السودان.. ضحايا جرّاء قصف في الخرطوم والنزوح يتواصل من دارفور

دخان يتصاعد من سوق في أم درمان شمال العاصمة السودانية الخرطوم. 17 مايو 2023 - REUTERS
دخان يتصاعد من سوق في أم درمان شمال العاصمة السودانية الخرطوم. 17 مايو 2023 - REUTERS
دبي/ الخرطوم/ جنيف -الشرقوكالات

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، قصفاً جوياً وضرباً بالمدفعية وسط اشتباكات متبادلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أودى بحياة 17 شخصاً في حي اليرموك، فيما تدفع أعمال العنف بإقليم دارفور المئات لعبور الحدود نحو تشاد.

وأفاد شهود و"لجان المقاومة" في جنوب الخرطوم بتعرّض منطقة اليرموك إلى "قصف جوي سقط على إثره عدد من الضحايا المدنيين".

وأكد الشهود وقوع "اشتباكات بكل أنواع الأسلحة" في جنوب العاصمة، إضافة لقصف صاروخي وبالمدفعية الثقيلة في ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم.

وأعلنت وزارة الصحة السودانية، السبت، سقوط 17 شخصاً في قصف جوي على حي اليرموك بجنوب الخرطوم، موضحة أن "التقديرات الأولية تشير إلى أن من بين الضحايا 5 أطفال ونساء ومسنّين، وتدمير 25 منزلاً".

"دمار كامل"

ووصف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، السبت، الوضع في السودان بأنه "كارثي"، قائلاً إن العاصمة الخرطوم تشهد "دماراً كاملاً".
          
وقال عقار، في مؤتمر صحافي، خلال زيارته الحالية للقاهرة، إن هناك مواقع بالخرطوم تحت سيطرة الدعم السريع، فيما يسيطر الجيش على مواقع أخرى.
          
واتهم قوات الدعم السريع بأنها "تحتل" المناطق السكنية. وتابع قوله: "ما تبقى في السودان ليس كثيراً.. البنوك نهبت، كل البيوت نهبت، والمواطنون قتلوا، وهناك عنف غير مبرر".
          
وحذر عقار من أن "أي انتكاسة في السودان ستؤدي إلى انهيار القرن الإفريقي".
          
وأضاف أن الجيش السوداني "سينتصر في هذه المعركة"، مؤكداً أن الدعم السريع لن يستطيع ذلك "مهما كانت قوته"، وشكك في إمكانية نجاح أي من المبادرات المطروحة لتسوية أزمة السودان.







إسقاط طائرة

بدورها، أعلنت قوات "الدعم السريع"، على "تويتر"، أن الاشتباكات "شملت أحياءً في شمال وشرق العاصمة، إضافة لأحياء اللاماب ومايو جنوب الخرطوم"، مشيرة إلى سقوط قذائف أسفرت عن وقوع ضحايا.

وذكرت أنها نجحت في إسقاط مقاتلة من طراز "ميج" تابعة للجيش جنوب الخرطوم، مشيرة إلى استهداف طيران الجيش مناطق تمركز قواتها في جنوب وشمال أم درمان.

ولم يذكر بيان الدعم السريع تفاصيل بشأن مصير طاقم الطائرة، لكنه اتهم طيران الجيش باستهداف أحياء سكنية جنوب العاصمة، ما أسفر عن سقوط وإصابة العشرات.

وتأتي الاشتباكات غداة تأكيد شهود تعرض وسط أم درمان لقصف جوي من سلاح الطيران في الجيش، طال خصوصاً حي "بيت المال".

الجيش والمدنيون

ولم يصدر الجيش السوداني حتى الآن بياناً ينفي أو يؤكد تلك المزاعم، إلا أن عضو المجلس السيادي ونائب قائد الجيش ياسر عطا وجه نداء عاجلاً إلى المدنيين بمغادرة منازلهم المجاورة لمواقع قوات الدعم السريع.

وقال عطا، في مقطع مصور نشرته وسائل إعلام محلية، إن الجيش "سيعمل على تدمير قوات الدعم السريع في كل مكان توجد فيه، بما في ذلك المنازل التي تسيطر عليها".

انتهاكات في دارفور

في إقليم دارفور، أشارت منظمة "أطباء بلا حدود" إلى أن زهاء 6 آلاف شخص فرّوا من الجنينة خلال الأيام القليلة الماضية، مع "تصاعد أعمال العنف" في الإقليم.

وقالت، في بيان، السبت، إن "ما لا يقل عن 622 جريحاً أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشادية الحدودية مع السودان على مدى الأيام الثلاثة الماضية".

وعبر أكثر من 149 ألف شخص الحدود إلى دولة تشاد المتاخمة لإقليم دارفور.

وتثير الأوضاع في دارفور قلقاً متزايداً، إذ حذّرت الأمم المتحدة، هذا الأسبوع، من أن ما يشهده الإقليم قد يرقى إلى "جرائم ضد الإنسانية"، خصوصاً في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.

ودعت الأمم المتحدة، الخميس، إلى محاسبة قتلة والي غرب دارفور، خميس عبد الله أبكر، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع التي كانت تحتجزه "مسؤولة عن سلامته".

وقال الناطق باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورنس: "يجب محاسبة جميع المسؤولين عن عملية القتل هذه، بمن فيهم أولئك الذين يتولون مسؤولية القيادة".

وأضاف لورنس أن المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك "يشعر بالصدمة إزاء قتل الوالي"، معبراً عن "قلق عميق" إزاء تصاعد خطاب الكراهية في المنطقة، محذراً من أن ذلك "يمكن أن يؤجج توترات".

وتشهد الخرطوم ومناطق سودانية عدة، منذ أبريل، معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، فشلت معها كل مساعي الحلّ والغالبية العظمى من اتفاقات وقف إطلاق النار.

وزاد النزاع من حدة الأزمات التي يعانيها السودان، إحدى أكثر دول العالم فقراً حتى قبل المعارك، وأثّر على مجمل مناحي الحياة لسكانه الذين يقدّر عددهم بأكثر من 45 مليون نسمة، إذ تسبب بمقتل أكثر من ألفي شخص ونزوح 2.2 مليون شخص من ديارهم حتى الآن.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات