار المناخ.
وأكّد العديد من المدعوين حضورهم من بينهم رئيس البنك الدولي أجاي بانجا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والمستشار الألماني أولاف شولتز.
وقال وانج ونبين "يعكس اختيار رئيس الوزراء لي تشيانج فرنسا في أول زيارة خارجية له بعد توليه منصبه الأهمية الكبرى التي توليها الصين للعلاقات الصينية الفرنسية".
وأوضح أن "الهدف من هذه الزيارة هو تعزيز التواصل والتنسيق، وتعزيز التنمية المستمرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وفرنسا وتقديم مساهمات جديدة لتنمية صحية ومستقرة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي".
اقرأ أيضاً: