إسرائيل تقتل 3 فلسطينيين في جنين وسط تصاعد هجمات المستوطنين

سيارتان متفحمتان جرّاء هجوم مستوطنين إسرائيليين على قرى بالضفة الغربية المحتلة. 21 يونيو 2023 - REUTERS
سيارتان متفحمتان جرّاء هجوم مستوطنين إسرائيليين على قرى بالضفة الغربية المحتلة. 21 يونيو 2023 - REUTERS
رام الله/ القدس/شيلو- الشرقرويترزأ ف ب

قصفت طائرة "مسيّرة" الأربعاء، سيارة زعمت القوات الإسرائيلية أنها "مشبوهة" في مدينة جنين بالضفة الغربية، ما أدى إلى سقوط 3 ضحايا على الأقل، وهو ما يرفع عدد ضحايا الأربعاء، إلى 5 فلسطينيين. 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "تويتر"، إن "قوات الجيش رصدت بتوجيه دقيق لجهاز الشاباك، سيارة مشبوهة، وذلك بعدما قامت مجموعة بتنفيذ عملية إطلاق نار قرب منطقة الجلمة بمدينة جنين".

وأضاف: "بعد رصد السيارة قامت طائرة مسيّرة تابعة للجيش باستهدافها والقضاء عليها"، زاعماً أن "المجموعة (التي استقلت السيارة) قامت بتنفيذ عدة عمليات إطلاق نار نحو بلدات في منطقة يهودا والسامرة خلال الفترة الماضية".

من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن سقوط 3 ضحايا في منطقة سهل مطار القيبلة قرب بلدة الجلمة شمال جنين.

وأوضح الدفاع المدني، أن "طواقمه تمكنت من الوصول إلى المنطقة، وإطفاء النار المشتعلة في المركبة، وكان بداخلها 3 جثث، ومنعهم الجيش الإسرائيلي من إخراجهم".

"رد قاس"

وتوعدت حركة "حماس" بـ"رد قاس ومناسب لحجم الجريمة" التي قامت بها القوات الإسرائيلية، وذلك في إشارة إلى استهداف السيارة بطائرة مسيرة.

ولفتت الحركة في بيان، إلى أن الضحايا هم "صهيب عدنان الغول (27 عاماً)، وأشرف مراد السعدي (17 عاماً)، من سرايا القدس، ومحمد بشار عويس (28 عاماً) من كتائب شهداء الأقصى".

5 ضحايا

ومع استهداف القوات الإسرائيلية للسيارة في جنين، وما أسفر عن ذلك من سقوط ضحايا، زاد عدد من قتلتهم إسرائيل الأربعاء، ليصل إلى 5 ضحايا فلسطينيين. 

إذ كانت السلطات الصحية الفلسطينية أعلنت الأربعاء، وفاة الشاب عمر جبارة "أبو القطين" (25 عاماً)، متأثراً بإصابته برصاص القوات الإسرائيلية في بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، وذلك خلال هجوم المستوطنين على البلدة.

كما أعلنت السلطات الأربعاء، وفاة الطفلة سديل غسان نغنغية تركمان (15 عاماً)، متأثرة بجروح أصيبت بها في الرأس خلال هجوم القوات الإسرائيلية الأخير (الاثنين) على جنين ومخيمها.

اقتحامات المستوطنين 

وفي السياق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن مستوطنين شنوا مجموعة من الهجمات في عدد من المناطق والمحافظات، أبرزها كان في بلدة ترمسعيا بمحافظة رام الله والبيرة، ما أدى إلى إصابة 13 فلسطينياً بالرصاص الحي جروح بعضهم خطيرة، كما أحرقوا عدداً من المنازل والمركبات، بحماية القوات الإسرائيلية.

ولفتت إلى أن نحو 400 مستوطن هاجموا البلدة، وأحرقوا 30 منزلاً، وأكثر من 30 مركبة. كما هاجم مستوطنون فجر الأربعاء، قرية بيتين، وكسروا زجاج عدد من المركبات والمنازل والمحال تجارية، وأطلقوا النار في الهواء.

كما أحرق مستوطنون عدداً من المركبات، وهاجموا محلات تجارية في قرية اللبن الغربي، كما حطموا المركبات المتواجدة على الشارع الرئيسي.

وفي محافظة نابلس، أصيبت امرأة (60 عاماً) بالرصاص الحي، وشابان بجروح وكسر، خلال هجوم للمستوطنين بحماية قوات الجيش الإسرائيلي على بلدة عوريف جنوب نابلس. واندلعت مواجهات في المنطقة لدى تصدي الأهالي لهجوم المستوطنين. وهاجم المستوطنون مسجد القرية، وحطموا زجاج نوافذه، وحاولوا إشعال النار فيه، قبل وصول الأهالي وتصديهم لهم، وفق المصدر نفسه.

ولفتت الوكالة إلى أن مستوطنين جددوا للمرة الثانية هجومهم على بلدة برقة، وحاولوا مهاجمة أحد المنازل على مدخل البلدة وتصدى لهم الأهالي، وسط اندلاع مواجهات في المنطقة.

وأقدم آخرون على تخريب ثلاثة غرف زراعية وتدمير محتوياتها، وسرقة بعضها، وتحطيم أشجار في محيطها في أراضي منطقة المسعودية التابعة لأراضي برقة، شمال غرب نابلس.

وأصيب طفل بجروح، مساء الأربعاء، إثر اعتداء مستوطنين عليه بالحجارة قرب حاجز حوارة العسكري جنوب نابلس.

وفي محافظة سلفيت، حطم مستوطنون، عدداً من المركبات في قرية ياسوف، كما هاجموا منازل في بلدة كفر الديك غرب سلفيت، وأغلقوا الطرق أمام المارة.

وفي محافظة بيت لحم، أضرم مستوطنون النيران بأراضٍ بقرية حوسان ومنطقة قديس، الواقعة وسط مستوطنة "بيتار عيليت".

وفي محافظة الخليل، أقدمت مجموعة من مستوطني ما تسمى مستوطنة "بني حيفر" على ضرب إبراهيم موسى عزازمة (41 عاماً) خلال تواجده عند مدخل القرية، وتم نقله لتلقي العلاج في المستشفى جراء إصابته برضوض نتيجة الاعتداء عليه.

كما هاجم مستوطنون مسلحون الأربعاء، منازل فلسطينيين في مسافر يطا جنوب الخليل، واتلفوا محاصيل زراعية. كما هاجم عدد من مستوطني مستوطنة "كرمئيل" المقامة على الأراضي الفلسطينية بمسافر يطا، حقول الأهالي في منطق "فتح سدرو"، وأتلفوا محاصيل زراعية.

وفي الأغوار، شرع مستوطنون، ببناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة "سلعيت".

وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات، إن "المستوطنين شرعوا ببناء 55 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة كما أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة بالقرب من مساكن البدو وسط طريق المعرجات غرب أريحا".

فلسطين تطالب بـ"مساءلة فورية"

وقدم مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، رسالة عاجلة لرئيسة مجلس الأمن الدولي، مندوبة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة، طالب فيها مجلس الأمن والأمين العام، بـ"اتخاذ إجراءات فورية لمساءلة إسرائيل وميليشيات المستوطنين الإرهابية التابعة لها عن جرائمها بحق شعبنا"، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية. 

وقال منصور في رسالته إن "التصعيد الخطير للإرهاب والعنف الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني يجبرني على توجيه نداء عاجل آخر إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي ككل بعد يوم واحد فقط من رسالتي الأخيرة إليكم".

وأضاف: "تقوم إسرائيل وقواتها العسكرية وميليشيات المستوطنين بإحراق القرى وترهيب المجتمعات وتهجير العائلات وسرقة الأراضي الفلسطينية، والاعتداء على المدنيين الفلسطينيين وقتلهم وجرحهم، بمن فيهم الأطفال".

وتابع: "على الرغم من أن العالم يشهد عدواناً إجرامياً آخر ضد شعبنا، إلا أنه ما زال يفشل في توفير الحماية التي يحتاجها شعبنا بشدة ويستحقها وفقاً للقانون الدولي الإنساني، كأشخاص محميين تحت الاحتلال العسكري المتواصل من 56 عاماً".

ولفت إلى أن "هذه الحملة الإرهابية المستمرة منذ عقود ضد الشعب الفلسطيني أصبحت أكثر ضراوة، لأن المسؤولين والعسكريين والمستوطنين الإسرائيليين تجرأوا وأصبحوا يعتقدون أنه يمكنهم الاستمرار في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من دون عاقبة واحدة حيث تظل المساءلة غائبة".

ونبّه منصور إلى أن "الحقيقة هي أن إرهاب المستوطنين الإسرائيليين برعاية الدولة: يتم مساعدته وتشجيعه ودعمه مالياً وسياسياً ودبلوماسياً، من قبل كل أركان الحكومة الإسرائيلية. علاوةً على ذلك، فإن هذا الإرهاب الذي ترعاه الدولة يتم التغاضي عنه بشكل علني، بل ويحتفل به من قبل المسؤولين الإسرائيليين".

وأضاف أن "من بينهم من يدعون إلى مثل هذه الهجمات الانتقامية، ويتفاخرون ويتابعون بشكل علني ومن دون اعتذار هيمنة إسرائيل وقهرها للشعب الفلسطيني، وسرقة وضم الأراضي الفلسطينية بكل الوسائل والإجراءات".

وشدد منصور في رسالته أن "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، وتفكيك نظام الفصل العنصري المقيت، فقط يمكن أن يضمن حماية الشعب الفلسطيني وإعمال حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك العيش كشعب حر في وطنه".

وأضاف، أنه "يقع على عاتق مجلس الأمن والأمين العام وجميع الجهات الدولية الفاعلة، واجب التصرف وفقاً للميثاق وجميع أحكام القانون الدولي الأخرى ذات الصلة، بما في ذلك اتخاذ إجراءات فورية لمساءلة إسرائيل وميليشيات المستوطنين الإرهابية التابعة لها إلى أقصى حد يتيحه القانون، وهو أمر حاسم لفرض تكلفة ووقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ضد شعبنا في نهاية المطاف".

إدانات عربية ودولية

من جهتها، أعربت الولايات المتحدة الأميركية، وهي أقرب حليف لإسرائيل، عن "قلقها العميق" إزاء أعمال العنف في الضفة الغربية، مؤكدة  أن تقارير عن هجوم شنه إسرائيليون على قرية فلسطينية "مقلقة".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل: "نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية في الأشهر الاخيرة".

كما أدان السفير البريطاني لدى إسرائيل نيل ويجان العنف في الضفة الغربية، مشدداً على ضرورة "محاسبة المستوطنين المسؤولين عن العنف في الضفة".

وتابع أن "هجوم المستوطنين على الفلسطينيين اليوم أمر مروع"، معرباً عن أمله في "استعادة الهدوء بسرعة في الضفة الغربية".

كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من هجمات المستوطنين المتكررة على البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، وإشعالهم النار في الممتلكات والمركبات الفلسطينية.

وأعرب في بيان له الأربعاء، عن إدانته لعنف المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية، والذي أدى إلى اعمال عنف عشوائية غير مقبولة ضد المدنيين الفلسطينيين وتدمير لممتلكاتهم. وقال إن "إسرائيل ملزمة بحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة".

كما طالبت مصر الأربعاء، بالوقف الفوري لاعتداءات المستوطنين على عدد من القرى الفلسطينية بالضفة، ودانت ما أسفرت عنه الاعتداءات من وقوع ضحايا وإصابات بين المدنيين الفلسطينيين، وتدمير وتخريب عدد كبير من الممتلكات "من دون تدخل من جانب السلطات الإسرائيلية".

وأكدت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية "رفضها الكامل لأعمال الترويع والترهيب والعقاب الجماعي التي تستهدف المواطنين الفلسطينيين".

ونوهت إلى أنها "سبق وحذرت من مخاطر وتداعيات التصعيد المستمر من جانب إسرائيل، وآخره اقتحام مدينة جنين منذ يومين وما أسفر عنه من ضحايا وإصابات في حلقات عنف متتالية".

وشددت على ضرورة "كسر حلقة العنف القائمة بشكل فورى حقناً للدماء، ومنعاً للمزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية وخروجها عن السيطرة، وكي تتمكن مساعي وجهود التهدئة من جانب الأطراف الإقليمية والدولية من تحقيق أهدافها".

كما طالب الأردن الأربعاء، بـ"الوقف الفوري لهجمات المستوطنين الإسرائيليين على قرى فلسطينية في الضفة الغربية".

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إنها "تدين بأشد العبارات الاعتداءات، وكذلك إعلان الحكومة الإسرائيلية المصادقة على بناء ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية".

ونقل بيان الخارجية عن الناطق باسمها سنان المجالي قوله، إن "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة في الأراضي الفلسطينية تنذر بالمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فوراً".

وشدد المجالي على ضرورة وقف ما وصفه بالتصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن "الإجراءات الأحادية من بناء للمستوطنات وتوسيعها والاعتداء على الفلسطينيين، ممارسات لا شرعية ولا قانونية ومرفوضة ومدانة".

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" الثلاثاء، بأن وزارة الخارجية أعربت عن "إدانة واستنكار المملكة للتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخرها العدوان على مدينة جنين، مما أدى إلى سقوط ضحايا أبرياء وإصابة آخرين".

وأكدت وزارة الخارجية السعودية، "رفض المملكة التام لما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة"، معربةً عن "خالص التعازي وصادق المواساة لذوي الضحايا ولحكومة وشعب فلسطين، وأمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين".

تكثيف الاستيطان

وفي السياق، أعلنت إسرائيل الأربعاء، أنها تعتزم بناء ألف وحدة سكنية في مستوطنة "عيلي" بالضفة الغربية المحتلة.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حكومته ستمضي قدماً في بناء ألف وحدة سكنية في مستوطنة "عيلي" بين مدينة رام الله ونابلس، "رداً على عملية إطلاق النار" بالمستوطنة، والتي أودت بحياة 4 مستوطنين، الثلاثاء.

وصادق نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش على المضي قدماً "فوراً" في التخطيط للوحدات، وفق بيان صادر عن مكتب نتنياهو، من دون منح تفاصيل إضافية أو جدول زمني لعملية البناء، وفق ما نقلت "رويترز".

ويأتي القرار الإسرائيلي في ظل معارضة أميركية وأممية لخطط الحكومة لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية.

وتصاعد التوتر بعدما قتلت القوات الإسرائيلية الاثنين، 7 فلسطينيين، 6 منهم خلال عملية عسكرية في مدينة جنين شمال الضفة، وأصابت العشرات بجروح بينهم أكثر من 20 إصابة بين خطرة وحرجة. وتوفي شاب فلسطيني آخر قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية متأثراً بإصابته.

والثلاثاء، سقط 4 مستوطنين وأصيب 4 آخرين، في هجوم نفذه شابان فلسطينيان على محطة للوقود في مدخل مستوطنة "عيلي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات